هل سبق وان تم اتهامك بأنك لا تصغي؟!! مع حرصنا الدائم على الإصغاء دوما للمحيطين بنا إلا أننا في بعض الأحيان نجد أنفسنا لا نصغي , كذلك عدم الإصغاء يلعب دورا كبيرا في المشاكل الزوجية. وإذا أردت التأكد من هذه الحقيقة بإمكانك سؤال مستشاري العلاقات حيث يقولون ان معظم الشكاوي من قبل الأزواج تبدأ بجملة (هو لا يصغي إلي أو هي لا تفهم شعوري)! وإذا كان عدم الإصغاء هو علامة على الزواج المتعثر فان العكس هو الصحيح أيضا فعندما يخبرك الآخرون ان تكمل حديثك فان ذلك يعطيك شعورا جيدا بالاحترام والأهمية وبالرضا. كذلك الإصغاء الجيد يحسن العلاقات بين البشر , لذلك ننصحك ان تبدا من الآن في الإصغاء الجيد واليك بعض الملحوظات لمساعدتك: تعاطف ولا تنتقد فالنصيحة الغير متعاطفة قد تعتبر نوعا من النقد. اعر رفيقك انتباهك الكامل عندما يقول الكلام فعادة عندما نستمع الى الشخص المتكلم فإننا تفكيرنا يكون في الرد المناسب , او نكون مشغولين بالاهتمام بشيء آخر مثل إعداد الطعام او مشاهدة التلفاز. استمع الى أحاسيس الشخص المتكلم .. لكن لا تحكم عليها لأنها ببساطة هي حقيقة ما يشعر به الشخص الجالس أمامك .. من المفيد جدا ان تعرف بماذا يفكر رفيقك . لذلك لا تبادر بنفي المعلومة مثل أن تقول (من غير المعقول انك تشعر بهذه الطريقة) بل كن إيجابيا بردة فعلك كأن تقول(هل فهم من كلامك انك تشعر بكذا وكذا.....) من فوائد التأمل , انك تتعلم التأني قبل الكلام فالتأمل يوقف أتوماتيكية الذات الزائفة وهي الجزء من الأناة الغير مأمونة, فإذا كان الأساس في إصغائك لا يستند إلى التأمل والحرص , فانه من الصعب التوقف عن الكلام والتفكير قبل الحديث. عليك أولا إفراغ عقلك من كل شيء والتوقف عن التساؤل حول ما يفكر به الشخص نحوك, حاول تذكر ما قاله المتحدث لتوه وقم بصياغة رد عليه. ومن حسم الحظ, فان ممارسة الحرص يوميا يجعل من السهل والطبيعي عليك اختيار كلمتك بحرص في وقت أقل وبدقة متناهية وينبغي ان تكون كلماتك متطابقة قدر الإمكان مع شعورك وما تريد. من جانب آخر هناك عدد من التفسيرات و بغض النظر عن الكلمات بمفردها يمكن لجوانب أخرى من حديثك ان تقلب المعنى ان الميزات المتغيرة للحديث كمعدل سرعته , عدد مرات التوقف , حدته , التأكيد فيه, علوه, تعبير الوجه وحركة العينين يمكن ان ترسل رسالة بأبعد مما نرغب. ويشمل الإصغاء بحرص القدرة على الإصغاء لما يقوله الشخص وإجراء التغييرات اللازمة فعند كتابة مذكرة يكون الشخص حريصا في اختيار الكلمات ونظرا لأنه باستطاعتك رؤية ما تريد أن تتصل بشأنه, فان من السهل مراجعة رسالتك واعادة تحرير المعلومات الغامضة او غير الدقيقة. وبنفس الطريقة التي تكون بها حريصا حين تضع قدميك فوق منحدر او ممر صخري , ينبغي عليك ان تبذل نفس الحرص لكي تتجنب الأخطاء المؤذية او المكلفة فعند الإدلاء بأية عبارة قم بالإصغاء إليها في عقلك وادرس حالة الشخص الذي يصغي إليك كي تتأكد بان العبارة وصلته بالطريقة التي أردتها فإذا لاحظت الكثير من التناقض بين رغبتك وردة الفعل لدى الشخص الذي يسمعك , فانك تحتاج في تلك الحالة لفحص: @ ماذا اذا كانت كلماتك معبرة بدقة عن أفكارك. @ هل تناقضت نبرات صوتك وحركات جسمك مع المعنى الذي كنت ترمي إليه. @ هل قام الشخص الذي يستمع إليك بتفسير حديثك من وجهة نظر ثقافته اكثر من وجهة نظر ثقافتك. @ هل اختار مستمعك أن لا يقبل وجهة نظرك او لم يقم بمعالجة المعلومات. لا تقاطع لا تقاطع محدثك وهو يتكلم فسوف يأتي دورك في الكلام , كذلك فانك سوف تسمع بصورة افضل اذا كان فمك مغلقا. واعلم دائما ان ممارسة هذه الطريقة في الحوار سوف توصلك الى النتائج المرجوة بطريقة افضل واسرع. أما بشأن حديثنا مع الآخرين فلو أصغينا لانفسنا أثناء الحديث مع الآخرين, ربما أصبنا بالدهشة لعدد المرات التي نتكلم فيها بدون هدف! فكم نحن مأخذون بان نكون المتكلمين , ربما ببراءة حيث ندلي بتعليقات عديمة الحس , نتحدث بطريقة غير دقيقة, او نتكلم كثيرا , ومدركين بصعوبة تأثير هذه الأفعال والتحدث دون هدف يحول دون الإصغاء كما أثبتت التجارب. ينبغي على الشخص ان يفكر عدة مرات حين يوجه الآخرون إهانة له وان يسأل نفسه: هل قالوا هذه الأشياء عن عمد؟ لم يكن بمقدورهم الشعور بإحراجك أو إيذائك رغما عن ابتسامتك .. لا من المحتمل لا! ومن الجدير بالذكر أن الشخص كلما كان حريصا أكثر اصبح اكثر حساسية بالنسبة لكلماته وينبغي عليك أن تلاحظ في المرة التالية التي تقول فيها شيئا ما إذا كنت مدفوعا بدافع من ضميرك , أنانيتك , أو عدم احترامك لوجهة نظر المتكلم. كذلك ينبغي عليك أن تكون سعيدا بإدراكك الجديد متحققا بان هذا الاكتشاف سوف يمنع لحظات طائشة في المستقبل وعليك ان تتجنب الحط من قدرك, ولابد من تذكر ان نواياك كانت جيدة. وفي المرة القادمة ينبغي عليك ملاحظة كم أصبحت تعليقاتك اكثر ملاءمة حين أصبحت حريصا ليس في نوايا وحسب, بل وبالنسبة لوجهة نظر الشخص الذي يصغي إليك, وفي هذه الحالة سوف تقول كلاما أقل وتتعلم أشياء اكثر , كذلك لن يكون عقلك مشتتا يبحث عن شريك في المحادثة ليرى كم أنت ماهر ومسل. الإصغاء التأملي الحريص بشكل دقيق إن الإصغاء إلى الذات يشبه الإصغاء إلى الآخرين وهو فن من الفنون وهو يتطلب الحرص بمطابقة رغبتك مع كلمات مناسبة والحساسية بالنسبة للطريقة التي يفهم بها الآخرون هذه الكلمات. وهناك عدة طرق تستطيع بها اكتشاف رغبة الآخرين دون المبالغة في ذلك ويمكنك ان تبدأ الحديث بجملة مثل يبدو لي او كان ذلك من خبرتي او شعوري كذا. وتأتي هنا مرة ثانية أهمية الإصغاء إلى الذات ولذا ينبغي عليك أن تكون حريصا على ان تكون كلماتك مطابقة قدر الإمكان لأفكارك. والتدريب لفترة قصيرة في بعض الأحيان وأنت في طريقة إلي اجتماع معين أمر جيد لسماع ما تريد أن تقوله. عليك أن تحرص على أن يكون عدد الكلمات التي ستتفوه بها اقل ما يمكن كذلك يجب عليك تلخيص القضية الرئيسية الموجودة في عقلك وكتابتها و يجب موازنة كل كلمة بحرص ورؤية ما اذا كان المستمع يتسلم وجهة نظرك بطريقة صحيحة يجب تجنب الكلمات والعبارات الصبيانية. وينبغي عليك أيضا ان تدرك التعليقات او الكلمات التي تتفوه بها والتي ترسل رسالة لا تقصدها أنت ويجب ان تستخدم الإيماءات , للتركيز وتقوية الكلمات والعبارات , وتساعد هذه بدورها المستمع على تحديد النقاط المهمة تماما كما يستخدم القلم لإبراز الأفكار الرئيسية المكتوبة على صفحة ما.