يتذكر المتورطون في القضايا الإرهابية وهم في طريقهم لقاعات المحكمة بكل حرقة وألم مبادرة العفو التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله في يونيو من العام 2004م في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد آنذاك الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حيث كانت هذه المبادرة فرصة تاريخية لكل من ارتكب جرماً باسم الدين وخرج عن طريق الحق إلى العودة إلى جادة الصواب خلال مدة شهر من تاريخ إعلان الخطاب. وجاءت مبادرة العفو الملكي التي فتحت باب الرجوع إلى الحق وتحكيم الشرع الحنيف لكل من ينتمي للفئة الضالة ممن لم يقبض عليهم في عمليات الإرهاب الفرصة الأخيرة لهذه العناصر التي منحتها الدولة لهم للرجوع إلى الله ومراجعة أنفسهم. وقد جاء في الخطاب الملكي أن من أقر بذلك وقام بتسليم نفسه طائعاً مختاراً في مدة أقصاها شهر من تاريخ هذا الخطاب فإنه آمن بأمان الله على نفسه وسيعامل وفق شرع الله فيما يتعلق بحقوق الغير. وشدد خادم الحرمين في خطاب العفو قائلاً: الكل يعلم أننا لا نقول ذلك من ضعف أو وهن ولكنه الخيار لهؤلاء ولكي نعذر حكومة وشعباً بأننا عرضنا باب الرجوع والأمان فإن أخذ به عاقل لزمه الأمان وإن كابر فيه مكابر فوالله لن يمنعنا حلمنا عن الضرب بقوتنا التي نستمدها من التوكل على الله جل جلاله، هذا ونعاهد الله على قوة لا تلين وإرادة لا تعرف التردد بحول الله وقوته. وجدد المسؤولون في الدولة في أكثر من مناسبة الدعوة للمنتمين للفئة الضالة باغتنام الفرصة والرجوع عن الخطأ وتسليم أنفسهم مقابل أن يشمل العفو الحق العام الذي عليهم، وكان أول المستجيبين للعفو الملكي صعبان الشهري الذي استسلم للأمن في النماص جنوب المملكة وكان دوره يضطلع بتهريب الأسلحة للإرهابيين، ثم لحقه عثمان العمري،، وفي الثاني عشر من يوليو 2004استسلم خالد عودة الحربي المعروف بأبو سليمان المكي عن طريق السفارة السعودية في ايران، كما سلم اثنان من المطلوبين من خارج قائمة ال 26نفسيهما للسلطات الأمنية في الطائف وفي دمشق وذلك قبيل انقضاء المهلة، كما سلم فايز رشيد الدوسري نفسه هو الآخر للجهات الأمنية، ولحقه فوزان ناصر الفوزان عن طريق السفارة السعودية في سوريا وابراهيم القايدي الحربي.