يعيش العقار فترة مخاض ويمر بمنعطف حساس ويسوده نوع من الهدوء الشبيه باستراحة المحارب، فرغم الكم الهائل من العروض العقارية المتداولة بالسوق والتي تغطى معظم الشرائح إلا أن هذا الكم لا يعادل ولا يتساوى مع ظاهرة الطلب فاذا أردنا أن نضع حالة العقار الحالية تحت المجهر فسوف يظهر الكثير من علامات التناقض في التعاملات حيث تعطى المؤشرات معايير قد تشوبها الحيرة في الكثير من اتخاذ القرار سواء بالبيع أو الشراء أو الاستثمار. والعامة من الناس قد يتصورون سهولة ايجاد طلبه وحصوله على ضالته من خلال الاعلانات عن طرح الكثير من المساهمات التي تعطى صورة للكثيرين بأن الحصول على ما يريده سهل ومتيسر وعندما نعيش لغة العقار وعمق الرغبة في الاستئجار أو الشراء أو الاستثمار يواجهنا شبح غريب يقف صامتا أمام كل الرغبات وهو أن كل طرف يريد الانتصار والكسب قدر الامكان. فالبائع يريد تجميد عقاره في انتظار ساعة ارتفاع الاسعار حتى يعلن سعره كذلك طرف المشترى الذي يطرق الأبواب للشراء بأن بعض شرائح العقار أصبحت بغير متناول ميزانيته فتبرز المعادلة من خلال هذه الحالات كشبه جمود، والعقار بكل شرائحه متوافر كعروض تتداول بالسوق ولكن كل عرض عقارى يتم طرحه والرغبة في بيعه من خلال مجموعة وسطاء حيث يفقد المعلومة الصحيحة عن بعض الجوانب في هذا العرض الذي يتم اكتشاف أنه غير مستوف لرغبة المشترى لأسباب قد تكون مفاجئة لكثير من حاجة الراغب بالشراء وعندها يتعثر البيع والشراء لاسباب كثيرة بعضها واضح والبعض منها خفى وهناك ملايين الريالات مدفونة تحت الرمال وهذه الرمال في المساهمات الكبيرة والقابعة دون بناء أو استفادة منذ عشرات السنين. ان الباحث عن سكن للايجار أو الشراء يقف حائرا أمام نوعية العروض التي يراها حتى إن بعضهم يصاب بالدهشة من شروطه ورغبته فاذا لم يتوفر كحد أدنى فتجد أن العد التنازلي لديه أخذ بالتفاعل معه مقتنعا بالواقع وهو أنه ليس من السهل الذي يتصوره سوف يجد ما يريد سواء من ناحية الأسعار أو المواصفات، الكثير ضاع من عمره سنوات وهو يبحث عن فرصة للشراء أو الايجار متفائلا بوجود رغبته مع الزمن. إن سرعة التداول ببيع العقار من أراض أو عمائر أعطت العقار ارتفاعا قد يصل الى السقف الذي لا يطيقه المشترى، إن العقار بحاجة الى مرجعية ومركز قوى يعطي المؤشرات عن الأسعار كإنشاء بورصة ذات آلية واضحة في ايضاح المعروض من العقار تربط بشبكة للراغبين بالاشتراك لمعرفة ما هو معروض من عقار بجميع أنواعه فاذا نظرنا الى مستقبل العقار من زاوية التفاؤل فربما ننخدع وتشوب هذه النظرة الكثير من التغيرات حيث التفاؤل بأى شيء لابد ان يسايره شيء من واقع الحال. كما أن نجاح الأمور المستقبلة بحاجة ماسه الى قياسها وربطها بنقاط وتجارب الماضى. لكن يظل التفاؤل هو الأمل الذي يعيش عليه الكثير للاستفادة من العقار مستقبلا. لكن السؤال المهم في هذه المعادلات هل مستقبل العقار له رؤية واضحة حتى يتم الاعتماد عليها؟ أم ننتظر حتى تأتي الحلول المستقبلية فقط.