الغرام الامريكي بإسرائيل.. يثير حيرة الكثيرين ودهشتهم خاصة الأنحياز الدائم لها على طوال الخط الذي يصل إلى درجة العناد مع العالم كله. سر هذا الغرام هو الذي شغل الكاتب الصحفي رضا هلال طوال سنوات إقامته في الولاياتالمتحدة .. وبعد بحث طويل حاول الخروج بإجابة موسوعية من خلال تفكيك افكار وسلوكيات الأمريكيين المؤسسين وصولاً إلى خريطة المعاصرة على المستويات السياسية والإعلامية والفنية والأصولية الدينية أيضا. يكشف المؤلف أن (اللوبى اليهودي) أو جماعات الضغط التي توجه السياسات الأمريكية، ليس جديداً بل يرجع إلى بداية القرن العشرين حيث نجح اللوبى في إخضاع الرئيس روزفلت لتأثير المنظمة الصهيونية لتأييد وعد بلفور بإقامة وطن قومي في فلسطين.. وجاء الرئيس ترومان ليجعل السياسة الأمريكية في خدمة الدولة اليهودية ويؤكد أنها سياسة أمريكية ثابتة! ويقصد باللوبى اليهودي الآن، اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة (إيباك) ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى اللتين تأسستا عام 1959. واستطاعت (إيباك) أن تعمل دون منافس حقيقي في التأثير على الإدارة والكونجرس والرأي العام. مستخدمة مصادر الدعم المالي والإعلامي التي تمتلكها لجان العمل السياسي التي تأسست عام 1982 ويصل عددها إلى 90 لجنة. وتلعب التبرعات الانتخابية من هذه اللجان دوراً كبيراً في إصدار قرارات وقوانين أمريكية لمصلحة إسرائيل ومعارضة أي مشروعات لمصلحة العرب.. سواء من الكونجرس أو الرئيس الامريكي، املاً في الحصول على أصوات اليهود في الانتخابات. وتكشف دراسة اعدتها اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمميز العنصري عن أن 76 عضواً من أعضاء مجلس الشيوخ المائة المنتخبين عام 1988 تلقوا دعماً مالياً مباشراً من (إيباك) وأن 334 من أعضاء مجلس النواب ال 437 حصلوا على نفس الدعم!! وتخطت هذه السيطرة اليهودية حدود السياسة إلى وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وسينما أيضا من خلال نفوذ المال والإعلان والسيطرة على ملكية الصحف والمحطات الكبرى.. ومن خلال كبار الكتاب اليهود أو من المستفيدين من نفوذ اللوبى اليهودي. وبالمثل يبدو التأثير اليهودي في السينما الامريكية، حيث وعت أمريكا على صناعة السينما وعلى يهودها في الوقت نفسه تقريباً، فمنذ عهد وحفنة من اليهود تسيطر على السينما الأمريكية، من أمثال صموئيل جولدن ولويس ماير وهاري كوهين وويليام فوكس والأخوة وارنر. ويقول جاك شاهين الاستاذ في جامعة ساوث الينوي: انه وجد صعوبة في العثور على عشر صور إيجابية للعرب فيما يزيد على 450 فيلماً قام بتحليلها.. أما الشخصية اليهودية في السينما الأمريكية فتخضع لتمحيص دقيق بهدف التأثير الايجابي على الرأي العام الامريكي. الكتاب: تفكيك أمريكا المؤلف: رضا هلال الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب