حذر مزارعون وخبراء من أن ما يقرب من مليون نسمة في غرب افريقيا يواجهون خطر المجاعة ما لم يحصلوا على معونات دولية لمكافحة أسراب الجراد التي تلتهم محاصيل المنطقة في أسوأ اجتياح منذ 15 عاما. وتتقدم أسراب الجراد في المناطق الزراعية في الساحل على الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى وهي منطقة يعتمد معظم سكانها على الزراعة وتفتقر حكوماتها لوسائل مكافحة هذه الأسراب. ويقول الخبراء إن جزءا من سرب الجراد يمكنه أن يلتهم في اليوم ما تلتهمه عشرة أفيال أو 25 جملا أو حوالي 2500 شخص مما يدمر محاصيل أساسية مثل الذرة بأنواعها المختلفة اضافة الى محاصيل مربحة مثل البطيخ والفول السوداني. وقال محمد الأمين المسؤول بالهيئة القومية للزراعة في موريتانيا "علينا أن نتوقع عجزا بنحو 80 في المئة في محصولنا من الحبوب... سيتأثر ما بين 600 و800 ألف نسمة بالمجاعة". وقال مسؤول كبير آخر بالهيئة لا يمكننا أن نأمل في أي محصول هذا العام ما لم تتخذ خطوات. وكانت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) قد حذرت منذ فترة ترجع الى أكتوبر الماضي من أن أسراب الجراد تهدد باشاعة الفوضى في المنطقة بعد هطول أمطار غزيرة في أعقاب سنوات من الجفاف. لكن التحذير لم يحدث صدى. وقالت منظمة الفاو قبل أسبوعين ان حجم الأضرار الناجمة عن غزو الجراد قد يزيد لثلاثة أمثاله ليصل إلى 245 مليون دولار في غضون عام ما لم تقدم معونات طارئة على وجه السرعة. وقدرت المنظمة قيمة المعونات الطارئة المطلوبة بنحو 80 مليون دولار وقالت إن هناك تعهدات بتقديم تسعة ملايين دولار فقط حتى الان. وتقول موريتانياوالنيجر انهما بحاجة لمعونة تصل الى 20 مليون دولار والى طائرات اضافية لرش المحاصيل ولكميات أكبر بكثير من المبيدات الحشرية لاحتواء الازمة. وبدأ الغزو الكبير السابق للجراد في غرب السودان لكنه امتد خلال الفترة من عام 1987 الى عام 1989 ليشمل 28 دولة وليصل لمناطق بعيدة كالهند وهو ما يعني أن الخطر يكتنف دولا تبدو أسراب الجراد بعيدة عنها الان. وأعلنت جامبيا حالة الطواريء وسألت الأممالمتحدة معونة قدرها 700 ألف دولار. وتعهدت محطات بنزين بتقديم وقود للمساعدة في مواجهة الخطر. وقال وزير الزراعة سليمان سعيد (مع غزو الجراد سيحدث نقص هائل في امدادات الغذاء. فأكثر من 70 في المئة من السكان يعتمدون على الزراعة... سيؤثر هذا بقوة على اقتصادنا نظرا لان الفول السوداني هو سلعة التصدير الرئيسية). ويقارن خبراء وسكان بين الاجتياح الحالي وغزو 1987-1989 الذي كان أسوأ اجتياح منذ 30 عاما وتكلف احتواؤه 300 مليون دولار. وقال بوبي ألفاري وهو مزارع من النيجر يبلغ من العمر 65 عاما عاصرت ذلك الغزو وبامكاني القول إن كل حقولنا هلكت... وعندما أسمع أن الدولة لا تملك وسائل مكافحة الجراد أقول في نفسي.. ستكون هناك مجاعة العام القادم.