وقعت اعمال شغب امس الاربعاء في العاصمة النيبالية، كاتماندو، حيث هاجم آلاف المتظاهرين اهدافا عربية واسلامية بينها إحراق أبرز مسجد في المدينة، ما ادى الى فرض حظر تجول في العاصمة، وذلك غداة الاعلان عن مقتل 12 رهينة نيباليا على أيدي الخاطفين في العراق. وقتل شخص واصيب ثلاثة آخرون بجروح برصاص عناصر في الشرطة النيبالية يؤمنون حراسة السفارة المصرية في كاتماندو. وفرضت السلطات حظر تجول مفتوحا اعتبارا من بعد ظهر اليوم. وعاد الهدوء الى كاتماندو على الاثر. كما اعلنت الحكومة الخميس يوم حداد وطني على قتلاها. وهاجمت الحشود التي قدرت الشرطة عددها بخمسة آلاف شخص، اكبر مساجد كاتماندو في وسط العاصمة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وصعد متظاهرون الى سطح المسجد واضرموا فيه النار بعد ان احرقوا في الشارع قسما كبيرا من اثاثه. واصيب المسجد باضرار طفيفة. وعملت شرطة مكافحة الشغب على تفريق الحشود مستخدمة الهراوات، وتمكنت في اخر المطاف من ابعاد الحشد عن المسجد الواقع على بعد ثلاثمئة متر من القصر الملكي في وسط العاصمة النيبالية. وسار المتظاهرون ايضا باتجاه السفارة المصرية التي ترعى المصالح العراقية في النيبال. وافادت الشرطة ان شرطيين نيباليين يحرسون السفارة قاموا باطلاق النار من اجل تفريق الحشود، ما ادى الى مقتل رجل واصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب وزارة الداخلية. وتم تخريب مكاتب الخطوط الجوية القطرية في كاتماندو، بحسب ما اعلن موظف في الشركة. وقال الموظف "اجتاح عشرات من الناس الغاضبين المكاتب ودمروا الاثاث والمنشآت قبل ان يضرموا فيها النار". والخطوط الجوية القطرية هي شركة الطيران الرئيسية التي يستخدمها النيباليون للتوجه الى الشرق الاوسط من اجل العمل. وأعلنت شركة طيران الخليج المملوكة لكل من البحرين وسلطنة عمان والامارات تعليق رحلاتها اليومية الى النيبال لمدة 24 ساعة، بسبب توتر الأوضاع هناك. وقامت الشركة بانشاء مكتب مؤقت لاصدار التذاكر في المطار لمساعدة الركاب وتقديم الخدمات التجارية المطلوبة. كما افاد مراسل وكالة فرانس برس ان آلاف النيباليين الشبان كانوا هاجموا في وقت سابق مكاتب وكالات للتوظيف في كاتماندو متخصصة بارسال عمال الى الخارج. واتهم المتظاهرون هذه الوكالات بارسال النيباليين الاثني عشر الى العراق حيث خطفوا قبل عشرة ايام ثم اعلن الثلاثاء عن مقتلهم على ايدي خاطفيهم. ووجه الملك النيبالي جيانندرا مساء نداء من اجل التزام الهدوء تمت تلاوته عبر التلفزيون والاذاعة الرسميين. وقال "يجب ان تكون هناك علاقات اخوية بين الاشخاص من ديانات وثقافات مختلفة. نأمل بان يساعد كل القادة السياسيين وقادة المجتمع المدني على الحفاظ على السلام والامن في البلاد". ويواجه الحكم النيبالي حركة تمرد ماوية تتخللها مواجهات دامية. وحصلت تظاهرات عفوية ايضا في المناطق، ومنها في مدينة بوكارا (غرب) وغوركا (وسط) وبيراتناغار (جنوب)، احتجاجا على مقتل النيباليين في العراق. وطلب عدد كبير من المتظاهرين، بالاضافة الى تفجير غضبهم ضد الخاطفين، باستقالة رئيس الوزراء شير باهادور دوبا الذي يحملونه مسؤولية الفشل في الافراج عن الرهائن. وقد اعلنت الحكومة النيبالية مرارا خلال فترة احتجاز النيباليين الاثني عشر ان النيبال لا تشارك في التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق. وتمثل الاقلية المسلمة حوالي 10 في المئة من التعداد السكاني الاجمالي لنيبال البالغ 24 مليون نسمة معظمهم من الهندوس.