شكلت الثنائيات الناجحة في الدراما التلفزيونية والمسرحية حضورا رائعا ومميزا لدى المشاهد على مدى عقود من الزمن حيث لعبت تلك الثنائيات دورا بارزا في استقطاب كافة شرائح المجتمع من خلال الحس العالي في الطرح عبر النصوص المكتو بة بشكل احترافي بعيدا عن التعقيدات خاصة تلك ا لتي تتناول قضايا وهموم الشارع في قالب كوميدي راق لكي يوجهوا رسائل تحمل قيمة فنية وإنسانية بعيدا عن الإسفاف والتهريج رغم قلة الإمكانات في تلك الفترة. من أبرز تلك الثنائيات كانت بين الفنان حسين عبدالرضا ورفيق دربه سعد الفرج، وكذلك الفنان غانم السليطي وعبدالعزيز جاسم، وصولا إلى الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان. وتعتبر هذه التوأمة الفنية ظاهرة صحية، كما أن لها عمرا افتراضيا تتوقف عنده ليبدأ كل منهما في البحث عن متنفس آخر في ساحة الدراما ليواصل مشواره الفني بعيدا عن نصفه الآخر لير سم لنفسه منهجا وخطا دراميا خاصا به دون أن تتدخل مشارط النقد والإعلام والجمهور في فصل أحدهما عن الآخر، ولهذه الثنائيات طعم وشكل مختلف حيث يو جد فيها نجم أوحد ينفرد بدور البطولة دائما لما يمتلكه من كاريزما و جاذبية عن الآخر فنشاهد نجوم تلك الثنائيات أمثال حسين عبدالرضا وغانم السليطي وناصر القصبي هم من توجد لديهم لسعة الكوميديا التي لا تتوافر في نصفهم الثاني، وهذا يعود للموهبة والقدرات الفنية العالية التي يتمتعان بها بالفطرة. هذا العام ظهر مولد جديد في عالم الثنائيات أبطاله فايز المالكي وحسن عسيري، لكن ولادة هذا التوأم مرت بظروف حرجة للغاية حيث لم يكتب لهذا الثنائي النجاح وذلك لأسباب فنية يعانيها أثرت كثيرا على حضورهما، كما أنهما يفتقدان لمفهوم اللعبة التي لا تتوافر لدى أي منهما فهي موجودة فقط لدى شاشة إم بي سي.. فهل يعيا ن تلك ا لحقيقة لخلق ثنائي جديد يحمل مواصفات مختلفة عن غير هما مستغلين كل الظروف التي من شأنها أن تسهل مهمتهما، فكل منهما يرى أنه النجم أو الأفضل وهو من يمتلك زمام المبادرة من خلال المشاهد ا لكوميدية التي تجمعهما ما تسبب في تراجع مسلسل (بيني وبينك) في جزئه الثاني. من جهته يأمل المتلقي الخليجي أن يطورا من الكاريزما الفنية الخاصة بهما ليكونا قادرين على الإمتاع والإقناع في وقت واحد بدلا من الاستناد في عملية mbc إلى دور فرض العمل وتعريف الناس به.