في ليلة من الليالي الرمضانية المقمرة وفي هزيعها الأول رن جرس الهاتف في منزل زميلتي! فالتقطه أخوها الصغير ذو العشر سنوات ليعرف من المتصل، وإذا به يأتي إليها ويطلب منها الرد على الهاتف سألته من المتصل؟ فقال (رجال ما اعرفه)؟ التقطت زميلتي سماعة الهاتف، وقالت له من معي، فرد عليها شخص، معرفا بنفسه (فلان الفلاني) من مركز المعلومات الطبية؟ وطلب رب الأسرة، ليأخذ منه بعض المعلومات الأسرية والطبية، المهمة، فاعتذرت له بأنه غير موجود، فقال، سوف نأخذ المعلومات منك (مو مشكله مادامك متعلمة)، لأن لدينا بحثا، عن (مشكلة زيادة الأوزان في السعودية) ونريد منك أيضا الإجابة على هذا الاستبيان، طبعا الأسئلة التي طرحت هي (عمر رب الأسرة، عدد الأولاد، البنات، أعمارهم، موقع المنزل، الأسماء). قالت له زميلتي عفوا، قبل أن أجيبك على هذه الأسئلة أريد منك أن تجاوبني على هذه الأسئلة أولا (اسمك الكامل، مقر العمل، التلفون الثابت، والتحويله) حتى نتأكد من شخصك؟ طبعا وبلهجة واثقة قال (معليه من حقكم تسألون عنا) لكن قبل ذلك جاوبي على الأسئلة والاستبيان لأن الوقت ضيق، والبحث له مدة محدودة ولابد من تسليمه غدا! نرجو التعاون معنا من أجل خدمة المجتمع.. لكنها أصرت أولا على أخذ البيانات التي طلبتها، وبكل ثقة أعطاها الاسم الثلاثي ورقم التلفون والتحويله) قالت حسنا، اتصل بعد عشر دقائق وهذا موعد حضور رب الأسرة، من الخارج، ليعطيك المعلومات، ويجيب على استبيانك، فقال (طيب ما في مشكله). وانتهى الاتصال.. وفورا اتصلت زميلتي بالرقم للتأكد بأن هذا الرقم هو رقم (مركز المعلومات الطبية بالشوؤن الصحية) أم لا؟ ويا لصدمتها؟! تخيلوا من رد عليها؟ عامل هندي قائلا (هدا محامص ومطاحن ماما يبقى مكسرات)..؟! حتى صاحبنا الذي ادعى أنه باحث ومسؤول في وزارة الصحة، لم يتصل بعد عشر دقائق، لأنه عرف أن حيلته لم تنجح مع هذه الأسرة، بعدها قام رب الأسرة بالاتصال على رقم الجوال الذي اتصل منه، على هاتف منزلهم، فجاءه الرد التالي (إن الهاتف المطلوب غير موجود في الخدمة)، طبعا كان الرقم مضروبا، من تلك الأرقام التي يستخدمها العابثون، والمجرمون لاستغلال وابتزاز الآخرين ثم رميها، وهكذا، والمشكلة أن الكثير من الأسر يتعرضون لمثل هذه الاتصالات المشبوهة، ممن يدعون أنهم من المركز الفلاني، أو التعداد، أو الملفات الطبية، أو باحثون في مجال الأسرة)، والمحزن أن هناك بعض البسطاء تنطلي عليهم هذه الحيل فيقومون بإعطائهم معلومات مفصلة ودقيقة عن وضع الأسرة، بحسن نية، ظنا منهم أن من يتصل فعلا موظفين، حتى أن بعض هؤلاء المجرمين يستغلون براءة الأطفال فيأخذون منهم كل المعلومات عن الأسرة في غفلة من الأهل، لدرجة أن إحداهن اشتكت لي من أن هناك شخصا مجهولا يتصل بها في أوقات يكون فيها الزوج في عمله، المسائي الطويل على الثابت والمحمول، ويعطيها كافة المعلومات عن اسمها وأسماء بناتها وأعمارهن، مما أوقع الرعب في قلبها، بعد ذلك أخذ يهددها، ويطلب منها أن تدفع له مبالغ مالية تضغها في مكان محدد ليقوم بأخذها، مقابل سكوته وإلا (ستكون سيرتهم على كل لسان)، ولكن هذه الحالة لم تستجب لذلك التهديد والابتزاز وفورا أعلمت رب الأسرة، بالأمر وكالمعتاد حينما يتم الاتصال بهذه الأرقام (يطلع الرقم مضروب). أيضا هناك موضوع آخر أخذ بالظهور على السطح هذه الأيام، هل تعلمون أن هناك من يستغل المعلومات الموجودة بالسيرة الذاتية للمتقدمات من النساء على بعض الوظائف التي تطرح بين حين وآخر في الصحف المحلية، لابتزاز وتهديد بعض النساء، حيث يقوم بالاتصال على جوال المتقدمة ويوهمها بأن الوظيفة في انتظارها ويستدرجها في الكلام طمعا في معلومات أكبر، وغيرها؟! فإذا لم تتجاوب مع رغباته وتجاهلت اتصالاته العفنة، يقوم بإرسال رسائل تهديد وابتزاز بأنه سيتصل على أهلها وسيخبرهم بأنه على صلة بها! البعض يتجاهل هذه التهديدات، والبعض يقع في المصيدة! هل رأيتم مثل هذا الإجرام؟! المشكلة أنني ظننت أن مثل هذه الأساليب والاتصالات المجهولة قد اختفت أو حتى انتهى زمنها ولم أعتقد أنها مازالت موجودة وحتى في شهر العبادة والصيام؟!! أحببت أن أنشر لكم هذه القصص الواقعية لكي يقرأها الجميع ويحذر منها، ولكي لا نقع ضحية لمثل هذه الاتصالات المشبوهة، من معدومي الضمير، ولنحذر من إعطاء أي معلومة لأي اتصال مجهول ليدعي أنه باحث أو موظف أو موظفة في أي قطاع! ولكيلا تكتب المتقدمات من النساء أي معلومات دقيقة جدا في سيرتهن الذاتية لأي جهة، وحتى لا تحتار حينما يتصل عليها من يخبرها بتفاصيل دقيقة عنها ويبتزها. وتعرف أن مصدر تلك المعلومات هو سيرتها الذاتية التي أرسلتها بحثا عن لقمة عيش كريمة فإذا بها تستغل، ممن لا يخاف الله.. أخيرا نسأل الله العلي القدير أن يحمينا من شرور أولئك المجرمين العابثين، وأن أكون قد أفدت وحذرت الكثير ممن يقرأ صفحة الرأي الهادفة من تلك الأساليب الشيطانية؟! وياقلب لا تحزن. فاصلة ما الذي أبقيت للإنسان يازمن الندامة لا أمن في بيت ولا طفل تعانقه ابتسامة شيدت في الميدان مشنقة وعلقت الكرامة وذبحت في أعماق الناس أشجار الشهامة قد صارت الأيام في عيني قتامة!!