دخل بوحمد على غير عادته مكفهر الوجه وكأنه خرج من معركة، خير يا بوحمد ويش السالفة؟ تصدق؟ - يقول بوحمد - من الساعة الرابعة فجرا انتظر دوري امام جوازات الدمام لأستلم رقما. قلت له هون عليك يا بوحمد فالاصلاح قادم لا محالة. (الاصلاح؟) قالها بوحمد باستغراب، يا اخي كنا ننتهي من عملية اصدار الجواز اسرع قبل هذا الاصلاح الذي تبشرنا فيه. طيب دعني اسألك هل الاصلاح يعني ايضا انني استطيع الان اصلاح فرن البوتجاز في البيت بطريقة أحسن واسرع وأرخص؟ قلت يا بو حمد ذاك اصلاح اما هذا فتصليح. (وما الفرق؟) صاح بوحمد ساخرا. الاصلاح يا بوحمد هو عملية تقويم لاوضاع عامة في المجتمع يعني لابد ان تكون هناك مصلحة عامة وهم داخلي حتى يسمى إصلاحا، اما التصليح فهو يخص شيئا معينا ومعطلا مثل بوتجاز بيتكم. لم يقتنع بوحمد بجوابي وسألني: طيب واذا ما عرف المهندس يصلح البوتجاز ممكن نجيب خبير من برة يصلحه؟ قلت: عندك خياران اما ان تصلحه هنا او تشوف لك صرفة. أزاح بوحمد غترته متحمسا وكأنه اكتشف المعلقة الثامنة وقال: طيب هل ينتهي هذا الاصلاح بتاريخ معين ام انه يتجدد؟ السبب في سؤالي ان راعي الدكان اخبرني ان بعض التجار يمسحون تاريخ نهاية اصلاح علبة الجبنة ويطبعون عليها تاريخ اصلاح جديدا رغم انها نفس العلبة. قلت: يا بوحمد ذاك اصلاح اما هذه فانتهاء صلاحية وشتان ما بين الاثنين، ثم هذا يعتبر غشا تجاريا ويعاقب عليه القانون لانه يضر بحياة الناس. هنا انفجر بوحمد في وجهي غاضبا وقال: وماذا عن سقوط مدارس الطالبات، وتراكم النفايات في الشوارع على قفا مين يشيل، والفقر والبطالة، وطفح مياه الصرف الصحي على ودنه.. ليش ما يعاقب عليها القانون؟ اليست هذه ايضا ضارة بحياة الناس؟ فاجأني بوحمد بسؤاله. بصراحة لم اعرف الجواب هل هذا يحتاج الى اصلاح ام تصليح أم انها مفاهيم انتهت صلاحيتها؟