دخل العراقيون الاكراد والتركمان امس في حرب كلامية عنيفة بعد ان استولى المقاتلون الاكراد على مدينة كركوك الغنية بالنفط والتي تدعي كل من المجموعتين انها موطنها التاريخي. واتهم زعيم العراقيين التركمان الذي تربطه علاقات اثنية مع تركيا، الاكراد بارتكاب عمليات قتل ونهب في كركوك، بينما قال مسؤول كردي ان تلك الاتهامات تهدف الى التحريض على تدخل عسكري تركي ضد الاكراد. وقال مصطفى ضيا من الجبهة العراقية التركمانية ان الاكراد يقومون باحراق ونهب مكاتب حكومية بما فيها دوائر تسجيل الملكية كما انهم يهاجمون مصالح تركمانية من اجل القضاء على الوجود التركماني. واضاف في مؤتمر صحافي يريدون ضمان عدم اثبات الهوية التركمانية لكي يضمنوا تسليم المنطقة الى سيطرة الاغلبية الكردية. وطالب بانسحاب البشمركة (المقاتلين الاكراد) من كركوك بالسرعة الممكنة .. يمكن تغيير الكثير من الامور هناك بفعل الامر الواقع. واوضح انه تلقى تقارير غير مؤكدة بان حوالي 50 شخصا قتلوا في كركوك منذ يوم امس الاول عندما استولت القوات الامريكية والمقاتلون الاكراد على المدينة دون مقاومة تذكر. وقال حاكم كركوك زغرالي هامغام امس ان الوضع في كركوك خرج عن سيطرة الزعماء الاكراد المحليين واضاف ان العديدين قد قتلوا. الا ان بهروز جلالي ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في انقرة والذي دخل مقاتلوه كركوك امس برفقة القوات الامريكية الخاصة وصف المزاعم التركمانية بانها خاطئة ودعائية من الفها الى يائها. وقال ان بعض الاوساط هنا تحاول خلق ذريعة للجيش التركي للتدخل في شمال العراق. وهددت انقرة بالتدخل العسكري اذا ما سقطت كركوك والموصل الغنيتان بالنفط في ايدي المقاتلين الاكراد. وتخشى انقرة من ان تدفع عائدات النفط اكراد العراق الى اعلان الاستقلال الامر الذي سيشجع اقاربهم الاكراد في جنوب شرق تركيا الى ان يحذوا حذوهم. وقال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني انه سينسحب من كركوك ويسلم السلطة في المدينة الى القوات الامريكية التي ارسلت الى المنطقة بعد ان مارست تركيا الضغط على واشنطن. فيما ذكر جلالي ان البشمركة سيغادرون كركوك بشكل تدريجي. ويزعم العراقيون الاكراد بان لهم الحق في كركوك والموصل لانهم كانوا يشكلون الاغلبية هناك قبل ان يستولي عليهما العرب تحت حكم الرئيس العراقي صدام حسين. وبدأ آلاف الاكراد من المنفى بالعودة الى كركوك بعد سقوطها في محاولة من بعضهم لاستعادة ممتلكاتهم. ويعتبر الاكراد كركوك عاصمتهم في الفدرالية العراقية. ويزعم التركمان بان كركوك والموصل لهم.