أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) عن تلقي تعهدات جديدة استجابة لنداء المجتمع الدولي من أجل مساعدة بلدان غربي وشمال غربي القارة الأفريقية في مواجهة غزو أسراب الجراد الصحراوي. واكدت المنظمة في بيان تلقته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الأوضاع في البلدان التي يجتاحها الجراد تبقى خطيرة وتتطلب مزيدا من الدعم الدولي على نحو عاجل. وقالت ان الجهات المانحة تعهدت بتقديم مبلغ اجمالي مقداره 32 مليون دولار تضاف الى مبلغ 5 ملايين دولار وفرتها المنظمة من مواردها الخاصة في حين قدرت الاحتياجات الاجمالية للتصدي لهذه الأزمة بمبلغ 100 مليون دولار. وأوضحت المنظمة التي زار مديرها العام المنطقة الأسبوع الماضي أنه في حين عبأت بلدان المغرب العربي مثل المغرب والجزائر مواردها الخاصة للحملات القطرية لمكافحة الجراد اللتين أوفدتا فرقا للمسح والمكافحة مزودة بمعدات الرش والمركبات الى موريتانياومالي والنيجر لتعزيز جهودها فان البلدان الأفريقية الأخرى لا تمتلك الموارد المالية الكافية لتمويل المكافحة وانقاذ محاصيلها الزراعية. واشارت المنظمة الى أن الأوضاع المتفاقمة في غربي وشمالي أفريقيا والتي تهدد بالانتقال الى اقليم دارفور غرب السودان ثم الى شرقه على ساحل البحر الأحمر تستدعي الحصول على مزيد من الدعم لتمويل عمليات محددة للرش الجوي والبري وعمليات المراقبة البيئية غير المتيسرة في جميع البلدان المتأثرة بزحف الجراد. واضاف أن موريتانيا تعد في الوقت الحاضر البلد الأشد تضررا حيث تستدعي المساحات الكبيرة الموبوءة التدخل السريع والمكافحة في حين تزداد الحالة في مالي والنيجر تفاقما مشيرا الى أن أسراب الجراد قد بلغت أيضا جزر الرأس الأخضر والسنغال وتشاد وبوركينا فاسو. وحذرت المنظمة الدولية من احتمالات تفاقم أزمة الجراد بشكل كبير خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع تكون الأسراب الجديدة من الجراد في سبتمبر القادم مما يهدد على نحو خطير محاصيل الموسم الزراعي الذي ستنضج حينئذ في البلدان المتأثرة داعية الى تكريث الجهد الرئيسي من أجل حماية الحصاد المقبل الذي يعد موسما حاسما لغذاء ملايين البشر في المنطقة. وذكرت أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية وصندوق التنمية المشترك وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وبنك التنمية الاسلامي وايطاليا وهولندا والنرويج والمملكة وكوريا الجنوبية وأسبانيا وتايوان الصينية والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية ساهمت في التعهدات الحالية.