إن كنت ترغبين في أن يصبح طفلك مستمعا جيدا، فيجب أن تكوني قدوة له، إنها واحدة من أفضل الطرق التي يتعلم بها الطفل فن الإنصات، فعندما يشاهد والديه يجيد كل منهما الإنصات إلى الآخر سيتعلم منهما. الإنصات الجيد مهارة لا تتوافر للكثير من الأطفال، فأحيانا تشعر الأم عند الحديث مع طفلها كأنها تتحدث إلى كتلة من الخشب، أو أنها توجه كلامها إلى الفراغ. هذا المشهد الذي مر على غالبية الأمهات يعود إلى أن الكثير من الأطفال لم يتعلموا كيف يكونون مستمعين جيدين. النصائح التالية تساعدك على تعليم طفلك فن الإصغاء. الإنصات الجيد مهارة، كأي مهارة أخرى، يمكن للطفل تعلمها منذ الصغر بل إتقانها أيضا. ابدئي بتدريب طفلك منذ سنواته الأولى على الإنصات الجيد. وقت النوم وتناول وجبات الطعام فرصة مثالية لتدريبه على الإنصات، أيضا القراءة وسيلة رائعة لتعزيز مهارة الاستماع الجيد لديه. اطلبي منه أن يركز ويجيد الإنصات خلال قراءتك له، لكي يطرح عليك الأسئلة فيما بعد. كوني قدوة إن كنت ترغبين في أن يصبح طفلك مستمعا جيدا، فيجب أن تكوني قدوة له، إنها واحدة من أفضل الطرق التي يتعلم بها الطفل فن الإنصات، فعندما يشاهد والديه يجيد كل منهما الإنصات إلى الآخر سيتعلم منهما. استمعي لكل كلمة يقولها بإنصات شديد، ركزي عينيك عليه أثناء حديثه لتمنحيه شعورا بالاهتمام لما يقول. أثناء حديثه انتبهي لكل حركة تقومين بها مثل: الرد على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون أو إعداد الطعام أو حتى نظرة عابرة من النافذة، سيفهم من هذه التصرفات التي ربما صدرت بدون قصد منك أنك غير مهتمة بالاستماع إلى ما يقوله. لا تقاطعيه أثناء حديث الطفل يمكن للآباء ارتكاب أخطاء تترك أثرا سلبيا في نفسه، ومنها مقاطعته أو تغيير دفة الموضوع إلى آخر أو الطلب منه أن يكف عن الكلام في هذا الموضوع أو تأجيله إلى وقت آخر، أو نطلب منه فعل بعض الأشياء بينما هو يسترسل في الحديث، أو أن يوجز ما يريد قوله.. هذه التصرفات من قبل الوالدين تكون بمنزلة رسالة خاطئة للطفل «الحديث مع الوالدين مضيعة للوقت». تحدثي إليه لا ينبغي أن نطلب من الطفل أن يكون مستمعا جيدا بينما لا نتحدث إليه. الحديث باستمرار مع الطفل يعلمه تبادل الأدوار، فهو مرة مستمع ومرة متحدث، كما أن ذلك يشكل له نوعا من التواصل والألفة والحب الذي يحتاج إليه من أجل التواصل معك، وأن يكون منصتا لكل كلمة تقولينها. المهم أن نتحدث معه باللغة التي يفهمها وان نرى الأشياء من وجهة نظره عند الحديث معه. ألعاب الاستماع تمتلئ محلات ألعاب الأطفال بالكثير من الألعاب التي يمكن أن تكون تدريبا جيدا لطفلك على الإنصات الجيد. انتقي منها ما يناسب سنه وشاركيه فيها. كما يمكن ابتكار العديد من الألعاب التي تعتمد على أن تقومي بدور المتكلم وطفلك بدور المستمع وطرح الأسئلة عما استمع إليه. كافئيه على الإنصات استخدام أسلوب المكافأة من أفضل الطرق التي تعزز مهارة الإنصات الجيد لدى الطفل. عندما ينصت جيدا لما تقولينه له وينفذه على أكمل وجه يجب مكافأته: تحقيق أمنية له، شراء لعبة أو دعوة على العشاء أو الذهاب إلى السينما، هذا الأسلوب يوصل رسالة إلى عقل الطفل بأن الإنصات الجيد يساعده على تحقيق أهدافه. ما الذي يجعله لا ينصت إليك؟ • عدم استخدام الأسلوب الهادئ مع الطفل يجعله ينفر من الاستماع إلى الوالدين، فالصراخ والتوبيخ والتهديد واستخدام الإهانات أساليب غير تربوية تجعل الطفل لا ينصت الى ما يقال. • عندما يستخدم الوالدان لغة اكبر من سن الطفل ولا يفهمها، يبدو من غير المنطقي أن ننتظر منه الإنصات الجيد. • استخدام أسلوب الوعظ والإرشاد في كل مرة يتم التحدث فيها مع الطفل يشعره بعدم الرغبة في الإنصات، ويبدو كأنه يسد أذنيه عن الإنصات لحديث مكرر. • الطفل يحتاج إلى أقل عدد ممكن من الكلمات، والإطالة عند توجيه الحديث إليه تشعره بالملل وعدم الرغبة في الاستماع. • عندما لا يمثل الوالدان قدوة حسنة لا نتوقع من الطفل الإنصات إليهما، فعلى سبيل المثال عندما يكتشف أن والديه يكذبان أو لا يلتزمان بوعودهما، من الصعب أن يأخذ كلامهما على محمل الجد. • هناك حالات من المنطقي ألا يجيد فيها الطفل الاستماع الجيد، كأن يكون جائعا أو متعبا أو يريد النوم، كما أن بعض الأطفال قد يعانون من مشاكل في السمع تحول دون الإنصات الجيد إلى الآخرين. لماذا هو مهم له؟ • الإنصات الجيد يساعد الطفل على استيعاب كلام المتحدث ويجعله يميز بسهولة بين الأفكار. • تدريبه على الإنصات الجيد يساعده على فهم المعلومات والربط بينها وعدم الاستنتاج الخاطىء، ما يساهم في تقدمه الدراسي. • ينمي لديه الحصيلة اللغوية، فيتقن نطق الكلمات والألفاظ، كما يساعده على تعلم لغات أخرى بسهولة. • ينمي لديه ملكة التفكير المنطقي، ويجعله يأخذ وقته قبل الرد على كلام المتحدث، كما ينمي لديه ملكة التعبير بأقل عدد من الكلمات. • يتعلم منه احترام الذات واحترام الآخرين، وتقدير مشاعرهم والتعاطف معهم. • الإنصات الجيد يعتبر استثمارا جيدا للطفل في المستقبل حيث أن إتقانه في الصغر يساعده على النجاح الاجتماعي والمهني والعاطفي في المستقبل.