بدأ وزراء منظمة أوبك طرح تصوراتهم في كيفية معالجة مسألة ارتفاع أسعار النفط قبل موعد انعقاد اجتماع المنظمة في الثلاثين من شهر مارس الجاري في فيينا، اذ قالت الامارات العربية المتحدة ان اوبك قد تضطر الى اعادة النظر في اتفاق خفض الانتاج من ابريل، وقالت ايران انها متمسكة بالتخفيضات. وجاءت تصريحات الوزراء قبيل بدء الدورة الرابعة للمؤتمر الوزارى لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعى الذي عقد بالقاهرة يوم أمس الأول حضره وزراء البترول وممثلو 15 من الدول المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعى.وأكد عبيد الناصري وزير النفط والثروة المعدنية الاماراتي ان قرار منظمة أوبك في العاشر من فبراير الماضي بالجزائر تخفيض الانتاج ابتداء من أول ابريل المقبل ساري المفعول ويفترض تنفيذه. ولفت الناصري الى امكانية اعادة النظر في هذا القرار اذا كانت الاسعار ومخزونات النفط العالمية تسمح بذلك عند انعقاد مؤتمر "أوبك" العادي القادم في 30 مارس الجاري في فيينا لمراجعة قرار الجزائر تخفيض الانتاج مليون برميل يوميا قبل يوم واحد من بدء تنفيذه. وقال ان أوبك قد تعيد النظر في القرار اذا استجدت أمور اخرى وحتى الاجتماع ورأى الوزراء انها تبرر اعادة النظر في القرار مؤكدا ان مستويات الاسعار ومستوى المخزونات النفطية في الدول المستهلكة ستحدد اتجاه أوبك نحو اتخاذ قرار جديد. وكان اتفاق أوبك الشهر الماضي على خفض الإنتاج مليون برميل يوميا أو أربعة في المائة قد ساعد على رفع أسعار النفط الى أعلى مستويات لها منذ قبيل الغزو الاميركي للعراق. وقال وزير النفط الايراني بيجن نامدار زنغنه ان ايران متمسكة بقرار اوبك خفض الانتاج من اول ابريل وانها أبلغت زبائنها بالفعل بعزمها خفض شحناتها النفطية اليهم. وحول مستوى أسعار النفط الحالي قال الوزير الايراني "لا نرى مشكلة مع الوضع الحالي". مضيفا "التزمنا بقرار اوبك وأخبرنا زبائننا اننا سنقلص مخصصاتنا اليهم". وقال زنغنه حينما سئل هل مازال قلقا بشأن الربع الثاني "انه شاغلنا الرئيسي". وتقترب الاسعار الآن من أعلى مستويات لها منذ قبيل الغزو الاميركي للعراق اذ حفز النمو السريع في الطلب على النفط في الصين وانخفاض مخزونات الوقود في الولاياتالمتحدة على موجات شراء من صناديق التحوط. ويقول وزراء ان اوبك ستمضي قدما في تنفيذ الخفض المتفق عليه في أبريل بالرغم من ارتفاع اسعار النفط. وتخشى أوبك التي تملك نحو نصف صادرات النفط الخام في العالم أن تهبط الأسعار بشدة في الربع الثاني للعام حينما يقل الطلب بعد فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وكان قرار أوبك خفض الانتاج قد قوبل برد غاضب من الحكومة الاميركية التي تشعر بالقلق من أثر ارتفاع تكاليف الطاقة على النمو الاقتصادي في عام الانتخابات. وقال زنغنه "بعض الاشياء الاخرى خارج نطاق سيطرتنا حدثت في السوق ولا يمكننا في اعتقادنا أن نفعل شيئا اخر للتحكم في السوق". وقال رئيس اوبك بورنومو يوسجيانتورو ان المنظمة سوف تواصل تجاوز حصصها الانتاجية الرسمية لتحول دون خروج الاسعار عن نطاق السيطرة. واتفقت اوبك على خفض السقف الرسمي الى 23.5 مليون ب ي من اول ابريل. وقال زنغنه "لدينا في السوق فائض غير رسمي في الانتاج ويبدو انه ليس لدينا أي نقص". ومن جانب أخر، استعرض الوزير الايرانى على هامش منتدى مصدري الغاز مع نظيره المصري سامح فهمى امكانيات دعم التعاون المشترك بين البلدين فى مجالات الصناعات البترولية والغازية والبتروكيماوية . وأوضح فهمي ان المباحثات أوضحت وجود رغبة قوية من الجانبين لتعزيز التعاون المشترك فى مختلف المجالات. وكان وزير البترول المصري قد ذكر ان المكانة المتميزة للدول ال 15 المشاركة فى اعمال المنتدى سيسهم فى تحقيق الاستقرار لتجارة الغاز العالمية بما تمتلكه من احتياطات ضحمة تمثل 75 بالمائة من الاحتياطات العالمية للغاز وتسهم بنسبة 50 بالمائة من انتاجه العالمي واكبر من 90 بالمائة من الصادرات العالمية للغاز الطبيعي المسال . وتناول المنتدى التنسيق في مجالات البحث عن الغاز وتنميه الحقول المكتشفة ومشروعات تصنيع واسالة الغاز ومستقبل إمدادات الغاز بالأسواق العالمية وكذلك اقتراح مصرى بوضع آلية لتسعير الغاز بالاسواق غير مرتبطة بأسعار النفط الخام. بيجن زنغنه