إسرائيل وكعادتها لا تأبه بحياة الفلسطينيين فترسل طائراتها المقاتلة التي تحمل اطنان المتفجرات لتلقيها على منازل الفلسطينيين فتقتل وتصيب الاطفال والشيوخ والنساء أمام صمت دولي عاجز. الشارع الفلسطيني الذي اعتاد صوت الطائرات الإسرائيلية أصبح له حساباته الخاصة فعندما تحلق طائرات الاستكشاف يبدأ التخمين هل هي من أجل قصف منزل أو تجمع سكني أو انها تهدف الى اغتيال أحد كوادر الشعب الفلسطيني . سهاد أبو المقدومي مواطن فلسطيني يقول أنه عندما يسمع أزيز طائرة الاستكشاف يصاب بحالة من الارتباك ، وينتظر نوع الطائرات التي تعقب جولة طائرة الاستكشاف والتي تكون قد أعطت معلومات عن الأهداف التي ستقوم الطائرات المغيرة من قبل الإسرائيليين بقصفها . ويضيف المقدومي أنه اذا أعقب طائرات الاستكشاف طائرات أف 16 او أف 15 تكون الغارة على أحد المنازل أو التجمعات السكنية او موقع للأمن الفلسطيني ، أما اذا أعقب تحليق طائرة الاستكشاف طائرة هيلوكبتر مروحية من طراز أباتشي فهذا يعني أن هناك عملية اغتيال لاحد كوادر الشعب الفلسطيني . أطفال فلسطين عندما تحلق الطائرات يخرجون الى الشوارع يتابعونها وقد عرفوا كافة أنواعها ، واصبح لديهم حس غريب حيث يقدرون متى ستبدأ الطائرات بالقصف . الطفل ابراهيم عزازمة وبينما أتحدث معه مرت طائرة على ارتفاع شاهق قلت له الي أين تذهب هذه الطائرة أجابني الى جنوبلبنان ، قلت له وكيف عرفت انها ذاهبة الى جنوبلبنان قال لانها على ارتفاع عال وهي طائرة اعتراضية وليست قتالية. وأضاف عزازمة ان طائرات أف 16 وأف 15 واحدة قتالية والأخرى اعتراضيه مؤكدا انه لا يخاف الطائرات الإسرائيلية لأنها لا تصيب الا من أراد الله له ان يصاب أو يستشهد وكل شئ بيد الله . أما الطفل سليمان ماجد فقال انه يصنع طائرة ورقية كبيرة استعان بالعديد من أصدقائه الأطفال في صناعتها كي يرسلها إلى عنان السماء فعندما تمر طائرة التجسس الإسرائيلية (الاستكشاف) فتصطدم بها فتسقط الطائرة التي تخبر عن المواقع الفلسطينية. لقد باتت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي تحلق بصورة شبه دائمة في أجواء المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية، نذير شؤم للمواطنين الذين يحاولون جاهدين رؤيتها وتحديد مسارها. وارتبط وجود هذه الطائرات التي لاتكاد ترى بالعين المجردة بحوادث القصف والاغتيال والتوغل والاجتياحات المتكررة التي تنفذها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويؤكد العديد من الفلسطينيين أن وجود هذه الطائرات في أجواء منطقتهم، يسبب لهم حالة من القلق والانزعاج، لأنه يؤكد نية قوات الاحتلال بالقيام بأعمال قصف لمنازل ومنشآت مدنية وتجارية، أو مواقع أمنية، أو اغتيال بعض المواطنين،وغير ذلك من أعمال عدوانية وحشية. ولم تخف المواطنة أم كريم شعورها بالخوف، عند سماعها أزيز هذه الطائرة، التي لاتجلب إلا الدمار والقتل.. على حد قولها. وأشارت ، إلى أن وجود هذه الطائرة في الاجواء يجعلهم في حالة ترقب دائم، لمعرفة ماذا سيحدث من قوات الاحتلال، منوهة إلى أن وجود هذه الطائرة في أجواء قطاع غزة أعقبه مجازر دموية بحق الأطفال والنساء والشيوخ، كما حدث في المجزرة التي ارتكبت في منطقة الدرج في مدينة غزة، ومجزرة جباليا، والحوادث المتكررة على شارع صلاح الدين الواصل بين المحافظاتالفلسطينية في القطاع، الذي قامت خلاله الطائرات الحربية الإسرائيلية بإطلاق صواريخها تجاه السيارات المدنية.