نفى جلال طالباني زعيم الاكراد العراقيين المزاعم التركية بان الاكراد يسعون الى السيطرة على مدينة كركوك الغنية بالنفط ليحاولوا تدعيم حكمهم الذاتي في العراق. وثارت توترات عرقية في كركوك وهي مدينة يبلغ تعداد سكانها 750 الف نسمة في الوقت الذي تتنافس فيه الجماعات السياسية للحصول على مزايا قبيل التسليم المزعوم للسلطة في نهاية الشهر الجاري من قوات الاحتلال الامريكية الى حكومة مؤقتة. وتعارض تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي قيام اتحاد فيدرالي في العراق وهو ما يسعى اليه الاكراد لحماية الحكم الذاتي الذي تمتعوا به على نطاق واسع منذ نهاية حرب الخليج عام 1991. وتخشى تركيا ايضا ان تؤدي السيطرة الكردية على كركوك الى استقلال الاكراد العراقيين وان تؤجج من جديد نار الدعوة الانفصالية بين الاكراد الاتراك البالغ عددهم 12 مليونا. وشن حزب العمال الكردستاني حملة دموية في جنوب شرق تركيا الذي غالبيته من الاكراد في الثمانينات والتسعينات اودت بحياة 30 الف شخص غالبيتهم من الاكراد. وتعتبر تركيا نفسها ايضا حامية الاقلية التركمانية العراقية الصغيرة التي تشترك معها في روابط عرقية ولغوية. ويزعم التركمان ان كركوك جزء من وطنهم بينما يقول الاكراد انها مدينة كردية. وقال طالباني بعد محادثات مع وزير الخارجية التركي عبد الله جول: كركوك هي مدينة للاخوة حيث يعيش فيها الاكراد والعرب والتركمان سويا.... اننا ندافع عن حقوق التركمان ونعمل لهذا. واذاعت وكالة انباء الاناضول التركية الرسمية تعليقات طالباني. وقال طالباني: اننا نريد التوصل الى اتفاق لتصبح هذه المدينة رمزا للوحدة العراقية. وقال طالباني: ان مجلسا منتخبا انتخابا حرا سيقرر عما اذا كان العراق سيأخذ بنظام اتحاد فيدرالي. واضاف اننا نريد ان نرى حكومة مركزية تعزز وحدة العراق الوطنية وتوزع ثروته على كل الناس. ويرأس طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني وهو احد اكبر الحزبين الكرديين الرئيسيين في العراق. وادان طالباني تصاعد اعمال العنف الاخيرة في تركيا التي تلقى مسؤوليتها على الحزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من شمال العراق قاعدة له. واوقف حزب العمال الكردستاني العمل بوقف لاطلاق النار مدته ست سنوات من جانب واحد في الاول من يونيو. وقال طالباني: من يشن حربا على تركيا فانه يشن حربا على الشعب الكردي. وقال ان عثمان اوجلان شقيق عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل الذي يقال انه يعارض انهاء العمل بوقف اطلاق النار واختلف منذ ذاك الحين مع المتمردين في شمال العراق ويسعى الى الحصول على ملجأ له في مدينة الموصل العراقية.