هل سمعت عن الهاتف النائم؟ هل حدثك أحد عنه؟ هل شاهدت أحد هذه الهواتف النائمة الصامتة، أنا متأكد أنك شاهدت هذه الهواتف النائمة، فهي موجودة في كثير من الإدارات الرسمية. وقد اصبح وجود مثل هذه الهواتف ظاهرة تنتشر انتشار النار في الهشيم. تراجع احدى هذه الإدارات لأمر ما، وقد تكون هذه الإدارة في مدينة وأنت في مدينة أخرى، فتضطر للحصول على رقم هاتف الإدارة ورقم تحويلة الموظف الذي راجعته لمتابعة معاملتك لديه، ولكن للاسف عندما تتصل هاتفيا بتلك الإدارة لا أحد يجيب رغم تكرار المكالمة لعشرات المرات، ويقابلك صمت القبور أو صوت رسالة آلة التسجيل المملة (السلام عليكم، ضع رقم التحويلة أو صفرا ليرد عليك المأمور) فتضع التحويلة فلا مجيب وتضغط على الصفر فلا يجيبك لا مأمور ولا ناطور، لأن الهاتف في سبات عميق. ولدى دراسة هذه الظاهرة وجدت أن وراءها مجرم خطير، مجرم سلح بتقنية عالية وإمكانيات حديثة، وينتشر هذا المجرم الخطير في كل مكان، بل في كل جيب، هل عرفت هذا المجرم وأساليبه الإجرامية، إنه (الجوال) ذلك الجهاز الصغير الحجم الكبير الفعالية والإمكانيات وتستخدمه الموظفة والموظف والصغير والكبير والمرأة والرجل. معظم موظفي الإدارة الرسمية يحملون الجوال ويزودون افراد أسرهم برقم الجوال وبعض أصدقائهم المقربين فإذا اتصلت بأحدهم على هاتف الإدارة الثابت لا يرد عليك كما لا يرد عليك عامل المقسم، فالموظف لا يرد إلا على مكالمات الجوال وعلى الأرقام التي يعرف أصحابها وحتى إذا انتشر رقم جواله بين المراجعين فإنه يغير رقم الجوال ليضع حدا لمكالمة المراجعين. وقد انتشرت هذه الظاهرة ووصلت إلى عدد كبير من رجال الأعمال، فقد حدثني أحد الأقرباء قائلا: اذكر أنني اتصلت عن طريق هاتفي الثابت على جوال أحد رجال الأعمال فلم يرد علي وكررت المكاملة عدة أيام ولكن لا حياة لمن تنادي. ومرة كنت خارج المكتب فاتصلت مع الرجل بواسطة هاتفي الجوال فرد علي فورا، فقلت له منذ عدة أيام وأنا أحاول أن اتصل بك ولكنك لا تجيب فقال لي: أبدا لم تردني مكالمة منك قبل هذه المكالمة لأن اسمك ورقمك ظهر في شاشة الجوال فقلت له كنت أتصل بك بواسطة هاتفي الثابت فقال لي: إن هاتفك الثابت لم يكن مخزنا في جوالي وأنا لا أرد علي الأرقام التي اجهل أصحابها. هذه الظاهرة السلبية يجب معالجتها، وعلاجها بسيط وسريع وسهل وميسر ويتمثل العلاج في أن يعمم كل مدير إدارة على مرؤوسيه بضرورة الرد على مكالمات المراجعين، ويراقبهم بين الفينة والفينة بالاتصال على أرقامهم، وإذا كرر الموظف عدم الرد على الهاتف يفرض بحقه العقوبة النظامية الرادعة. @@ محمد الجربا طالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن