12 عاما يحرص خلالها المخرج عبد الخالق الغانم على ظهور المسلسل السعودي الشهير "طاش ما طاش" بنجمين مقررين سلفا هما عبد الله السدحان وناصر القصبي اللذان يشكك البعض في قدرتهما على الانفصال الفني عن بعضهما البعض لاعتماد كل منهما على إمكانيات الآخر. لقد كشفت الثنائيات الفنية، والثلاثية أحيانا، التي ظهرت في مجال التمثيل، عن امكانيات جيدة لكثير من الفنانين الذين استطاعوا تحقيق شهرة ذائعة من خلال هذه الثنائيات التي عرفهم الجمهور من خلالها، ولعل مجال التمثيل سواء في المسرح او السينما او مجال الدراما التلفزيونية، هو الأبرز في هذا السياق، مما شكل ظاهرة لافتة على امتداد الوطن العربي في فترة من الفترات، ومازالت هذه الظاهرة التي تجلت في عدد كبير من الأعمال المصرية في حقبتي الستينات والسبعينات بشكل خاص وساهمت في نجاحها ونجاح فنانيها، حتى بعد الانفصال الفني بين الممثلين واعتماد كل فنان على جهده وامكانياته الخاصة. ويشكك البعض في الأداء الفني لبعض الفنانين الذين يعتمدون على آخرين تحت مظلة الثنائية الفنية وفي امكانية تحقيق نجاحات مشابهة في حالة اعتمادهم على مواهبهم. قديما وصل ثلاثي أضواء المسرح، أشهر ثلاثي فني في تاريخ المسرح العربي، الى الجمهور بقوة وحقق نجاحا باهرا ، بسبب خفة الظل والإمكانيات الفنية لفنانيه، وحين انفرط العقد اثر رحيل الفنان الكوميدي المميز الضيف أحمد، ولم يمت سمير غانم ولا جورج سيدهم، بل تفجرت مواهبهما وازدادت توهجا فيما قدماه من ادوار مسرحية وسينمائية. وتجلت في السينما العربية ثنائيات بين فنانين وفنانات مثل: انور وجدي وليلى مراد، محمد فوزي ومديحة يسري، محمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد.. وغيرهم. لم يسقط أي منهم في هوة الفرادة حين اعتمد على نفسه دون الآخر. الآن اختلفت الثنائيات الفنية وأصبحت بين الممثلين الرجال فيما بينهم، مثل عبد رب الحسين عبد رب الرضا وسعد الفرج في الكويت. وأبرز مثال الممثلان القطريان غانم السليطي، وعبد العزيز الجاسم اللذان حققا نجاحات مميزة في أعمالهما المشتركة، وعلى الرغم مما يقال إن الجاسم خرج من عباءة السليطي إلا ان الأول استطاع بمفرده ان يحقق نجاحا كبيرا في المسلسل التلفزيوني "يوم آخر" الذي حصل على أفضل عمل درامي في الخليج من خلال استطلاعات الرأي التي اجريت عقب عرض المسلسل في رمضان الماضي. اما الثنائي الأشهر في الخليج فهما نجما المسلسل التلفزيوني الشهير "طاش ما طاش" السعوديان ناصر القصبي وعبد الله السدحان، فقد قدما "طاش" على مدى 12 عاما متواصلة، ولا يدرك النقاد، اذا انفصل السدحان عن القصبي من سيكون اكثر تميزا، من يستطيع النجاح باتكائه على موهبته الخاصة دون الاعتماد على موهبة الآخر ومروره من خلال هذا الآخر؟ ومن سيسقط في هوة التفرد حيث لا تحمله موهبته الى التحقق والى الجمهور، واذا كانت الثنائيات الفنية قد تحمل احيانا احد النجمين الى الشهرة والاضواء بسبب ارتباطه بالآخر، فمن سيخرج من عباءة زميله، القصبي، ام السدحان، ومن سينجح ومن سيسقط اذا انفرط العقد وتوقفت (طاش) او بحث كل واحد منهما عن التحقق بعيدا عن الآخر. ويذهب البعض الى ان نجوم (طاش) يحرصون على الاستمرار على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي توجه للمسلسل بسبب التكرار والسطحية واستجداء الضحك عبر ايجاد مواقف مل المشاهد منها خلال 12 عاما ، وان حرصهم هذا راجع الى عدم الثقة في قدراتهما الفنية اذا عمل كل واحد منهم على حدة، بما فيهم مخرج العمل عبد الخالق الغانم الذي يخشى السقوط هو الآخر اذا ابتعد عن أبطاله او بالأحرى عن بطليه المميزين. مجموعة طاش ما طاش