عقد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم التشاوري السادس امس في قصر السلام بجدة، وترأس خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماع بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ابن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني . ورحب خادم الحرمين الشريفين بإخوانه قادة دول المجلس متمنيا لهم التوفيق والنجاح في اجتماعهم الذي استعرض مسيرة المجلس في خدمة شعوب المنطقة، كما جرى بحث مجمل الأوضاع المستجدة على الساحتين العربية والدولية.وأصدر معالي أمين عام المجلس عبدالرحمن العطية تصريحا صحفيا في ختام الاجتماع، جاء فيه : إنه تم استعراض تطورات مسيرة التعاون المشترك وأكد عزم دول المجلس على المضي قدما في دفع المسيرة الخيرة وتطوير قدرات المجلس لتحقيق المزيد من الانجازات وبما يلبي تطلعات مواطني دول المجلس وحرصهم على الأمن والاستقرار ويوفر الرخاء والازدهار ويؤكد التلاحم بين شعوب دول المجلس.وقال: إن المجلس الأعلى وجه بعقد اجتماع استثنائي لوزراء العمل لبحث ودراسة موضوع العمالة في دول المجلس. وقد بحث القادة تفاقم ظاهرة الإرهاب واستمرار تهديدها للأمن والاستقرار وأدانوا العمليات الارهابية المتكررة التي وقعت مؤخرا في الرياضوجدة وينبع وغيرها من مدن المملكة العربية السعودية والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء وروعت الآمنين. وأكدوا على وقوف جميع الدول الاعضاء الى جانب المملكة العربية السعودية ودعمهم وتأييدهم المطلق لكافة الاجراءات التي تتخذها لمواجهة هذه الفئة الدخيلة المضللة مشيدين بقدرة وكفاءة الاجهزة الامنية في المملكة العربية السعودية. كما أكدوا أن مثل هذه الاعمال الإجرامية لا يقرها الدين الاسلامي الحنيف وهو منها براء وجددوا في الوقت نفسه نبذهم لكافة مظاهر التطرف والعنف والارهاب بمختلف أشكاله وصوره أيا كان مصدره أو دوافعه ومنطلقاته باعتباره آفة دولية تهدد أمن العالم واستقراره وتتطلب جهدا دوليا مكثفا لمحاربتها والقضاء عليها. وفي هذا السياق رحب المجلس الأعلى بتوقيع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول المجلس في اجتماعهم التشاوري الخامس الذي عقد في دولة الكويت بتاريخ 4 مايو 2004 على اتفاقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمكافحة الارهاب والتي تأتي تعبيرا عن الموقف الثابت لدول المجلس من الارهاب وما يساق له من أسباب كما تأتي هذه الخطوة معززة للتعاون والتنسيق الأمني بين الدول الاعضاء حفاظا على الأرواح والممتلكات.واستعرض قادة دول المجلس تطورات الأوضاع والأحداث السياسية والأمنية في المنطقة وعبروا عن استيائهم لاستمرار انتهاج الحكومة الاسرائيلية لأساليب إرهاب الدولة متمثلة في اغتيال القيادات الفلسطينية ورموزها وتعريض الشعب الفلسطيني للتنكيل والتجويع وهدم المنازل والابعاد ودعا المجلس الأعلى المجتمع الدولي الى العمل على حمل اسرائيل للوقف الفوري لهدم المنازل الفلسطينية. وأكد القادة أن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز التي تبنتها القمة العربية في بيروت ومرتكزات خارطة الطريق تشكلان الحل الامثل لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط. ودعا المجلس الاعلى الولاياتالمتحدةالامريكية واللجنة الرباعية الدولية للعمل على وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ.وفي الشأن العراقي عبر القادة عن قلقهم البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الأمنية في العراق الشقيق كما عبروا عن ادانتهم واستنكارهم الشديد للمعاملة غير الانسانية والجرائم التي يمارسها جنود الاحتلال ضد السجناء العراقيين مما يعد انتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن معاملة الأسرى تحت الاحتلال وعبروا عن ادانة العمليات الارهابية في العراق وأكدوا أهمية الاسراع في نقل السلطة الى العراقيين وتمثيل كافة الفئات ومساواة المواطنين جميعا أمام القانون وضرورة استقلال العراق والحفاظ على وحدة أراضيه كما أكدوا أهمية أن يكون للامم المتحدة دور محوري في العراق. كما أعرب القادة عن أسفهم لقرار الولاياتالمتحدة القاضي بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا وأشادوا بالموقف السوري المتجاوب وعبروا عن أملهم أن تعيد الولاياتالمتحدة النظر في هذا القرار ودعوا الى انتهاج الحوار الايجابي البناء لحل مختلف القضايا العالقة وبما يخدم المصالح المشتركة. وايمانا بالمبادئ التي يجسدها النظام الاساسي بأن مجلس التعاون جزء لا يتجزأ من الامة العربية استعرض المجلس الاعلى الوضع العربي الراهن ونهوضا بمسئولياته القومية أكد المجلس الاعلى ضرورة تحقيق التضامن العربي ويتطلع المجلس الاعلى الى أن تتوصل القمة العربية القادمة الى كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك. وعبر أصحاب الجلالة والسمو عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على حسن الاستقبال والحفاوة وكرم الضيافة. وفي ختام الاجتماع ودع سمو ولي العهد إخوانه صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني أمير دولة قطر وصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء بدولة الكويت وصاحب السمو السيد فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان.. وتمنى سمو ولي العهد لاخوانه ومرافقيهم سفرا سعيدا. وقد غادر أصحاب الجلالة والسمو جدة مساء أمس وكان في وداعهم بمطار الملك عبدالعزيز الدولي أصحاب المعالي الوزراء. المليك في حديث مع الملك حمد آل خليفه عاهل البحرين سمو ولي العهد في اجتماع قادة دول مجلس التعاون الخليجي