مشكلتنا في العالم العربي.. بل وفي العالم قاطبة ليست احتلال الصهاينة فلسطين، وليست احتلال الولاياتالمتحدةالعراق، بل المشكلة هي احتلال الصهاينة امريكا وهذا يشكل ورطة كبيرة للقيم العالمية، لان هذا يعني ان اقوى دولة في العلم تدار بعقول صهيونية عنصرية. فالتاريخ يقول: انه منذ وصول اول دفعة من المهاجرين الصهاينة عام 1624م الى مدينة نيو امستردام (نيويورك) حاليا وهم يخططون من اجل الاحتلال والسيطرة على اهم الميادين الحساسة في امريكا ونجحوا بالفعل في ذلك وهذا ما بينه عضو الكونغرس الامريكي الاسبق ديفيد ديوك الذي فضحهم في كتابه (الصحوة) وبين فيه حجم النفوذ اليهودي في الولاياتالمتحدةالامريكية وذكر ان اليهود يشكلون في الولاياتالمتحدة اليوم نسبة 3 بالمائة من عدد السكان الا ان دورهم في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية يوهم الامريكيين وغيرهم بانهم اكبر من هذا العدد بكثير، وذلك بفضل سيطرتهم على قسم ضخم من الميادين السياسية والصناعية والاقتصادية والمصرفية والعقارات وشؤون الهجرة والتعليم، وهم اليوم يشكلون نسبة عالية من اعضاء مجلس الشيوخ والنواب، ويعتبرون أن من اهم قواعد السياسة اليهودية المنظمة في الولاياتالمتحدة، التي يرتكز عليها النشاط الداعم للدولة اليهودية العنصرية، واصبحوا بذلك هيئة تشريعية مستقلة داخل الهيئة التشريعية الامريكية، مما مكنهم من المجابهة والتصدي لاي ادارة امريكية تحاول الضغط على الدولة اليهودية العنصرية، وليس في هذا ما يدعو الى الريبة في انهم احتلوا امريكا. بين ديوك في هذا الكتاب ان اليهود يشكلون اكثر من 25 بالمائة من عدد الكتاب والمحررين ومقدمي البرامج في اكثر وسائل الاعلام الامريكية المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك شبكات الاخبار والمجلات الاخبارية الاسبوعية والصحف اليومية الرئيسية مثل نيويورك تايمز ولوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال. واوضح انهم يشكلون اكثر من 50 بالمائة من مالكي وسائل الترفيه والاتصالات والكمبيوتر، وانهم يسيطرون تماما على صناعة السينما في هوليوود. فجميع الموظفين الكبار في الاستوديوهات الرئيسية، وكبار المنتجين هم من اليهود، مما منحهم قوة سياسية كبيرة، بالاضافة الى قوتهم الاعلامية التي استغلوها في دعم ومناصرة المرشحين اليهود او المؤيدين لهم. وبين ان المجتمع الامريكي يضم اليوم اكثر من 300 منظمة يهودية كبيرة وعددا ضخما من المنظمات المحلية، التي تمارس العديد من الانشطة الداعمة لليهود، وتجمع التبرعات لصالح الدولة اليهودية العنصرية، وتضغط على صانعي القرار لزيادة الدعم لها. ومن اهم تلك المنظمات: منظمة بناي بريث (ابناء الميثاق) وهي اكبر منظمة يهودية في العالم، وتتفرع منها عصبة التحالف ضد الافتراء، وهي تحارب ضد التمييز العنصري والديني ضد اليهود، وكأنهم يحاولون احتلال العالم، كما اوضح ديوك في هذا الكتاب ان لجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية (ايباك) تعتبر الذراع الضاغطة للمجتمع اليهودي، ومن ابرز اهتماماتها دعم المرشحين في الانتخابات للوصول الى اكبر عدد من المقاعد في الكونغرس، ويقول: ان تأثير اللوبي الصهيوني الذي يتزعم صحفيوه وكتابه مثل جوديث ميلر ومارتن كريمر ويوسف بودنسكي ودانيال بايبز الحملة ضد ما يسمونه بالاصولية الاسلامية، ويحرضون الادارة الامريكية على اعتبار الاصولية عدوها الاول، مما يجعل امريكا تسير كما يشاء الصهاينة، ويضيف: هانحن نشهد نشأة الكراهية للمسلمين او ما صار يعرف بالاسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام). وقد حذر من هذا الاحتلال ايضا رئيس وزراء ماليزيا السابق الدكتور مهاتير محمد حيث قال في خطابه امام القمة الاسلامية الاخيرة: (ان اليهود يحكمون العالم اليوم بالواسطة). وبالطبع ليس كل يهودي صهيونيا، ولكن الهيمنة القوية في وسائل الاعلام الامريكية لليهود الصهاينة، اما الوسائل الاعلامية التي لا يمتلكها اليهود فمعظمها يقتات على ريع الاعلانات اليهودية، وايضا ضم كتاب (ديوك) العديد من المعلومات الخطيرة منها ان كبريات شبكات التلفاز الامريكية التي تعد عند الامريكيين مصدر المصادر الرئيسية للانباء، يسيطر عليها اليهود، واكبر تجمع اعلامي هو شركة وولت ديزني، ويرأس مجلسها التنفيذي اليهودي ميشيل ايزنر. ويذكر ديوك ان معظم الاموال التي تأتي للحزب الديمقراطي اثناء الانتخابات من اليهود ونصف الاموال التي تأتي للحزب الجمهوري من اليهود ايضا ولم يكن عضو الكونغرس (ديوك) او الدكتور مهاتير محمد الوحيدين اللذين يقولان بسيطرة اليهود، بل هناك الكثير غيرهما. فقد قال السناتور وليام فولبرايت في البرنامج التلفزيوني الامريكي الشهير (واجه الامة) ما نصه: (ان اسرائيل تتحكم في مجلس شيوخ الولاياتالمتحدة) وقال صاحب اكبر رتبة عسكرية في امريكا الجنرال جورج براون: (ان اليهود يسيطرون على الحكومة الامريكية ووسائل الاعلام والاقتصاد في الولاياتالمتحدة) وقد وجد (ديوك) ان سبعة من بين 11 موظفا من ذوي المراتب العليا في مجلس الامن القومي هم من اليهود، وهذه السيطرة ليست خافية على احد او انها سرية بل ان احدى الصحف الاسرائيلية تحث عليها وتطالب بان تكون الهيمنة اليهودية الفعالة مفروضة على الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء في امريكا، فيا ترى هل احتل اليهود الصهاينة العالم ام هم في طريقهم الى ذلك؟