يقوم الروبوت او الانسان الآلي بانجاز بعض الاعمال التي تعود الانسان ان يقوم بها لتصريف شؤون عمله في المنزل او المكتب، وقد تم استخدامه في الاعمال المنزلية والمختبرات ومراكز الابحاث، واثبت نجاحه في المهام التي اوكلت اليه وفق برنامج تم تخزينه في الحاسوب الذي يسير هذا الانسان الآلي ويدله على المهام التي اوكلت اليه بمنتهى الدقة او الاتقان، وهو يعمل في ظروف قد لايستطيع الانسان العمل بها، وفي اجواء يستحيل على الانسان تحملها لكن هذا الانسان الآلي خال من المشاعر والاحاسيس ولايمكنه الخضوع لتقويم من وجهة نظر انسانية. وبالتالي فلا غرابة ان يرتكب من الاعمال التدميرية الحمقاء مالا يمكن تلافيه، خاصة عند حدوث خلل فني في اجهزته. هذا الانسان الآلي مسلوب الارادة لايمكنه ان يقوم بأي عمل مالم تتضمنه البرمجة الخاصة به، وهو في كل الاحوال لايرى.. لايسمع.. لايتكلم. ما يعنينا هنا ليس الانسان الآلي ولكن الانسان البشري الذي اصبح يشبه الانسان الآلي في بعض تصرفاته، وكأنما هو مبرمج مثل الانسان الآلي تماما، وفوق ذلك فهو ايضا لايرى ولايسمع ولايتكلم، وكأن العقل الذي منحه الخالق للانسان معطل لديه، فهو لايستخدم عقله او قلبه، بل ينظم حياته برتابة ثابتة خالية من العواطف الدافئة او المشاعر الرفيعة او المعاني الانسانية الجميلة، ومثل هذا التنظيم لايحتاج للعقل على الدوام لانه يصبح تلقائيا حتى تتراكم على تلك المعاني الانسانية الجميلة عوامل النسيان لتضمحل مع مرور الزمن، وتحل محلها المفاهيم البليدة لاهداف الحياة وغاياتها. وضرر هذا الانسان لايقتصر على نفسه بل يتعداه ليشمل من حوله ومن هم على صلة واسعة به، فهو يتعامل مع الجميع من منظور آلي رتيب وممل ومزعج لامكان فيه للعواطف او الاحاسيس او المشاعر.. ومحبة ان ايقاع العصر يحتم حياة تعتمد على اعطاء العواطف اجازة، بل والغاء ضوابط العقل التي يفرضها على السلوك البشري السوي. هل يصبح الانسان آلة ليشبه الانسان الآلي. هذا السؤال المرعب ما احوجه الى التأمل من قبل اولئك الذين يأبون الا ان يخضعوا انفسهم لمفاهيم مادية بحتة، متجاهلين رقابة الضمير، وايجاد القلب بكل تلك المشاعر التي انفرد بها الانسان عن غيره من المخلوقات بعد ان كرمه الله بأحسن الصفات وافضل المواهب والامكانيات فاحذر ان تكون أيها القارئ ذلك الانسان الآلي حتى لاتفقد انسانيتك.