رأى وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط يعكس توقع المتعاملين ارتفاع الطلب على النفط «في نهاية المطاف عندما يتحسن الاقتصاد». وجاء كلامه قبيل انعقاد اجتماع لوزراء الطاقة في مجموعة الثماني في حضور وزراء الطاقة في بعض الدول الأعضاء في منظمة «أوبك». وقال النعيمي في ردود على أسئلة من صحافيين ان السعودية تنتج اليوم أقل من ثمانية ملايين برميل يومياً، لكن قدرتها الإنتاجية ستصل في نهاية حزيران (يونيو) إلى 12.5 مليون برميل يومياً، ما يرفع الطاقة الإنتاجية غير المستخدمة للمملكة إلى 4.5 مليون برميل يومياً. ولفت النعيمي إلى ان المخزون العالمي من النفط مرتفع، فهو يكفي ل62 يوماً، مقارنة ب52 إلى 54 يوماً في العادة. وقال إنه يعتقد ان الطلب على النفط سيرتفع في «نهاية المطاف». وجدد توقعه ان يبلغ سعر البرميل 75 دولاراً «لكنني لا أدري متى سيحصل ذلك». ورفض الخوض في ما ستقرره «أوبك» في شأن الحصص الإنتاجية لدولها الأعضاء حين يجتمع وزراء الطاقة في هذه الدول الخميس المقبل. وقال: «سيبحث الوزراء في الأرقام ويقررون سوياً». وشدد النعيمي على أنه راض عن مستوى التزام أعضاء «أوبك» حصصهم. وعلمت «الحياة» من مصادر رفيعة المستوى في «أوبك» ان المنظمة لن تغير مستوى إنتاجها خلال الاجتماع. وكان وزير الطاقة الأميركي ستيفن تشو قام بزيارة تعارف إلى النعيمي في مقر إقامته في روما استعرض خلالها الوزير السعودي تأسيس «جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم» واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الصرح العلمي المقرر ان يُفتتح في أيلول (سبتمبر) المقبل على ان يرأس النعيمي مجلس إدارته. والتقى النعيمي وزراء الطاقة في اليابان وأستراليا وفرنسا وإيطاليا. وشدد النعيمي في كلمة له أمام المؤتمر ان بلاده «تشعر بالهم العالمي إزاء التغير المناخي وستلعب دورها في التخفيف منه والتأقلم معه». وذكر بأن السعودية من الدول التي وقعت «معاهدة التغير المناخي» و«بروتوكول كيوتو» الملحق بها «وتشارك في مفاوضات كوبنهاغن قبل نهاية العام الحالي»، متوقعاً لها نتائج إيجابية. وشدد على ضرورة توزيع الأعباء بين الدول بعدل، والاعتراف باستمرار هيمنة الوقود الأحفوري، ومنح البحوث والتطوير ما تستحقه من اهتمام، مرحباً بجهود دولية تُبذل لتطوير تقنيات جمع الكربون وتخزينه. وكان وزير المال السعودي إبراهيم العساف رأى أن توقعات صندوق النقد الدولي حول أسعار النفط هذه السنة مفرطة في التشاؤم. واستبعد في تصريحات للقناة التلفزيونية الإخبارية «العربية» احتمال حدوث انكماش في اقتصاد السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وقال إن هذه التوقعات مبنية على ترجيحات الصندوق في شأن أسعار الخام. وأضاف: «نعتقد أن الصندوق متحفظ أكثر من اللازم». وأبلغ وزير الطاقة الروسي سيرجي شماتكو صحافيين خلال اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة الثماني في روما أن روسيا تتوقع استقرار إنتاج النفط هذا العام عند مستويات 2008 على أقل تقدير. وقال شماتكو: «إن الاتجاه العام الحالي للأسعار في السوق إنما يعزز موقفنا. أعتقد أننا نستطيع على الأقل إبقاء الإنتاج مستقراً عند مستويات 2008». ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير النفط الفنزويلي رفائيل راميريز قوله إن مستويات مخزون النفط العالمي مرتفعة للغاية وإن ذلك «إشارة سيئة» قبيل اجتماع «أوبك» الخميس. ورفض راميريز القول ما إذا كان سيؤيد خفض «أوبك» الإنتاج خلال اجتماعها المقبل، وقال خلال زيارة له لكيتو برفقة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز إن «مستويات المخزون مرتفعة للغاية وهذه إشارة سيئة». وأبدى تشافيز سعادته في شأن ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأسابيع الأخيرة، وأضاف ان الأسعار تتجه نحو المستويات التي شهدتها عام 2007 عندما وصل متوسط سعر البرميل إلى نحو 70 دولاراً. وارتفع سعر النفط ليتجاوز 60 دولاراً هذا الأسبوع إذ عززت إشارات انتعاش الاقتصاد العالمي الآمال حول زيادة الطلب على السلعة. وتسببت الأزمة المالية العالمية عام 2008 في هبوط أسعار النفط من أعلى مستوياتها المسجلة عند نحو 150 دولاراً للبرميل. وقال رئيس شركة «ايني» الإيطالية للطاقة روبرتو بولي خلال اجتماع روما إن «النطاق السحري» لأسعار النفط الذي يكفي لمواصلة الاستثمار من دون الحاق الأذى بالاقتصاد العالمي يدور بين 60 و70 دولاراً للبرميل. وقال إن «تجربة دورة الأسعار الأخيرة أوضحت أنه لضمان نمو اقتصادي مطرد، ينبغي ألا يتجاوز السعر 75 دولاراً للبرميل». ودعا وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري في تصريحات نشرت أمس بلاده إلى تأسيس مصرف للمساعدة في تحويل الاستثمارات الى صناعة الطاقة بها. ونقل الموقع الإلكتروني لوزارة النفط عن نوذري قوله انه جرى استثمار ما يزيد على 60 بليون دولار في قطاع النفط الإيراني في السنوات الأربع الماضية». لكن مندوب إيران الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي قال إن ارتفاع أسعار النفط يدفع بعض أعضاء المنظمة الى شعور كاذب بالأمان على رغم أن العوامل الأساسية لسوق الخام تظهر الحاجة الى خفض الإنتاج. وأبلغ «رويترز» بالهاتف أنه إذا قرر الوزراء إبقاء الإنتاج مستقراً خلال اجتماع فيينا، سيكون قرارهم سياسياً بدلاً من أن يستند الى ميزان العرض والطلب.