بانسجام عالمي.. السعودية ملتقىً حيويًا لكل المقيمين فيها    محافظ الأحساء يستقبل الرئيس التنفيذي المعين لشركة مطارات القابضة    إيلون ماسك يحصل على "مفتاح البيت الأبيض" كيف سيستفيد من نفوذه؟    "ماونتن ڤيو " المصرية تدخل السوق العقاري السعودي بالشراكة مع "مايا العقارية ".. وتستعد لإطلاق أول مشاريعها في الرياض    "البحر الأحمر السينمائي الدولي" يكشف عن أفلام "روائع عربية" للعام 2024    أمانة الشرقية: إغلاق طريق الملك فهد الرئيسي بالاتجاهين وتحويل الحركة المرورية إلى الطريق المحلي    الطائرة الإغاثية السعودية ال 20 تصل إلى لبنان    مبادرة لتشجير مراكز إسعاف هيئة الهلال الأحمر السعودي بمحافظة حفر الباطن    نائب أمير الشرقية يطلع على جهود اللجنة اللوجستية بغرفة الشرقية    مشاريع تنموية تنفذها بلدية شري لتعزيز العمل البلدي لعام 2024م    أمير الباحة يستقبل مساعد مدير الجوازات للموارد البشرية و عدد من القيادات    محافظ جدة يشرف أفراح آل بابلغوم وآل ناصر    «الإحصاء»: ارتفاع عدد ركاب السكك الحديدية 33% والنقل العام 176%    السعودية بصدد إطلاق مبادرة للذكاء الاصطناعي ب 100 مليار دولار    أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على عدد من المناطق    هاريس تلقي خطاب هزيمتها وتحض على قبول النتائج    الذهب يقترب من أدنى مستوى في أكثر من 3 أسابيع    إصابة فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة اليامون    منتخب الطائرة يواجه تونس في ربع نهائي "عربي 23"    العام الثقافي السعودي الصيني 2025    الإعلام السعودي.. أدوار متقدمة    المريد ماذا يريد؟    هل يظهر سعود للمرة الثالثة في «الدوري الأوروبي» ؟    الإصابات تضرب مفاصل «الفرسان» قبل مواجهة ضمك    أمير تبوك يبحث الموضوعات المشتركة مع السفير الإندونيسي    «البيئة» تحذّر من بيع مخططات على الأراضي الزراعية    ترمب.. صيّاد الفرص الضائعة!    القبض على مخالفين ومقيم روجوا 8.6 كيلو كوكايين في جدة    أربعينية قطّعت أمها أوصالاً ووضعتها على الشواية    ترمب.. ولاية ثانية مختلفة    صمت وحزن في معسكر هاريس.. وتبخر حلم الديمقراطيين    «الزكاة»: تنفيذ أكثر من 14 ألف زيارة تفتيش في 30 يوماً    «بنان».. سفير ثقافي لحِرف الأجداد    اللسان العربي في خطر    بقعة صحافة من تلك الأيام    الاتحاد يصطدم بالعروبة.. والشباب يتحدى الخلود    ربَّ ضارة نافعة.. الألم والإجهاد مفيدان لهذا السبب    الجلوس المطوّل.. خطر جديد على صحة جيل الألفية    ليل عروس الشمال    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني وفريق عملية زراعة القلب بالروبوت    رينارد يعلن قائمة الأخضر لمواجهتي أستراليا وإندونيسيا في تصفيات مونديال 2026    الإصابة تغيب نيمار شهرين    التعاون يتغلب على ألتين أسير    الدراما والواقع    يتحدث بطلاقة    سيادة القانون ركيزة أساسية لازدهار الدول    التعاطي مع الواقع    درّاجات إسعافية تُنقذ حياة سبعيني    العين الإماراتي يقيل كريسبو    التكامل الصحي وفوضى منصات التواصل    تقاعد وأنت بصحة جيدة    الأنشطة الرياضية «مضاد حيوي» ضد الجريمة    الداخلية: انخفاض وفيات حوادث الطرق بنسبة 50%    ولي العهد يستقبل قائد الجيش الباكستاني    تطوير الشرقية تشارك في المنتدى الحضري العالمي    فلسفة الألم (2)    سلام مزيف    همسات في آذان بعض الأزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالرحمن الجفري ل المدينة :اليمن قبل توقيع الاتفاقية.. أكثر من “التونسة” وأقل من “الصوملة” والمهم مرحلة ما بعد المبادرة
نشر في المدينة يوم 30 - 04 - 2011

يدخل اليمن منعطفا جديدا يمكن أن يكون حافلا بالأمن والاستقرار والعكس جائز. ومن محطة الثورة الحالية ضد الرئيس صالح وصولا إلى توقيع المبادرة المرتقبة يظل السؤال الكبير قائما: هل يهدأ اليمن؟ وبعبارة أوضح هل تؤذن المبادرة بعهد جديد تتضافر فيه الجهود لإنقاذ الشعب من شبح الحرب الأهلية المدمرة ومن ثم الفقر المدقع والبطالة المتفشية؟
وإذا كان أهل المبادرة وأطرافها يسعون جاهدين لنزع الفتيل، فما الذي يقوله قادة اليمن القدامى والتقليديين؟ ما الذي يخشونه وما الذي يحلمون به؟
قلت لرئيس حزب رابطة أبناء اليمن «رأى» السيد عبدالرحمن الجفري: نبدأ من أين؟ هل نبدأ من الواقع الحالي أو نبدأ من التخوفات التي تعقب الواقع الحالي؟
قال: أعتقد أن هذه اللحظة من أدق المراحل بل اللحظات التي يمر بها اليمن في تاريخه المعاصر،، نحن أمام مفترق طريق،، إما صلاح كامل للأوضاع، بحيث تدرك اليمن دورها محلياً واقليمياً ودولياًَ، وتؤهل نفسها للقيام به، أو لا سمح الله، تستمر الطاحونة في طحن الناس وتستمر العجلة تدور نحو لا سمح الله للهاوية،، وهذا يعتمد على أهل اليمن بدرجة أولى ثم على اخواننا وأهلنا في الخليج وعلى العالم الذين لهم مصالح في بلادنا سواء عرب أو الجميع..
الحكم والنظام في بلادنا للأسف ليس له صلة مطلقاً بأي توصيف منطقي لحكم أو لدولة،، الدولة غير موجودة،، وأقصد بالدولة تلك المؤسسات التي تدرك أهمية نفسها، تدرك واجباتها كدولة نحو الناس، نحو البلد، نحو المنطقة والعالم،، نحن عندنا سلطة موجودة،، هذه السلطة لبقاء الحاكم كما هو وكما يشاء،، وعندنا دولة فساد، نعم موجودة، وهي أكبر من أي قوة موجودة.
لذلك أولاً عندما قامت الوحدة قامت على أسس غير صحيحة، وبالتالي صارت الهزات، لأنها قامت بين حزبين،، ومن وقع الوحدة حزبان وليس دولتين،، وبطريقة التقاسم وليس لها علاقة في تفكير في نظام مختلف ونظام مختلف وكيف التوفيق بين النظامين،، وكلٌ حاول أن يصهر الآخر في ذاته، فللأسف صهروا الناس،، وبالتالي صار ما صار حول الوحدة ولا زال حتى الآن،، ثم تفاعلت الأمور إلى أن انطلقت سمها ثورة أو انتفاضة، الاسم ليست القضية التي نتكلم عنها، وإن كان مهم من ناحية،، والحقيقة أن هذا الكلام كان موجود من قبل تونس حتى،، بداياته،، ثم بعد تونس زادت شوية المسألة،، وكان عندنا دورة للهيئة المركزية في صنعاء، قيادة حزبنا، وسألني بعضهم هل تتوقع «تونسة» أو «صوملة»؟ فقلت: بين بين،، فلن تكون «تونسة» بهذه السهولة ولن تكون «صوملة» –إن شاء الله– بهذه الصعوبة وبهذا التمزق، إنما أكثر من «التونسة» وأقل من «الصوملة».
وذكرنا في بياننا، عملنا مشروع لحل الأزمة اليمنية، كانت أزمة في ذلك الوقت، وقلنا نخشى أن تكون هذه آخر صرخة، هذا الكلام كان في 20 يناير، لإنقاذ بلادنا، ما لم سنكون مع شعبنا،، كان في توقع لما سيحصل، كان في اتصالات وكان في حركة في الشارع، انفجرت الأوضاع في بلادنا، وكان يُفترض أن السلطة تتعامل معها بطريقة مختلفة، لكن كان تفكير السلطة هو كيف تبقى وبس!! وهذا شيء طبيعي أنها تفكر كيف تبقى ولكن مش وبس!.. فسُخر الذكاء والمال والجهد في هذا الاتجاه.
الرئيس معروف بذكائه وهذا لا ننكره، والذكاء ميزة إن استخدمت في الطريق الصحيح، وتصبح مصيبة إن استخدمت في غير ذلك، وهي للأسف في الأخير،، استطاع أن يظهر الموضوع كله والقضية كلها والثورة كلها من الناس على أنها أزمة بينه وبين ستة أحزاب، الاخوان في اللقاء المشترك، نعم فيهم أحزاب كبيرة ومهمة،، لكن حقيقة الأمر ليست هكذا، نعم كان بينه وبينهم أزمة على اتفاق فبراير هو غير دستوري وعلى مسائل تعديلات دستورية وعلى لجان انتخابية كم لي؟ وكم لك؟
هذا كان قبل الثورة أو الانتفاضة أو سمها ما تسميها،، لكن هو استطاع أن يجعل هذا الموضوع مستمر، وكأنه الخلاف هذا، وكأنه هذه هي الأزمة.. فتعامل الناس من خارج اليمن اقليمياً ودولياً مع هذا الوضع كأنه أزمة بين الاخوان في المشترك والرئيس، خذ بالك مع الرئيس مش مع النظام،، فتمت حالتان في هذه المسألة، حالة تقزيم المسألة إلى أزمة سياسية بين الرئيس والمشترك، ثانياً شخصنة المسألة في شخص الرئيس، صحيح شخص الرئيس مهم، جزء كبير من أساس المصيبة والكارثة، لكن هو ضمن مؤسسة، ضمن منظومة كاملة للنظام، هي التي سمحت ببروزه، صحيح هو أسسها لتبقيه فحتى لو ترك من سيأتي بعده سيمشي على نفس الخط لأن النظام قائم الذي سمح بنشوء هذا التوجه من طريقة الحكم، التي هي إدارة البلد بالأزمات وليس إدارة الأزمات،، فتعامل العالم مع القضية على هذا الأساس أنها أزمة بين الرئيس والأخوان في المشترك، وجاءت المبادرات بناءً على هذا الأساس،، نحن لا نملك في هذه اللحظات إلا أن نشكر اخواننا في الخليج والعالم أيضاً، الدول الكبرى، سواء أوروبا وأمريكا على أن الدور الذي قاموا به في هذه المرحلة على الأقل تأجيل انفجار الأوضاع لمحاولة نزع فتيل.
قلت: وماذا عن المبادرة؟
قال: جاءت مبادرة الخليج، طبعاً منطلقة من أزمة بين المشترك والرئيس، فصيغت بهذا المستوى، لا شك أننا نعتقد بل نثق أن الاخوان في دول الخليج حريصون على اليمن وهذا شيء طيب،، نعتقد أنهم حريصون على أهمية حقن الدماء في اليمن، على عدم انفجار الأوضاع لأن هذا يهمنا ويهمهم، هذا أمر يُشكرون عليه ويُسجل لهم، ونعتقد أيضاً أنهم لا شك يدركون –لأنهم قريبون من اليمن ولصيقون في داخل اليمن من سفارات وغيرها بالناس– ويعلمون أنه للناس مطالب أخرى غير ما جاء في المبادرة، لا شك نعتقد أنهم سيضعونها في عين الاعتبار، لا أعتقد أنهم يهملونها، أشك في ذلك كثير، أعتقد أنهم يقصدون حلحلة لا اقول الأزمة بل الكارثة القادمة،، ابعادها،، وبالتالي يجوز أنهم بدؤوا يأخذونها على جزئيات،، وهذا ما نعتقده، نزع الفتيل، عدم الانفجار، الاستجابة لمطالب الناس في الشارع.
علينا أن نعلم اليوم أنه لن تمر أمور دون الاستجابة لمطالب الناس، ومطالب الناس ليس فقط رحيل الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، هو لا بد أن يرحل وأيضاً رحيل كامل النظام، وأعتقد أن هذا سيكون في بال كل من أدلى بدلوه في هذه القضية،، نأمل أن يكون ذلك، نثق أن هذا في بال الأخوة في دول الخليج،، نحمد لهم هذا الجهد لحقن الدماء، لأزلنا ايدينا على قلوبنا من هذا، معلومات تأتي من الداخل ألا أحد في الساحات من الشباب أو غير الشباب قابل بشيء من هذا القبيل، من أن تنتهي المسألة عند جزيئية معينة،، ولكن نرجو أن تستمر الجهود لتغطية كل القضايا المطلوبة من الناس، هذا ما نرجوه وإلا الله يستر.
قلت: الذي يطلبه الناس على وجه الدقة؟
قال هذا معلن، فلا أقول سراً،، هو إنهاء النظام،، وبالتالي إتيان بنظام جديد.
- وهل البديل جاهز؟
- نعم، سهل، قيل عن مصر ما لها بديل، مش صحيح.. البديل هو نظام نقيض،، إذا هذا النظام مركزي فالبديل نظام غير مركزي،، إذا هذا النظام فاسد فالبديل هو نظام غير فاسد،، إذا هذا النظام متحكم فيه شخص فالبديل هو نظام ديمقراطي مدني،، حتى الانتقال الآمن للسلطة يمكن حلّه، ليست بالمعضلة،، إذا تضافرت الجهود الاقليمية والدولية مع الجهود المحلية المدركة لمخاطر الموضوع،، وأظنها ستتضافر في المراحل القادمة، ويجب أن تتضافر، وإلا الله يستر.
- سألته وماذا عن التخوف من وجود مصالح مالية تحول دون التسليم الآن؟
- لمن المصالح المالية؟
-قلت: لكل الأطراف الموجودة في النظام بمن فيهم الذين انشقوا عن الرئيس نفسه
- قال: ألم يكن ذلك الخوف موجود عند بن علي وأصحابه، ألم يكن ذلك الخوف موجود في مصر العظيمة، مصر الدولة فعلاً، الدولة فعلاً؟!
- قلت: والسلاح؟ مصر لم يكن فيها سلاح بهذا الشكل.
- أجاب: مصر فيها سلاح لكن القضية ليست هكذا،، السلاح عندنا لا يُستخدم إلا إذا دعت الأسباب لاستخدامه، لا يُستخدم هوى،، والقبائل عندنا أذكى من أن يستخدموا السلاح هوى،، الشعب عندنا معظمه قبائل،، واليوم في الساحات معظمهم قبائل من غير أسلحة،، ويُقتلوا شبابهم ولا يأخذوا بالثأر، مع أنه بإمكانهم،، هذه الحركة، هذه الثورة، هذه الانتفاضة، سمها ما شئت، احدثت انقلاب نفسي عند الناس، انقلاب أهمه أن بإمكاني أن أحصل بالسلم على شيء من حقوقي أو على حقوقي، انقلاب اعطاني فهم كقبيلي أن أحضر وأن أنشط وأن وأن أن دون أن أحمل سلاحي،، هذا جديد في بلد كاليمن، ويثبت أن بالإمكان أن البلد تمر بسلام وأن السلاح الموجود مع القبائل وغيرها لا يشكل خطر على الأمن،، الذي يشكل خطر على الأمن هو الدواعي التي تُخلق لاستخدام السلاح، وليس السلاح نفسه.
أصحاب الميدان السياسي
- قلت: لدينا الآن في الواقع على الميدان،، مجموعة متمسكة بالسلطة برئاسة الرئيس علي صالح وتدافع عنه لآخر مدى وأمس تكلم بتمسكه بها،، ثم مجموعة من المعارضين يحاولوا يتنازعوا السلطة،، ثم الشارع،، إلى أي مدى هذا التوصيف دقيق؟ وإلى أي مدى التوصيف الذي يتحدث عن أن الصراع الحالي هو صراع مال وصراع نفوذ وسيطرة على المال في اليمن صحيح؟
-قال: لا شك أن أي صراع سياسي هو صراع مصالح،، سواء كان مصالح للناس أو مصالح ذاتية للمتصارعين،، عندنا وعند غيرنا،، عندنا لا شك للأسف قد يغلب على الصراع السياسي صراع المصالح إما الذاتية أو الحزبية ثم تأتي المصالح الوطنية،، لكننا اليوم ما عندنا مال،، عندنا فقر،، البلد أخذوه،، الذي بقي لدينا فقر،، سيتصارعون على ماذا؟!! ممكن تقول أنه دفاع عن المال الذي أُخذ،، إلى متى سيدافعون؟.. الرئيس السابق حسني، يُقال أنه عنده والله أعلم، لم يستطع الدفاع عنه،، لا أحد يستطيع يدافع عن مسائل كهذه،، والحاكم الشاطر لو من البداية توافقوا مع الناس ما كان أحد ساءلهم على هذا. الآن كل ما يتأخر حل القضية للناس كل ما تزيد مطالب الناس،، المحاسبة على أموال، على أرواح، على السجن، على ممتلكات الناس التي أخذوها، على ممتلكات البلد من أراضي وغيره، والقائمة تطول،، ولا يملكون أن يمنعوا هذا،، هم يملكون أن يزيدوا القائمة.. قائمة المحاسبة.. وكل ما نريده –نحن كرابطة مثلاً– أن بلادنا تسلم من التمزق، تسلم من الانهيار، تسلم من سفك الدماء، أما المال سهل،، المال يأتي بدله مال.
- قلت: هل سيناريو الدم واردا؟
- نقول يا رب : لا.. ولكن المؤشرات كثيرة تقول نعم.. لأنه من تجارب الماضي، نرجو ألا تتكرر، أن معظم الأزمات فهذا النظام يحلها بالدم، أو على الأقل يبدأ حلها بالدم ثم يتفاوض.. وهذا الخوف،، وهذه المرحلة لو انفجرت الأوضاع لن تكون سهلة،، ولكني لست من المتخوفين على المنطقة وعلى مصر وقناة السويس والبحر الأحمر،، فالذي سيدفع الثمن الحقيقي هو اليمن،، ولن يجد أحد فرصة لأذية الآخر، كلٌ سيكون مشغول بكيفية الحفاظ على ذاته.. فلا خوف.. هذا النظام يخوّف العالم، يخوّف الخليج، يخوّفهم من «القاعدة».
- وماذا عن القاعدة؟.
- نعم «القاعدة» عندنا، لا أحد ينكر ذلك، لكن هل هي بالحجم الذي يُتصور؟، لا أعتقد.. ثانياً: هل لو هناك دولة تُعْمل، ليس 100% ولكن بطريقة معقولة النظام والقانون، هل هذا سيقلص «القاعدة» أم سيوسعها؟ حتماً سيقلصها.. هل لو كان هناك دولة تقيم شيء من العدل ألن تقل «القاعدة»؟.. إذا كان دولة تقيم شيء من المواطنة «السوية» وليس «المتساوية»، نرى أن المتساوية تأتي ضمن السوية، ألن تقل «القاعدة»؟، طبعاً ستتقلص.
مسار ونصوص المبادرة
- قلت كيف ترى مسار المبادرة؟
-قال بالأمس الأخوة في المشترك أعلنوا، هم الوحيدون المعنيون بهذا لأنها موجهة لهم،، وهم ليسوا المعارضة، هم جزء من المعارضة، ولن يمنعهم أحد، ولا أحد يمنع أحد من الاتفاق والمحاورة، وكل حزب من حقه أن يتحاور وفي النهاية هو يلزم نفسه.. نحن، ما فيه مصلحة لبلادنا، وما فيه حقن للدماء في بلادنا، وما فيه تحقيق لمطالب الناس في الشارع، كما قال اخواننا في الخليج في بداية تصريحاتهم أنهم مع خيارات الشعب اليمني، ما جاء مع هذا فنحن معه، ولن يأتي من اخواننا في الخليج إلا ما يتناسب مع هذا،، وبالتالي هم سيوقعوا الاتفاقية،، لا نعلم بالضبط متى؟،، فيه رفض كثير في الشارع لها، ما يعنينا نحن،، يعنينا أن نقول : نرجو أن يؤخذ في الاعتبار كل القضايا، فيه معارضة أخرى، فيه حراك جنوبي، في قضية جنوبية قائمة، فيه شباب هم أصحاب الثورة وهم أصحاب القرار،، ولم يوكّلوا أحداً حتى الآن.
لكن من حقي أنا كحزب أني أحاور وأن أوقع عن نفسي، أما حكاية أني أقدر أنفذ أو لا،، فهذا موضوع آخر.. فالمفروض أنهم يوقعوا الاتفاقية وبعده بيوم واحد يقوم الرئيس علي عبدالله صالح يعين حكومة، يشكل حكومة، يكلف حكومة، يرأسها أحد الاخوان من المعارضة كما يقولون، ولكن أقول من المشترك، المعارضة ليست مدعوة، وأنا كحزب رابطة لا أريد أن يكون اسمي في الحكاية دي،، إذا كان لنا قسم فيه فيأخذوه، لأنه شيء لم نشترك فيه من أساسه فلا نقبل على أنفسنا أن نكون فيه،، لكن لم نمنع أحد أن يتحمل مسؤوليته، كلٌ يتحمل مسؤولية فعله،، سيشكلون حكومة 50% من المؤتمر الشعبي العام و50% من الباقين.
وبعد ذلك بتسعة وعشرين يوما يصدر قرار من مجلس النواب بقانون يضمن حصانة للرئيس وكل من عمل معه مدة حكمه، محصنين من أي ملاحقة حول أي شيء سياسي أو مالي أو غيره،، اليوم التالي يقدم الرئيس استقالته لمجلس النواب، خلي بالك سيادتك مجلس النواب ينتهي اليوم، يمكن يتم تمديده 15 أو 20 يوماً أو من تاريخ مزاولته للعملية، بعد قبول استقالته من مجلس النواب، يتولى نائبه، سواء هذا الموجود أو يعين نائب قبل ذلك، الرئاسة لمدة شهرين، يعد فيها البلد لانتخابات لرئيس جديد للجمهورية، ولا نعرف طبقاً لنظام رئاسي أو برلماني، لأنه لو طبقاً لنظام برلماني فالرئيس ينتخب من مجلس الشعب، لأنه ليس له صلاحيات فما في داعي لإزعاج الناس لانتخابات لرئيس جمهورية ليس له صلاحيات،، ثم بعد ذلك الرئيس يكلف لجنة لإعداد الدستور،، هم يتكلمون أن هذا طبقاً للدستور الحالي.
فيه لخبطة كثيرة في الموضوع، الرئيس ليس له صلاحية لتكليف لجنة، من حقه أن يرسل مواد للتعديل للبرلمان ولها اجراءات معينة،، لكن أن يشكل لجنة لإعداد دستور جديد! يعني نتجاوز عن المسألة الدستورية لأن لا أحد ماشي على الدستور،، لكن هذا الاجراء الذي جاء في الاتفاقية، فيُنتخب برلمان والحزب الذي لديه أكثر المقاعد البرلمانية يكلفه الرئيس بتشكيل الحكومة،، إذن لم نغير شيء في النظام،، غير الدستور لسه لم نعرف أيش هو؟ هل هو دستور لدولة مركبة أو دولة بسيطة،، نحن نطالب منذ سنوات بدولة مركبة،
نطالب منذ سنوات بالفدرالية،، وقلنا فيدرالية على اقليمين،، والجميع هاجمونا على الكلام هذا،، والان الجميع يطالب بها وأشكر الله على ذلك وأنها الحل الوحيد،، القضية الجنوبية أيش مصيرها؟ نحن نقول في الرابطة: أن الحد الأدنى الذي يقبله الناس اليوم هو فدرالية على اقليمين،، فدرالية بين الشمال والجنوب،، دون ذلك لا نعتقد أنه سيكون مقبولاً على الإطلاق.
هذا ليس معقولا
- يعني تعتقد أن ما يجري الآن هو ترحيل أو تأجيل للمشكلة الأساسية؟
- ليس إلغاء لها،، لا أحد يستطيع إلغائها.. قد تكون هذه الحكمة ونحن لا نعلمها عند الأخوة في دول الخليج،، رأوا صعوبة في حلها جملة واحدة،، فيحاولوا يحلوها على أجزاء،، الله أعلم،، إن كان ذلك فذلك أهون،، ما اعتقد أنهم يعتبرون أن هذه كل المشكلة،، أن كل هذه المصائب التي جارية في اليمن عشان أحزاب المشترك والرئيس! ليس معقول الكلام هذا.
- هل الشباب الواقفون الآن في الشوارع يمثلون تيارات معينة أو الكل؟
- كل التيارات فيها،، فيهم من المشترك، ومن الرابطة، ومن المستقلين، ومن منظمات المجتمع الوطني، ومن أحزاب أخرى، فيهم من الكل، فيهم مؤتمر شعبي سابقين.
ماذا يجري في حضرموت؟
- سألته: ماذا عن موقف حضرموت مما يجري؟
- أجاب: حضرموت فيها نفس الموقف، فيها نفس الساحات بها معتصمون،، وصار فيهم قتل وتحملوا ما تحملوه،، حضرموت لها تميز معين لا شك،، وهناك محاولة لصراع في حضرموت يُبتدع، بعض متطرفين للأسف يحاولوا يكونوا أقرب للسيطرة على بعض الأوضاع وحتى الآن ليسوا بقادرين،، ونحن لنا تواجد طيب،، والأمور نحاول أن تسير في طريق بعيد عن الانفجار بين الناس، إبعاد حضرموت عن الصراع، وهذا في غاية الأهمية، لأن في هناك من يريد أن ينقل الصراع إلى حضرموت،، حتى الصراع الذي على اساسه انقسم الجيش يُراد نقله إلى حضرموت،، هذا نحاول نمنعه لأنه كارثة فحضرموت ليس لها ناقة ولا جمل في أن تصارع صراع بين طرفين في القوات المسلحة كل طرف يأتي بجماعة مدنية ويتم اسناد كل جماعة فهذا غير مقبول أبداً.
الوساطات المحلية
- بموازاة الجهود الخليجية، ألم تكن هناك جهود يمنية داخلية؟
- للإصلاح لا يوجد جهود يمنية،، لأن الناس وصلوا لمرحلة لا يستطيعون التوسط بين طرفين.. جهود بين من ومن؟.. عشان كده اقول لك أنه الفكرة أنها كانت بين فلان وفلان أو بين اربع أو خمسة أو ستة أحزاب وبين علي عبدالله صالح كشخص، هذا كان زمان، لكن المرحلة جديدة أصبحت ليست هكذا،، أصحبت بين ناس مع النظام وهم أقلية، وبين معظم الشعب الذي ضد النظام، من يتوسط معاهم محلياً؟.. لذلك نقلوا هذه الفكرة خارجياً بأن كل الحكاية أزمة سياسية، وقد نجح فيها الرئيس،، ولكن قد تكون الدول عارفة، وليست ساذجة،، وإنما حاولت أن تعالج الأزمة كما حاولوا أن يظهروها لها مع علمها بحقيقة الأزمة.. على أساس أنها قد –أو هكذا ما نتمناه– تمرحل الحلول وهذا شيء طيب،، ولكن لا تزال القضية الجنوبية قائمة، وستظل قائمة بدون حل حتى الآن.
- القضية الجنوبية من يرفع شعارها؟
- كثيرون،، الحراك أهم جانب، ونحن نرفع شعارها، وغيرنا يرفع شعارها،، هذه مطالب عادلة ومشروعة هذا من جانب،، ومن جانب قد يكون هناك تباين في الحل،، أما الكل مجمع على الظلم الواقع على الجنوب.
- وماذا عن اليساريين الماركسيين القدامى؟
- قصدك الرموز السابقة،، لا شك أنها شخصيات معروفة ونعرفها ولها مكانتها،، لأنها أدت دور في مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ المنطقة وهي مرحلة الحرب الباردة،، وكان لها دور واتقنت هذا الدور،، وأدته على الوجه الأكمل بالنسبة لنظرتها،، أما بالنسبة لنظرتنا عكس،، لا شك أنها قامت بهذا الدور في مرحلة الحرب الباردة، هل تستطيع أن تقوم بدور الآن، ليش لا، الله أعلم.
- ألم يحصل لقاء أو اتصال بينك وبين بعض القيادات؟
- دائما نتواصل، التواصل موجود.
- مثل من؟
- كلهم، فنحن لا نقطع صلاتنا بأحد، أولاً،، ثانياً نحن لا نحاول أن نقصي أحد وليس من حقنا،، لا نحاول ولا نستطيع أن نقصي أحد ولا نريد أن نقصي أحد، لأن في اعتقادنا أن البلاد مفتوحة للجميع،، حكاية أن من له دور أو من قد انتهى دوره فهذا موضوع آخر وليس نحن أصحاب القرار فيه، الظرف نفسه الذي يقرر هل فلان من الناس أو رمز من الرموز هل كفى قد أدى دوره في الماضي في اتجاه معيّن وممكن يغيّر في اتجاه آخر، ليش لا؟ وفي من يقول لا.. هذا يحدده الظرف،، لكن نحن كحزب نرفض الإقصاء، لا نسمح لأحد يقصينا ولا نستطيع ولا نحاول أن نقصي أحد.
الرئيس القادم
- على الطريقة المصرية، بدأت في ترشيحات لبعض الأسماء من السياسيين القدامى أنهم يأتوا أو يشكلوا مجلس رئاسي؟
- مجلس رئاسي ليش؟ إذا كنّا نتكلم على نظام برلماني، ده كتير قوي أن يكون في رئيس،، لماذا آتي بمجلس رئاسي ليس له حاجة؟.. ممكن نقبل الكلام هذا خلال الفترة الانتقالية،، إلى أن يتأسس نظام برلماني،، أما إذا قام نظام برلماني أو دستور على أساس نظام برلماني فالرئيس نفسه يصبح رمز سيادي للبلد.
- ماذا عن المرحلة الانتقالية التي تراها؟
- هم حددوها في الاتفاقية،، كان بعض الزملاء وبعض الشباب يطرحون لماذا لا تكون طريقة أخرى.. مثلاً لماذا لا يتم تشكيل مجلس عسكري؟ قالوا: العسكر تابعين علي عبدالله صالح،، قلنا: مش لازم، ثم إذا هو سينتهي هو ونظامه فإنهم لن يكونوا تابعين لأحد إنما تابعين لأنفسهم،، مجلس عسكري مكوّن من وزير الدفاع ورئيس الاركان ونواب رئيس الاركان وقادة المناطق وقادة الأسلحة،، والمجلس العسكري له مهمة واحدة هي يستلم السلطة –ممر آمن– لفترة قد تكون يوم أو شهر،، إلى أن يتشكل مجلس وطني،، هذا المجلس الوطني هو المهم لأنه سيتشكل من الجميع لا يستثني أحداً، سواء تيارات سياسية أو اجتماعية، حركات شبابية، حراك، كله، لا يستثني أحداً،،
- بمن فيهم رموز النظام الحالي؟
- لا, لا, نحن نتكلم عن نظام انتهى،، وإلا سنرجع نعمل ثورة ثانية مثل ما حصل في مصر،، نظام انتهى،، وليس كرهاً لهم،، ولسنا ضدهم كأشخاص،، ولكنهم تعايشوا مع نظام ومن الصعب أنهم يتغيروا,, فلماذا أجبرهم على شيء هم ليسوا قادرين عليه.. وإنما هم كأشخاص نحترهم ونقدرهم، الله يسهل عليهم،، هذا المجلس ينشئ عنه مجلس رئاسي مؤقت،، وينشئ عنه حكومة مؤقتة،، وينشئ عنه من الاكاديميين المتخصصين بالقانون الدستوري والقانون العام،،
- هل لديكم من الرموز ما يصلح لتكوين مجلس رئاسي مؤقت؟
- نعم، كثير،، من قال أن اليمن عقيمة لهذه الدرجة؟ اليمن ولاّدة،، من الشباب الجديد ومن القدامى،، وهم قادرون،، وعلى درجة عالية من الفهم والعلم في السياسية، وناس لها تجربة.
- أنت مع الجزئية الواردة في المبادرة من عدم مساءلتهم عن الفلوس، حقناً للدماء؟
- أنا شخصياً لا أملك الحق أن أقول كلام مثل هذا،، لأني لست مفوضاً من أحد حتى أعفي أو أصفح أو أعاقب،، من أنا؟ أنا أو غيري؟.. يعني إيه حقناً للدماء؟! يعني واحد رئيس عصابة أخذ فلوس، يا تعطوني يا... ربما القصد من ذلك تسهيل نقل السلطة أكثر من أي شيء ثاني،، وليكن تسهيل نقل السلطة يعملوها هم،، نحن لسنا داخلين في المسألة هذه والحمد لله.. الذي يملك حق أنه يتنازل، يتنازل،، أنا كرابطة أو عبدالرحمن الجفري لم يوكّلني أحد أن أقبل أو أرفض أمر مثل هذا،، من هو موكّل الله يسهل عليه،، نحن أي شيء فيه حقن لدماء الناس لن نعترض عليه.
الرسالة الاخيرة
- الرسالة الأخيرة التي تقولها لعلي صالح؟
- أنا ما عندي رسائل له،، عندنا الميت لما يموت يلقّنوه،، بعض المذاهب لا تجيزها،، في واحد بدوي عندنا أيام قتال القبائل،، لديه ابن شاب طائش، ينصحه يا ابني لا تمشي كثير، يا ابني لا تروح بعيد سيقتلوك القبائل المضادة،، ولم يسمع،، فقتلوه،، وعند قبره جاء الملقن يلقنه،، فقال له الأب: لا تلقنه، قد لقنته وهو حي.. أنا قلت للرئيس في آخر لقاء لنا معه،، نحن دخلنا في حوارات كثيرة معاه،، وكنّا حريصين أن لا تكون حوارات إعلامية،، كنّا حريصين أن نصل إلى شيء للبلد لأن ما لنا مطالب شخصية،، آخرتها أدركت للأسف أنه ما فيش فايدة،، قلت له: يا الأخ الرئيس ما نطرحه عليك الآن، سيأتي يوم قريب تلهث تطالب أن يقبله أحد منك، فلن يقبله منك أحد حتى نحن،، ولم ألتقِ به بعد ذلك.. فللأسف.. هو ذكي جداً، ولا أكرهه، وأقولها بوضوح هو رجل لا يدع أحداً يكرهه،، ودود ذكي مرن في الظاهر، يوهمك بأنه سيوافق لك على كل شيء بل يوافق لك على كل شيء ولا ينفذ شي،، هذه اشكاليته،، نحن اتفقنا على كثير من المسائل الاصلاحية للبلد لكن ثاني يوم يتغير،، مرة بعد ساعتين تغيّر،، تلفون بطلنا،،
- بفعله هو أو بفعل مستشاريه؟
- بفعله أحياناً، وأحياناً بفعل غيره من جماعته، يستنصحهم فيقولوا له: أنت أخطأت في هذا، وهو يقبل،، فيه المرونة الظاهرية موجودة ولكن للأسف ضيّع فرص كثير،، وأنا التقيت به عندما عدت سنة 2006م لأني دخلت معه في الانتخابات على أساس في اصلاحات ستتم،، حتى بعض الناس يقولون لماذا الآن أنتم ضده وكنتم معه؟.. قلنا حزب الإصلاح رشحه مرشح عنه،، الأخ اليدومي رئيس الإصلاح قال في الدورة التي قبل هذه: مرشحنا للرئاسة علي عبدالله صالح وعلى المؤتمر الشعبي العام أن يبحث عن مرشح آخر،،
في آخر انتخابات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الله يرحمه، كان من مؤيديه،، نحن أيدنا ترشيحه لسببين، السبب أن المرشحين الذين أمامه، فيهم واحد نزيه وممتاز، وكلهم كويسين، بس بن شملان، رحمة الله عليه، كان طيب،، ولكن الطيبة ليست هي المواصفات الوحيدة،، النزاهة وحدها مهمة لكن لا تكفي وحدها ليكون رئيس،، فقلت له أمام الجماهير: لو في واحد أنسب منك والله العظيم لانتخبناه هو،، واتفقنا على اصلاحات وأعلنها يومها،، ولم يتم منها شيء،، وقلت له: يا أخ الرئيس نحن جئنا نريد منك حاجتين: تَصلح وتُصلِح،، إن صَلحتَ وأصلحتْ فنحن سنكون معك،، للأسف ما حصل شيء،، خسارة كان ممكن لو سار في طريق صح أنه ينفع البلد.. لكن للأسف ما أراد الله له أن يصير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.