نحى زعماء حلف شمال الاطلسي خلافاتهم المريرة بشأن العراق جانبا وأقروا امس المساعدة في تدريب قوات الامن العراقية ليركزوا على محادثات صعبة بخصوص اعادة تشكيل الحلف لمواجهة التهديدات الامنية الجديدة. وقال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بعد مأدبة عشاء في اسطنبول الاحد لزعماء الدول الاعضاء في الحلف ومجموعها 26 دولة انتهت فترة التباعد بين شيراك وشرودر وبلير وبوش وبدأت الآن مرحلة تعاون. وقال ياب دي هوب شيفر الامين العام للحلف ان خطط الحلف لتوسيع نطاق مهمة حفظ السلام في أفغانستان باعتبارها دليلا على أن باستطاعته تحقيق الاستقرار في مناطق بعيدة عن حدوده. ووافق زعماء الدول الاعضاء على تدريب قوات الامن العراقية الجديدة بعد أن تسلمت الحكومة العراقية المؤقتة رسميا السلطة من سلطة الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدة امس قبل يومين من الموعد المقرر. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري للصحفيين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على هامش القمة اننا بحاجة الى تدريب ومساعدة داخل العراق. نحن بحاجة لبناء قدراتنا حتى نتمكن من مواجهة التحدي وطلبنا من حلف الاطلسي النظر الى العراق بجدية. ولكن الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بشأن مساعدة العراق لم يصل للمستوى الذي كانت واشنطن تطلبه من الحلف والذي واجه مقاومة من فرنسا وألمانيا. كما لم يتم التوصل للاتفاق الا بعد خلافات أعادت للاذهان خلافات العام الماضي حول تعزيز دفاعات تركيا قبل الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق. وفي الوقت الذي أطلع فيه مسؤولون أمريكيون الصحفيين على الاتفاق الخاص بتدريب القوات الامنية العراقية مستخدمين عبارات براقة بدت فرنسا أكثر تحفظا، حيث قال مسؤولون فرنسيون انها ستكون مهمة الدول المتحالفة وليس حلف الاطلسي في حد ذاته، وان تدريب القوات في العراق لن يتم تحت علم الحلف. وقالت كاترين كولونا المتحدثة باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ستستمر فرنسا في التعبير عن مخاوفها وتحفظاتها فيما يتعلق بقيام حلف الاطلسي بدور كهذا. وبيان الحلف الخاص بالعراق غامض بشكل متعمد ويعرض مساعدة الحلف لبغداد. ويقول البيان نحن... نشجع الدول على المشاركة في تدريب القوة المسلحة العراقية. ومن أكبر التحديات التي تواجه الحلف كيفية تحويله الى قوة يعتمد عليها في مواجهة تهديدات جديدة مثل الارهاب. وتعهدت الدول الاعضاء في الحلف أثناء قمة عام 2002 في براج بتطوير قواتها المسلحة وشكلت منذ ذلك الوقت قوة للرد السريع للانتشار سريعا في المناطق الساخنة، ولكن لم يحدث تقدم يذكر بخصوص ذلك نظرا لتقلص ميزانيات الدفاع أو بقائها بنفس الحجم.