اجتمعت تسعة من بلدان المغرب العربي وغرب أفريقيا في الجزائر أمس، لوضع "خطة اقليمية" لمكافحة أسراب الجراد التي اجتاحت اكثر من ستة ملايين هكتار في منطقة المغرب العربي والساحل وتشكل تهديدا كبيرا للاقتصادات الوطنية. ويجتمع ممثلو الجزائر وليبيا ومالي والمغرب وموريتانياوالنيجروالسنغال وتشاد وتونس لاستعراض عمليات المكافحة التي تنفذها كل دولة ضد الجراد قبل وضع خطة اقليمية وقائية. وقال المسؤول عن قسم مكافحة الجراد في وزارة الزراعة الجزائرية سيد علي مؤمن انه "سيتم في البداية استعراض النقص في برامج المكافحة في كل بلد". واضاف انه "في ضوء هذا التقييم سنضع معا استراتيجية مشتركة وقائية لمكافحة اسراب الجراد". وتابع "سيتم تحديد احتياجات كل بلد في مكافحة الجراد في اطار الخطة الاقليمية خلال الاجتماع"، محذرا من ان الجراد سيكتسح بسرعة منطقة الساحل الافريقي اذا لم تتحرك الدول المعنية بسرعة وتتبنى استراتيجية مشتركة. وتهدف الخطة وهي "باهظة الكلفة" كما يقول مؤمن، الى وضع برنامج بين نهاية صيف 2004 وربيع 2005 لوقف تقدم الجراد واعادة تأهيل المناطق المنكوبة في منطقة الساحل ومنع عودة الجراد الى الشمال الغربي. وحتى 22 يوليو، كان الجراد قد اكتسح 6.5 مليون هكتار من المزروعات في المغرب العربي والساحل. وتمت اعادة تأهيل اكثر من 6.3 مليون هكتار 84% منها موزعة بصورة متساوية تقريبا بين الجزائر والمغرب. لكن هذا لا يكفي لدرء تهديد الجراد الزاحف. ولم يستبعد المسؤول الجزائري احتمال توجيه نداء للحصول على مساعدات دولية اذا وجدت الدول نفسها غير قادرة على مواجهة المشكلة وحدها. ويشارك في اجتماع الجزائر ممثلون عن منظمة الاغذية والزراعية التابعة للامم المتحدة (فاو) ومنظمة الصحة العالمية والبنك الافريقي للتنمية والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكنديا واليابان. وقال المسؤول الجزائري ان "الخطر حقيقي لا سيما ان الظروف البيئية تساعد على تكاثر الجراد في منطقة الساحل مع نهاية الصيف وفي عز فصل الامطار". وفي اللخامس من يوليو اعلنت الفاو ان اسراب الجراد انتقلت من مناطق تكاثرها الطبيعية الربيعية في شمال غرب افريقيا، الى عدد من دول الساحل ولا سيما الى موريتانياوالسنغال ومالي والى اجزاء من النيجر وتشاد. وفي السنغال، لوحظت عدة تجمعات للجراد في مناطق مختلفة في باكل على بعد 680 كيلومترا شرق دكار. وقد هاجمت هذه المجموعات حقول الذرة والدخن او الذرة البيضاء. والجمعة الماضية، اعلن الرئيس السنغالي عبدالله واد بعد لقائه بنظيره الفرنسي جاك شيراك عن عزمه "اعلان الحرب" على الجراد الذي يهدد منطقة الساحل الافريقية، وذلك بالاستعانة بجيوش دول المنطقة.. ووجهت موريتانيا في 18 يوليو نداء عاجلا الى شركائها الدوليين لمساعدتها على مواجهة بداية غزو واسع للجراد.