تتكاتف دول غرب افريقيا لمواجهة هجمات من اسراب الجراد التي تتميز بالكثافة الشديدة وسط نداءات تحذر من أن ما يقرب من مليون نسمة في غرب افريقيا يواجهون خطر المجاعة ما لم يحصلوا على معونات دولية لمكافحة أسراب الجراد التي تلتهم محاصيل المنطقة في أسوأ اجتياح منذ 15 عاما. وتتقدم أسراب الجراد في المناطق الزراعية في الساحل على الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى وهي منطقة يعتمد معظم سكانها على الزراعة وتفتقر حكوماتها لوسائل مكافحة هذه الأسراب. وقال محمد الأمين المسؤول بالهيئة القومية للزراعة في موريتانيا: علينا أن نتوقع عجزا بنحو 80 في المئة في محصولنا من الحبوب... سيتأثر ما بين 600 و800 ألف نسمة بالمجاعة. وقال مسؤول كبير آخر بالهيئة: لا يمكننا أن نأمل في أي محصول هذا العام ما لم تتخذ خطوات. وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) قبل أسبوعين ان حجم الأضرار الناجمة عن غزو الجراد قد يزيد لثلاثة أمثاله ليصل إلى 245 مليون دولار في غضون عام ما لم تقدم معونات طارئة على وجه السرعة. وقدرت المنظمة قيمة المعونات الطارئة المطلوبة بنحو 80 مليون دولار وقالت إن هناك تعهدات بتقديم تسعة ملايين دولار فقط حتى الان. وتقول موريتانيا والنيجر انهما بحاجة لمعونة تصل الى 20 مليون دولار والى طائرات اضافية لرش المحاصيل ولكميات أكبر بكثير من المبيدات الحشرية لاحتواء الازمة. وأعلنت جامبيا حالة الطواريء وسألت الأممالمتحدة معونة قدرها 700 ألف دولار. واعلنت دولة مالي ان منطقتي غاو (شمال) وكيدال (شمال شرق) تتعرضان حاليا لاجتياح اسراب الجراد. واوضحت الوكالة ان الجراد اجتاح في غاو مساحة تقدر ب 3050 هكتارا وانه لم يتم معالجة سوى 180 هكتارا لا غير. وتم تسجيل اكبر كثافة للجراد في بلدة للاتان حيث قدر انتشار 30 الفا من هذه الحشرات في كل هكتار. وفي منطقة كيدال، اجتاح الجراد 2300 هكتار . واضافت الوكالة ان الوضع في هاتين المنطقتين يتسم بتكاثر الجراد بسرعة وبتشكيل اسراب جديدة. وفي مواجهة هذا الخطر تم تشكيل فريقين لمعالجة الوضع على الارض وتطويق تطوره بحسب الوكالة. وارسلت الجزائر عتادا لمكافحة الجراد الى مالى والسنغال فى اطار برنامج جزائرى لمكافحة الجراد لفائدة بلدان الساحل. واضاف بيان لوزارة الزراعة والتنمية الريفية الجزائرية انه سبق وأن انتشرت خمس فرق جزائرية مكونة من خمس وحدات عملياتية مختصة فى مكافحة الجراد بكل من مالى والنيجر وموريتانيا0 كما اضاف البيان ان هذه العمليات ستتواصل وفق البرنامج الذى أعد حسب تطور الوضع على مستوى البلدان والمنطقة بالتشاور مع البلدان المغاربية الاخرى0 وتندرج هذه النشاطات فى اطار مبادرة النيباد ويهدف اساسا الى مواجهة تفاقم ظاهرة الجراد التى يتزايد خطرها0 وفي المغرب اعلن مصدر رسمي ان المغرب قرر ارسال مساعدة الى موريتانيا تتألف خصوصا من خمسين الف لتر من مبيدات الحشرات وذلك في اطار مكافحة الجراد. ومنذ الرابع من اغسطس اجتاحت اسراب الجراد نواكشوط ومنطقة تنتان الواقعة على بعد 700 كلم شرق العاصمة. وكانت الحكومة الموريتانية اطلقت منتصف الشهر الماضي نداء ملحا للحصول على مساعدة دولية للمرحلة الاولى فقط من معالجة الاراضي التي اجتاحتها اسراب الجراد. وتشمل هذه المرحلة 300 الف هكتار.