ذكرنا في حلقات سابقة حينما تكلمنا عن أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، وقلنا إن الجماعات اليهودية قد أحكمت سيطرتها على معظم وسائل الإعلام في أوروبا والولاياتالمتحدة، خاصة أن في الولاياتالمتحدة الرأي العام له تأثير على اتخاذ القرارات بالنسبة للسياسة الخارجية، وعلى الأخص في الشرق الأوسط، فحينما نراجع الصحافة في الولاياتالمتحدة نجد أن موقفها يؤيد استمرار الحرب في أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين، بينما رأيناه في مواقف أخرى مثل حرب فيتنام كانت تلك الصحف تنادي بانسحاب القوات الأمريكية من هناك، وكما لا يخفى على الجميع ليست الصحافة وحدها، بل كثير من الجهات التي يسيطر عليها الصهاينة تنادي بحرب الدول السالف ذكرها في الشرق الأوسط من أجل تقسيمها والقضاء على مقاومة الاحتلال الصهيوني، ونحن في القرن الحادي والعشرين نجد أن دولة كالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تدعي بأنها الرائدة الأولى للحريات والديمقراطيات ولحقوق الإنسان تريد أن تحرم الشعوب الحرية والدفاع عن نفسها من أجل أن تعيش حياة كريمة شريفة وتعمل على سلب حق الدفاع عن النفس وحقوق الإنسان. إن اليهود هم الذين يريدون من حكومة الولاياتالمتحدة أن تسلب حريتنا، وحق المقاومة، كي تستطيع دولة إسرائيل أن تستولي على أرضينا وتطردنا منها كالماشية وتستولي على نفطنا وثرواتنا، وأن لا نقاوم، وإذا قاومنا أصبحنا ارهابيين، وعلى الولاياتالمتحدة أن تتدخل لمكافحة الارهاب. هذه الدولة التي كافح (ابراهام لنكلن) على أن تكون دولة واحدة كبيرة من أجل دعم الحريات وحقوق الإنسان في العالم وتطبيق الديمقراطية في جميع دول العالم أرادها اليهود أن تكون دولة ارهابية من أجل كبت الحريات وتحريم المقاومة من أجل الدفاع عن النفس لأن شرائعهم تحتم على أن تكون الحرية لليهود فقط، أما غير اليهود فهم كالخنازير والكلاب. من أجل ذلك أنادي بأعلى صوتي يجب أن نعمل جميعا كأمة إسلامية وأن ندافع عن قضايانا بشراء من نستطيع من وسائل الإعلام في جميع دول العالم الكبرى وعلى الأخص في الولاياتالمتحدة من أجل أن نواجههم بنفس الأسلوب، ونكشف كذبهم وزيف ادعاءاتهم. وفيما يلي أوضح كيف يعمل الصهاينة من خلال الصحافة إذ يذكر النائب الأمريكي السابق بول فندلي في كتابه (من يجرؤ على الكلام) لنعرف التضليل الذي يمارسه الصهاينة في صحفهم وكذلك نتعرف على عمليات الضغط والإكراه الذي يمارسونه ضد رجال الإعلام الشرفاء والخارجين عن السيطرة الإعلامية الصهيونية. نجد أن محرري صحيفة نيويورك تايمز قد شطبوا كلمة عشوائي حينما تسلموا تقرير مراسلهم في الخارج (توم فريدمان) في 13 آب أغسطس 1982 وكان يصف فيه القصف العشوائي لبيروت الأمر الذي جعله يرسل برقية مطولة عبر فيها عن سخطه. وفي سنة 1982 كان الصحفي الأمريكي (جون لو) مؤسس نشرة (الواشنطن ريبورت) قد أعلن في مجلته التي تعنى بشؤون الشرق الأوسط أن من أهم أهداف مجلته أن تعرض وتعالج قضايا الشرق الأوسط بطريقة تراعى فيها مصالح شعب الولاياتالمتحدة، وفي نفس الوقت تتمشى مع المعايير التي ارتضوها للعدل والإنصاف، وبالرغم من أن هذه العبارات عامة ولا تعرض موقفا ضد إسرائيل، إلا أن الارهاب الإسرائيلي قد تحرك إذ إن المذكور قد تلقى في 6 أيار مايو 1982 مكالمة هاتفية يهدده فيها المتكلم إذا استمر على هذا المنوال في مجلته، فإنه سوف يقضي عليه، وفي اليوم التالي فعلا تم الاعتداء على جون ديوك انتوني أحد موظفي مؤسسة أوديو ترست التي تصدر هذه النشرة من قبل رجلين ضربه أحدهما بحجر على رأسه. ونستكمل حديثنا في الحلقة القادمة. فإلى اللقاء في الحلقة القادمة [email protected]