عقد اصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعهم التشاوري الخامس امس في قصر الدرعية بالرياض. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رأس وفد المملكة العربية السعودية الى الاجتماع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني. وعقب الاجتماع، أدلى معالي الامين العام للمجلس الاستاذ حمد العطية بتصريح صحفي قال فيه إن قادة الدول الأعضاء عبروا عن سرورهم البالغ أن من الله تعالى على أخيهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بالشفاء اثر نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في العين اليسرى كما عبروا عن تهانيهم لسمو أمير قطر وشعبها بمناسبة اقرار الدستور الدائم للبلاد. وأفاد إن الاجتماع استعرض تطورات مسيرة التعاون المشترك وما تحقق من انجازات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والامنية والاعلامية منذ انعقاد دورته الثالثة والعشرين واكد العزم على المضي في تعزيز ودفع مسيرة مجلس التعاون نحو آفاق ارحب لتحقيق المزيد من الانجازات تلبية لتطلعات وطموحات المواطنين. وأدان المجلس الاعلى العمليات الارهابية التي وقعت مؤخرا في الرياض وفي الدار البيضاء والتي أودت بحياة العديد من المدنيين الابرياء وروعت الآمنين، مؤكدا أن مثل هذه الاعمال الاجرامية لا يقرها دين الاسلام الحنيف وهو منها براء وفي الوقت نفسه جدد المجلس الاعلى نبذه بشكل قاطع كافة مظاهر التطرف والعنف والارهاب بمختلف اشكالها وصورها وأيا كان مصدرها ومكانها ودوافعها ومنطلقاتها وما تمثله من اخطار باعتبارها آفة دولية تهدد أمن العالم واستقراره وينبغي تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الارهاب والقضاء عليه. ودعا المجلس الى ضرورة العمل على عودة الحياة الطبيعية للعراق والى أهمية تضافر الجهود من أجل معالجة القضية العراقية بكل جوانبها وأن تتحمل الاممالمتحدة والدول الاعضاء فى مجلس الامن وبشكل خاص الولاياتالمتحدةالامريكية والمملكة المتحدة مسئولياتها تجاه معالجة ما يجري في العراق وحماية الحقوق والتراث الثقافي لشعب العراق وتمكينه من ادارة شئون بلاده بنفسه وتولي مسئولية استغلال موارد العراق وثرواته الطبيعية حتى يتسنى للعراق العودة الى المجتمع الدولي والقيام بدورة التاريخي والعيش في سلام مع جيرانه. ورحب القادة بحكومة رئيس الوزراء الفلسطيني السيد محمود عباس وأكدوا تأييدهم لها، كما عبروا عن ترحيبهم بنشر خارطة الطريق رسميا، داعين الى الاسراع في تنفيذها بكافة استحقاقاتها ومرجعياتها بما في ذلك المبادرة العربية الهادفة الى اعادة الاراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان الى أصحابها من أجل التوصل الى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الاوسط. وفي هذا السياق حث المجلس الاعلى اسرائيل على قبول خارطة الطريق من دون تحفظات والشروع الفوري في تنفيذها بشكل دقيق وأمين ودون مماطلة أو تسويف. كما استعرض الاجتماع الوضع العربي الراهن وأكد على ضرورة تحقيق التضامن العربي وازالة الخلافات ونبذ الفرقة. وشارك في الاجتماع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة رئيس وفد دولة الامارات العربية المتحدة وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشئون مجلس الوزراء رئيس وفد سلطنة عمان وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير دولة قطر رئيس الدورة الحالية للمجلس ومعالي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية رئيس وفد دولة الكويت. وكانت الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوري بدأت بكلمة لسمو أمير قطر، أكد فيها أن هذا اللقاء التشاوري مهم لمسيرتنا المشتركة ويزداد أهمية خاصة في ظل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها منطقتنا والعالم. وقال لقد أفجعنا ما حصل من تفجيرات في الرياض ونعرب عن ادانتنا وشجبنا لهذا العمل الارهابي المشين وتعازينا لقيادة المملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق في ضحايا هذه الانفجارات. وقد شارك في الاجتماع صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وأصحاب السمو والمعالي أعضاء الوفود الرسمية. وفي ختام الاجتماع ودع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز اخوانه رؤساء الوفود وتمنى لهم سفرا سعيدا، كما كان في وداعهم في قصر الدرعية سمو النائب الثاني ومعالي الامين العام لمجلس التعاون الاستاذ عبدالرحمن بن حمد العطية. وكان جلالة ملك البحرين قد أوضح في تصريح لدى وصوله الرياض أمس أن الاجتماع سيستعرض ما حققناه من انجازات في اطار مسيرتنا المباركة ولتبادل الرأي حول التطورات الاقليمية والدولية الراهنة، خاصة في ظل متغيرات بالغة الدقة تشهدها المنطقة والتنسيق في كيفية التعامل مع آثارها وتداعياتها بما يحفظ الأمن والاستقرار. كما أكد تأييد البحرين التام للخطوات والاجراءات التي يتم اتخاذها للحفاظ على أمن المملكة وشعبها الشقيق جراء التفجيرات الارهابية في الرياض. وهنأ المملكة قيادة وشعبا بمناسبة الشروع في الاصلاحات التاريخية التي نعتبرها امتدادا طبيعيا لاصلاحات القائد الوالد والملك الموحد عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه فهو أكبر المصلحين فى تاريخنا الحديث بهذه البقعة الغالية من ديار العرب والمسلمين. وقد غادر رؤساء الوفود المملكة مساء أمس وكان في وداعهم في مطار الملك خالد الدولي صاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وأصحاب المعالي الوزراء. رؤساء الوفود يعقدون اجتماعهم التشاوري في الرياض