قبل ساعات من انتهاء مهلة العفو الملكي عن المطلوبين منتصف الليلة الماضية، أبدى اثنان منهم رغبتهما في الاستفادة من الدعوة التي أصدرها الملك المفدى في 23 يونيو بشأن المتورطين في الهجمات الدامية لتسليم أنفسهم، فقام أحدهما بتسليم نفسه للجهات الامنية في الطائف والآخر في الرياض بعد أن وصل اليها قادما من دمشق.وصرح مصدر مسؤول بوزارة الداخلية بأن المطلوب للجهات الأمنية فايز بن رشيد بن محمد آل خشمان الدوسري، سعودي الجنسية، قد سلم نفسه للجهات الأمنية بمدينة الطائف مبديا رغبته في الاستفادة من دعوة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. "والله الهادي إلى سواء السبيل".كما صرح بأن المطلوب للجهات الأمنية فوزان بن ناصر بن أحمد الفوزان، سعودي الجنسية، قد اتصل بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة مبديا رغبته في الاستفادة من دعوة خادم الحرمين الشريفين والعودة لأرض الوطن بمعية أسرته. وقال في تصريحه لوكالة الأنباء السعودية، ان السفارة تولت التنسيق مع السلطات السورية المختصة لاستكمال إجراءات سفره مصحوبا بزوجته وابنته حيث غادروا دمشق ووصلوا إلى مطار الرياض على متن رحلة الخطوط السعودية مساء أمس، وكان في استقباله بعض ذويه الذين مكنوا من الالتقاء به ومن ثم اصطحبوا زوجته وابنته. "والله ولي التوفيق". وتجاوبا مع فتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز باب العفو سلم ابراهيم الحربي، أحد المطلوبين، نفسه للسفارة السعودية في دمشق قبل نحو أسبوع، في حين سلم خالد بن عوده بن محمد الحربي نفسه الى السفارة السعودية في طهران. ومؤخرا سلم نفسه للجهات الأمنية كل من عثمان هادي العمري (على قائمة ال 26 المطلوبين) وسبقه في ذلك صعبان الشهري. وقبل شهور كان علي عبد الرحمن الفقعسي ومنصور فقيه أول من سلموا أنفسهم من المطلوبين. وتوقع الشيخ سفر الحوالي أحد الساعين من أجل عودة الضالين الى طريق الصواب، أن يصل مطلوب خامس من خارج المملكة مساء أمس، في حين كان يرى أملا في عشرة آخرين من بينهم اثنان على "قائمة ال 26" بأن يسلموا أنفسهم قبل حلول منتصف الليل. ودعت وزارة الداخلية مساء الأربعاء، الراغبين في الاستفادة من مهلة العفو الملكي وهم في أماكن بعيدة، الى أن يبلغوا عن أنفسهم كخطوة أولى كي تشملهم الفرصة الأخيرة للعفو ومن ثم يستكملون بقية الاجراءات. ومرارا وخاصة خلال شهر مضى، حذر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، جميع الارهابيين بأنهم سيندمون وسيواجهون إجراءات حاسمة، إذا لم يتجاوبوا مع العفو الملكي، كما دعا سموه من يشجعونهم أو يتعاطفون معهم الى ان ينتهوا عما يفعلون وإلا سيحسبون مشاركين لهم في الإجرام وسفك الدماء بغيا وفسادا في الأرض. وكذلك نوه وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز، الى أن جميع المتورطين في أعمال الارهاب باستطاعتهم الاستفادة من الفرصة الأخيرة وذلك بأن يمتنعوا عما هم فيه من ضلال ويعودوا الى جادة الحق ويسلموا أنفسهم للجهات الأمنية. وقد شن الارهابيون خاصة في العامين الأخيرين، عمليات تفجير أودت بحياة عشرات الأبرياء من المواطنين والمقيمين العرب والمسلمين كما سقط عشرات آخرون جرحى. وجاء عفو الدولة في ظل النجاحات الأمنية المتواصلة التي يحققها رجال الأمن في حملات المطاردة والقبض على الارهابيين والمواجهة المسلحة معهم وكان آخرها مصرع عبد العزيز المقرن الذي كان يعتبر زعيم تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وثلاثة من مساعديه بعد قيامهم باختطاف المقيم الأمريكي بول جونسون وذبحه وبثهم صور الجريمة في 18 يونيو الماضي عبر شبكة الانترنت، وأمس الأول أدت عمليات التحري الى العثور على رأس المغدور محفوظا في ثلاجة منزل يقطنه ارهابيون في الرياض، وهو الأمر الذي يشير الى المدى الذي بلغوه في امتهان كرامة الانسان وهدرهم للدماء المعصومة، وحقوق البلاد والعباد وتعديهم على حرمات الله. وقد نوهت القيادة الرشيدة ووزارة الداخلية ومجلس الشورى بجهود السلطات الأمنية في ملاحقة منفذي التفجيرات الآثمة ووأد العديد من العمليات الإجرامية في مهدها. وصرح وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الأسبوع الماضي بأن الجانب الأكبر من النجاحات المتلاحقة في محاربة الارهاب والتصدي للارهابيين يعود الى جهود رجال الأمن، وذلك بتوفيق من المولى عز وجل. تفجيرات الرياض رجال الانقاذ ينقلون احد ضحايا التفجيرات