اعترف الرئيس الجديد لقيادة الأركان التركية الجنرال حلمي اوزكوك بان بلاده نشرت قواتها شمال العراق الواقع تحت السيطرة الكردية وباتت تسيطر عليه بحجة هدف معين رفض الكشف عنه الأمر الذي يفضح الصفقة التركية الأميركية التي كانت (اليوم) قد كشفتها قبل ايام . وقال خلال حفل نظم مساء الجمعة الماضي بمناسبة تسلمه مهامه "لدينا بعض العناصر العسكرية في شمال العراق تخدم هدفا محددا ولكن ليس من المناسب كشف مبرر وجودها" بحسب وكالة انباء الاناضول. وكان الجنرال اوزكوك قد عين مطلع الشهر بديلا عن الجنرال حسين كيفريكوغلو الذي طلب التقاعد. من جهة اخرى ، أشارت انباء الى وجود عسكري تركي في شمال العراق منذ سنوات غير ان انقرة لم تؤكد ذلك رسميا. واتهم الجيش التركي دوما بشن عمليات ضد حزب العمال الكردستاني الذي خاض خلال 15 عاما كفاحا مسلحا للحصول على الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا مستخدما العراق قاعدة خلفية لنشاطاته. ومنذ حرب الخليج عام 1991، خرج شمال العراق عن سيطرة بغداد وبات تحت سيطرة الفصيلين الكرديين الرئيسيين في البلاد. وكان مسعود بارزاني زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني قد أكد مؤخرا أن الجيش التركي عزز اخيرا وجوده في المناطق الجبلية .. وقال "في ضواحي باميرني هناك حوالى 24 دبابة تركية وجنود ومروحيات تقوم بطلعات بين الحين والاخر". وكان مسؤول تركي كبير اجري في واشنطن منذ ايام سلسلة من المحادثات البالغة الأهمية بشأن الهجوم الأميركي التي تنوي اميركا شنه علي العراق للاطاحة برئيسه صدام حسين ، أكد دبلوماسيون في واشنطن أن هذه المحادثات لإتمام صفقة تمكين واشنطنلتركيا من احتلال شمال العراق مقابل دعمها لها في هجومها على بغداد والتي كانت أول ما نشرت عن المحادثات السرية بين واشنطنوانقرة بشأن تلك الصفقة . واوضحت المصادر ذاتها ان المسئول التركي اجرى الثلاثاء الماضي محادثات مع مساعد وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية مارك غروسمان والتقي بعد ذلك بمسؤولين في البنتاغون لوضع اللمسات الأخيرة على تلك الصفقة . وكان وزير الدفاع التركي صباح الدين تشاكمك اوغلو قد كشف علانية مخطط احتلال كردستان العراق وضمه لتركيا بحجة ان شمال العراق نزع عنوة عن تركيا اثناء خوضها حرب تحرير ضد القوى الغربية مطلع العشرينات من القرن الماضي على انقاض السلطنة العثمانية مؤكدا بذلك ما نشرته قبل يومين عن محادثات تركية -أميركة سرية تهدف لضم شمال العراقلتركيا مقابل دعمها لهجوم اميركي ضد العراق. وقال الوزير التركي قبل ايام ان "شمال العراق نزع عنوة عن تركيا اثناء خوضها حرب تحرير" ضد القوى الغربية في مطلع العشرينات من القرن الماضي على انقاض السلطنة العثمانية. واوضح تشاكمك اوغلو ان تركيا ستعارض اي خطة لاقامة دولة كردية في شمال العراق الذي لا يخضع حاليا لسلطة بغداد منذ انتهاء حرب الخليج عام 1991 ويتقاسم السيطرة عليه حزبان هما الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وجاء كلام الوزير التركي ردا على معلومات عن عزم هذين الحزبين توسيع سيطرتهما في شمال العراق لتشمل مدينتين اضافيتين هما كركوك والموصل الغنيتان بالنفط وحيث تعيش اقلية كبيرة من التركمان الناطقين بالتركية والمقربين من تركيا. وتابع الوزير التركي "ان قيام دولة تضم الموصل وكركوك لن يكون لمصلحة تركيا ولا لمصلحة العراقيين من اصل تركي". وكان الحزب الديموقراطي الكردستاني اتهم أنقرة باستخدام "لغة التهديد" ضد اكراد العراق ردا على كلام لتشاكمك اوغلو.. واضاف الحزب في بيان صادر في اربيل (شمال) "نرفض لغة التهديد والقوة التي يستخدمها دائما المسؤولون الاتراك". وتبدي الحكومة التركية تحفظات على تدخل اميركي عسكري في العراق خوفا من ان يفاقم هذا التدخل الازمة الاقتصادية التي تضرب تركيا حاليا وخشية قيام دولة كردية في شمال العراق. وكان الجيش التركي يقوم في السابق بعمليات توغل داخل شمال العراق لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي يمثل الانفصاليين الاكراد في تركيا. وكانت (اليوم) قد كشفت قبل ايام من تصريح وزير الدفاع التركي نقلا عن مصادر مقربة من دوائر تركية مطلعة أن المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوتركيا قد انتهت بالموافقة التركية على المشاركة فى الضربة الأميركية المتوقعة ضد العراق مقابل ضم كردستان العراق . وقالت المصادر إن المفاوضات التى استمرت فى سرية تامة عدة أيام توصلت إلى تصور كامل للمشاركة التركية وأن العسكر أكدوا استعدادهم للمشاركة الكاملة مقابل موافقة أميركية على ضم كردستان العراق وبصفة خاصة "كركوك" و"الموصل" الغنيتين بالنفط إلى تركيا. وأشارت المصادر إلى ان الأتراك أكدوا خلال المباحثات أن ضم كردستان العراق إلى تركيا هو الضمانة الحقيقية لعدم قيام دولة كردية مستقلة وهو الأمر الذى ترفضه أنقره بإصرار خشية تشجيع أكراد تركيا على المطالبة بالانضمام إلى الدولة الوليدة. وتوقعت المصادر أن تبدأ تركيا خلال أيام اطلاق حملة دعائية وإعلامية ضخمة بشأن تركية كردستان العراق وأن تلك الحملة بدأت بالتصريح الذى أطلقه وزير الدفاع التركى صباح الدين أوغلو والذى قال فيه :"مدينتى كركوك والموصل تركيتان ولن نتنازل عنهما".