يتوقع المراقبون ان يزيد الاعتماد العالمي على نفط اوبك مرة اخرى في العام المقبل داعما جهود المنظمة للإبقاء على الأسعار مرتفعة فيما يتجاوز نمو الطلب الإنتاج من خارج أوبك. ووفقا للمسح الذي أجرته رويترز وشمل 13 محللا، فان الطلب سيزيد على الأرجح بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في العام المقبل بما يتجاوز زيادة معروض النفط من خارج أوبك والبالغ مليون برميل يوميا فقط. وقال روجر ديوان مدير شركة (بتروليوم فاينانس) ومقرها العاصمة الاميركية واشنطن "الطلب سيكون اضعف من هذا العام لكن نمو المعروض من خارج اوبك لن يغطيه". وهذا يعني ان منظمة البلدان المصدرة للبترول التي تنتج نحو ثلث انتاج النفط في العالم ينتظر الا تواجه صعوبة في الحفاظ على سيطرتها على الاسواق مع الابقاء على المخزونات منخفضة ليستمر صعود الاسعار لعام سادس. ويتوقع محللون كثيرون الان الا يكمن التحدي الذي تواجهه اوبك في الحفاظ على حد ادنى للاسعار وانما في القدرة على مواكبة تلبية النمو في الطلب في ظل فائض محدود في الطاقة الانتاجية. وقال جيف كاري رئيس ادارة البحوث السلعية العالمية في (جولدمان ساكس) "وجهة نظرنا هي ان اوبك ليس لديها الكثير من الطاقة الانتاجية الفائضة للنزول بهذه السوق". وخلص المسح الى توقع ان يرتفع الطلب في العام المقبل الى نحو 83 مليون برميل يوميا من 2ر81 مليون برميل يوميا هذا العام فيما يرتفع المعروض من خارج اوبك الى 8ر50 مليون برميل يوميا. وتراوح نطاق توقعات نمو الطلب بين 1.4 و2.4 مليون برميل يوميا بينما يقدر ان يتراوح نمو المعروض من خارج اوبك بين 700 الف برميل يوميا و1.4 مليون برميل يوميا. ووفقا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الشهري الاخير يتوقع نمو الطلب هذا العام بواقع 2.3 مليون برميل يوميا وهو اسرع معدل نمو في 24 عاما فيما يرتفع المعروض من خارج اوبك بواقع 1.2 مليون برميل يوميا فقط. وقال ادم سيمنسكي المحلل في دويتشه بنك "رغم ان حصة اوبك في السوق لن ترتفع في 2005 بنفس مقدار ارتفاعها هذا العام فان الضغوط الصعودية على الاسعار ستظل باقية على الارجح"، ويرجع ذلك جزئيا الى ان الزيادة التي سبق توقعها في المعروض من خارج اوبك في العام المقبل تقلصت. وتستغرق بعض مشروعات النفط الرئيسية في غرب افريقيا وبحر قزوين وقتا اطول من الذي كان متوقعا وباتت التوقعات بالنسبة لجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق اكثر تشاؤما من ذي قبل خاصة في ظل المخاطر التي تكتنف مصير شركة يوكوس عملاق النفط الروسي. وكانت وزارة الطاقة الاميركية قد خفضت توقعاتها لمعروض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في 2005 وهي محرك رئيسي لنمو المعروض من خارج اوبك بنحو 500 الف برميل يوميا الى 11.5 مليون برميل يوميا. وتتوقع الوزارة الان نموا قدره 500 الف برميل يوميا في معروض المنطقة هذا العام. ودفع هذا بدوره توقعاتها لاجمالي نمو المعروض من خارج اوبك في العام المقبل الى 1.1 مليون برميل يوميا من 1.5 مليون برميل يوميا. وفي هذا الاطار قالت وكالة الطاقة الدولية ان انتاج نفط المنتجين المستقلين خارج اوبك سيكرر نمط نمو هذا العام ليرتفع 2ر1 مليون برميل يوميا في عام 2005 يقوده الاتحاد السوفييتي السابق وانجولا والبرازيل. وأضافت الوكالة في تقريرها الشهري أن روسيا وباقي الجمهوريات السوفييتية السابقة لا تزال القوة المحركة وراء نمو الامدادات. وإن كان معدل الزيادة سيتباطأ الى 585 الف برميل يوميا مقارنة مع 790 الف برميل يوميا في عام 2004. وذكرت الوكالة أن افريقيا ستسهم باجمالي 375 الف برميل يوميا في النمو العالمي وذلك أساسا من حقول نفط جديدة في انجولا في حين ستكون البرازيل المحرك الرئيسي وراء نمو انتاج اميركا اللاتينية 285 الف برميل يوميا العام المقبل. وينتظر أن يصل اجمالي الامدادات من خارج اوبك في العام المقبل الى 55.8 مليون برميل يوميا.وقالت الوكالة "في الوقت الحالي يشهد العالم مشروعات تطوير حقول جديدة ستؤتي ثمارها في عامي 2004 و 2005 وهو أمر من شأنه ان يعوض بارتياح الانخفاض الذي تشهده مناطق الانتاج التي بلغت اقصى معدلات انتاجها". لكن الوكالة حذرت من المخاطر التي قد يواجهها نمو امدادات المنتجين المستقلين على المدى الاطول نتيجة انخفاض الانفاق على التنقيب.كما قالت وكالة الطاقة في تقريرها ان امدادات سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات وانواع الوقود غير التقليدي من اوبك..وهي مستثناة من سقف الانتاج الرسمي للمنظمة.. ينتظر أن تزيد بواقع 420 الف برميل يوميا العام المقبل وهي نفس الزيادة في العام الحالي. وأضافت أن انتاج فنزويلا من النفط التخليقي سيسهم بواقع 175 الف برميل يوميا في زيادة 2005 بعد أن زاد 125 الف برميل يوميا هذا العام في حين يضيف انتاج ايران من المكثفات وسوائل الغاز الطبيعي 115 الف برميل يوميا أخرى.وقدرت وكالة الطاقة حجم الزيادة في انتاج اميركا الشمالية العام المقبل بواقع 150 الف برميل يوميا بفضل مشروعات في كندا وفي خليج المكسيك. وقالت ان الانتاج الاوروبي سينخفض 200 الف برميل يوميا العام المقبل في حين سيشهد انتاج منطقة اسيا والمحيط الهادي انخفاضا متواضعا قدره 50 الف برميل يوميا مع استقرار الانتاج الصيني عند حوالي 3.45 ملايين برميل يوميا.