تشير الحقائق الواضحة أمام أغلبية الخبراء والعارفين ببواطن سوق النفط العالمية الى وجود أسباب مسؤولة عن ارتفاع أسعار النفط والوقود الى مستويات قياسية، خارجة عن اطار مسؤولية منظمة الاقطار المصدرة للبترول "أوبك" التي تتعرض لاتهامات من قبل بعض الاوساط الامريكية، بأنها السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الوقود في الولاياتالمتحدة. واكدت نشرة أخبار الساعة الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى افتتاحيتها الى حقيقة آثار الارتفاع الحالى فى أسعار النفط على الاقتصاد الامريكي.. وما اذا كانت مستوياتها الحالية ستؤدي الى انحراف مسيرة الانتعاش الاقتصادي بالولاياتالمتحدة حسبما ذهبت اليه بعض المخاوف.. وأشارت الى أن بعض المعطيات الامريكية المستقلة الاخرى تتوقع آثارا محدودة للغاية على الاقتصاد الامريكى أن لم تكن ايجابية بشكل غير مباشر. وحددت النشرة فى ختام افتتاحيتها بعض الاثار الايجابية لاسعار النفط الحالية على الاقتصاد الامريكى وأهمها الحد من الضغوط التضخمية التى من المتوقع أن تشكل مصدر القلق الاساسى بالنسبة لاقتصاد الولاياتالمتحدة فى ضوء قوة الانتعاش التى يتسم بها حاليا. تقويض معدل النمو وفي هذا الاطار قال جون سنو وزير الخزانة الامريكي ان اسعار الطاقة المتزايدة قد تقوض معدل النمو الاقتصادي العالمي لكنه اشار الى انخفاض توقعات التضخم بشكل عام في الاقتصاد العالمي. وعقب اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى قال سنو: "تجدر ملاحظة ان اسعار الطاقة المتزايدة قد يكون لها تاثير سلبي على نمو الناتج المحلي الاجمالي". نمو الناتج المحلي الاجمالي العالمي.مشيرا الى ان مسؤولي مجموعة السبع بحثوا المخاطر التي تكتنف النمو نتيجة زيادة اسعار النفط التي قال انها فيما يبدو نتيجة تكوين مخزونات. تعاون بين المستوردين والمصدرين ومن جانب آخر، قال محمد خرباش وزير الدولة الاماراتي للشؤون المالية والصناعية ان منتجي ومستهلكي النفط يجب ان يعملوا معا لضمان ان اسعار النفط عادلة ومستقرة، ملقيا اللوم في تقلب الاسعار على سوء ادارة المستوردين للمخزون. وقال ان اسعار النفط الحالية المرتفعة ساعدت الدول المصدرة التي عانت قبلا من الاسعار المنخفضة، مشيرا الى ضرورة التعاون بين المصدرين والمستوردين لضمان اسعار مستقرة وعادلة. وأكد الوزير الاماراتي امام لجنة صنع السياسات بصندوق النقد الدولي خلال الاجتماع نصف السنوي للصندوق على ان التقلبات الاخيرة في اسعار النفط تعكس الى حد كبير "قصور ادارة المخزون" في الدول المستوردة اضافة الى حالة عدم اليقين السياسية الجغرافية. وروسيا غير ملتزمة بالتخفيض ومن جانبها اكدت روسيا على انها لا تنوي الانضمام الى اجرءات خفض انتاج النفط وصادراته، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي الكسي كودرين في اروقة دورة صندوق النقد الدولي في واشنطن، ولقاء وزراء مالية دول الثماني الكبار على هامشه، ان روسيا تقوم بزيادة انتاج النفط في الوقت الراهن، مبينا "اننا لن نشارك في اطار عملية خفض الانتاج والتصدير، ونأمل ان الاسعار ستستقر". وأشار الى ان روسيا ليست من الداعين الى "اسعار مرتفعة"، وما يهم روسيا هو الحفاظ على استقرار الاسعار. معيدا الى الاذهان الى ان مستوى اسعار النفط تنعكس على اقتصاد البلد وقدرته التجارية. وقال ان موسكو معنية بان تكون الاسعار على النفط مستقرة للمساعدة على ايجاد مناخ استثماري وممارسة الاعمال التجارية.وحدد السعر المقبول لروسيا 23 الى 27 دولارا على البرميل.