تمارس إسرائيل تجاوزاتها غير الأخلاقية وغير القانونية بحق الشعب الفلسطيني كدولة فوق القانون ولا تقر ولا تعترف بكل القرارات الأممية التي تدينها فيما تقوم به بحق الشعب الفلسطيني وتصر على القيام بما يتناسب مع أهدافها ولو على حساب الإنسان الفلسطيني، فقد أعلن مركز غزة للحقوق والقانون في تقرير اعده حول جرائم القتل خارج نطاق القانون منذ بدء الانتفاضة وحتى منتصف الشهر الجاري، ان قوات الاحتلال نفذت عمليات قتل خارج نطاق القانون ل 278 فلسطينياً من نشطاء انتفاضة الاقصى منهم 93 مستهدفا في غزة والباقي في الضفة، موضحاً انه نظرا لازدحام الاماكن السكنية في غزة يذهب ضحية القصف العديد من المواطنين تواجدوا في ساحة الاغتيالات حيث راح ضحية القتل خارج نطاق القانون من غير المستهدفين في غزة 96 شخصا من بينهم 22 طفلا. وأوضح التقرير أن اسرائيل استخدمت العديد من الطرق والوسائل للقضاء على النشطاء والفاعلين في الانتفاضة حيث كان يسبق كل هذه الوسائل عادة مرحلة مهمة وخطيرة وهي جمع المعلومات الاستخبارية عن المستهدف وسخرت اسرائيل في حربها الاستخبارية تلك اعتى التقنيات المتطورة التي توصل اليها الانسان من طائرات الاباتشي وطائرات المراقبة والصواريخ الذكية الموجهة الى الكاميرات الصغيرة واجهزة التنصت الحساسة ويعتبر الطلاء المشع من اكثر المواد التقنية الحساسة التي تستخدمها سلطات الاحتلال لاغتيال الفلسطينيين حيث يوضع هذا الطلاء بواسطة العملاء على سلاح او سيارات الاشخاص المنوي اغتيالهم فتصدر هذه المواد المشعة موجات كهرومغناطيسية يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الاباتشي تم قصفها وقتل من بداخلها وبهذه الطريقة يتم اغتيال عشرات المقاومين وتعد هي الطريقة المثلى لقوات الاحتلال نظرا لسهولتها ودقة نتيجتها عندما يكون الهدف متحركا. وتعد طائرات الاستكشاف دون طيار بمثابة رأس الرمح في نجاح عمليات الاغتيال من قبل اسرائيل حيث تعتبر غرفة عمليات كاملة مزودة بأكثر اجهزة التجسس تقدما والتي تستخدمها اسرائيل لتصوير المناطق الجبلية النائية والمدن والقرى وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الاسرائيلية عبر اجهزة رؤية ليلية واجهزة استشعار حراري واجهزة التقاط موجات الهواتف الجوالة وتعطي كامل المعلومات اللازمة لفرق الموت الاسرائيلية كي تنقض على هدفها ووصل الامر الى تكليف الجيش الاسرائيلي لشركة مدنية بالقيام بعمليات تجسس جوية في غزة بعد ان كانت مثل هذه العمليات الحساسة مقصورة فقط على العسكريين الاسرائيليين حيث بحلول الليل تقوم شركة ايروتويتكس الاسرائيلية التي انشئت عام 1977 ويعمل فيها نحو 150 شخصا نصفهم من قدامى خبراء اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية بتسيير واقلاع طائرة او عدة طائرات دون طيار من مدرج في منطقة جغولوت القريبة من غزة من اجل التحليق على ارتفاعات شاهقة من اجل تفادي رؤيتها او سماعها لترصد كل ما يحدث في غزة وتبلغ سرعتها ما بين 100 -170 كلم في الساعة. ويأتي الهاتف المحمول ليكون بمثابة اكبر العملاء الاسرائيليين فقد بات بالامكان حاليا مراقبة اي هاتف نقال وهو مغلق حيث يعتقد البعض ان اغلاق الهاتف ونزع بطاريته كافيان لحل مشكلة المراقبة وهو ما اثبتت الوقائع والدلائل عكسه حيث ان التخزين الدائم للكهرباء في الهاتف النقال يحافظ على ذاكرة الجهاز وبرمجته وهذا التخرين ليس تحت تصرف صاحب الهاتف ومن خلال موجات كهرومغناطيسية او ارسال رسائل صوتية يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف سواء كان مفتوحا او مغلقا حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية والارسال للشركة مقدمة الخدمة. كما تطرق التقرير الى عدة وسائل تستخدم في المعلومات ومنها المراقبة والتنصت والاسلحة الخفيفة المفخخة والتنصت بالاجهزة الالكترونية وكاميرات الفيديو والتجسس عبر الهاتف والفاكس والتجسس الفضائي على المراد اغتيالهم. واوضح التقرير ان قوات الاحتلال تستخدم وسائل عدة في تنفيذ عمليات الاغتيال من خلال اطلاق النيران بشكل مباشر على النشطاء الفلسطينيين او القصف بالطائرات. وطالب المركز المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والقانونية بالعمل على وقف كافة الممارسات الاسرائيلية. ودعا الدول المتعاقدة على اتفاقية جنيف بوجوب تحمل مسؤولياتها الاخلاقية والقانونية والوفاء بالتزاماتها من اجل الضغط على اسرائيل باحترام معايير حقوق الانسان والكف عن كافة اشكال الانتهاكات التي تمارسها ضد المدنيين خاصة عمليات الاغتيال المبرمجة. وطالب الاطراف السامية باتخاذ اجراء تشريعي يلزم بفرض عقوبات جزائية فعالة على القادة السياسيين والعسكريين الاسرائيليين الذين اعطوا اوامر لعمليات الاغتيال باعتبارها من المخالفات الجسيمة وبضرورة تفعيل دور منظمة الصليب الأحمر في رصد ومتابعة الانتهاكات الاسرائيلية والزام اسرائيل بالعمل وفق ما جاء في المواثيق الدولية. كما دعا مؤسسات المجتمع المدني بما فيها مجلس الامن باتخاذ مواقف حساسة بصدد السياسة العنجهية التي تقوم بها قوات الاحتلال من عمليات الاغتيال للفلسطينيين.