أعلم أن اغلب الجماهير الاتفاقية الحالية لم يشاهدوا اتفاق الامتاع الماضي على الطبيعة ولا يعلمون ماذا قدم هذا الجيل الذهبي القديم للكيان الاتفاقي من اخلاص وتفان وروح عالية، بعيدا عن البطولات التي بلا شك كانوا الأكثر حرصا على تحقيقها، والدليل الأولويات التي تميز بها هذا الجيل والتي ما زالت مسجلة باسم الاتفاق والى الأبد. في زمن هؤلاء النجوم القدامى، كانت كرة القدم تلعب للمتعة ومن اجل إسعاد الجماهير، فكان الولاء للنادي كبيرا وكان حب اللاعبين لناديهم بمثابة الحرص على تحقيق الانجازات والبطولات، فكانت المصلحة العامة هي الأهم بالنسبة لهم. ولا اقصد أن المباريات الاربع الاخيرة والتي اخفق فيها الفريق في دوري عبداللطيف جميل هي السبب لهذه الأمنية، بل القصد الاستفادة من خبرة هؤلاء الذين بلا شك لن يبخلوا على اتفاقهم بأي شيء، بل تجدهم يحترقون مع كل مباراة يلعبها فريقهم، فهم ينتمون له المزيد من الانتصارات والنجاحات التي تؤدي لإسعاد الجماهير واسعادهم شخصيا. فهم نجوم من ذهب وأسماؤهم رنانة وما زال الحديث معهم أو حتى الجلوس والاستماع لهم فخرا لكل اتفاقي عاش تلك الأيام الجميلة التي لن تعود الا بعودة اتفاق زمان، وهذا يتطلب الإخلاص والقتالية وحب الشعار وتقديم كل الامكانيات الفنية، لان وراء هذا الفارس جمهور ينتظر منه الكثير. أما الآن، فإن كرة القدم تلعب من اجل المادة، فمنذ ان دخل عالم الاحتراف الى ملاعبنا وأصبح الولاء للمادة وهذه هي طبيعة الحال في جميع أنحاء المعمورة، ولكن لا بد من الاستفادة من هذا الجيل، وهو ما يسمى بالجيل الذهبي للنادي من خلال الخوف عليه وأيضا من حيث القيم والمبادئ التي يمتلكونها وبذل أقصى جهد من أجل الارتقاء بالنادي الى مكانته الطبيعية، ومن اجل أيضا الجماهير الاتفاقية العاشقة. ماحدث للاتفاق امام التعاون ليس غريبا، وحدث من قبل، وسيحدث في أي وقت، وسبق وكررنا وتحدثنا على ان كرة القدم 90 دقيقة ،ولا تنتهي الا بإطلاق الحكم صافرته، لكن مع لاعبي الاتفاق يختلف الحال، فمهما كان الفريق متقدما بالنتيجة، تجد جماهيره يضعون ايديهم على قلوبهم، لانها لا تثق أن فريقها قد ينهي المباراة لصالحه، ولانهم تعودوا على مثل هذه الحالات، انهم يفقدون النتيجة بأي لحظة بسبب رعونة وتصرف غير مسؤول من اي لاعب داخل الملعب. احمل اخفاق الفريق حتى الآن للادارة في المقام الاول، واللاعبين ثانيا اما المدرب غوران قد اعذره؛ لأنه لم يجد الادوات التي تساعده أو لم يجد الوقت الذي يمنحه فرصة تعديل وضع الفريق، وكذلك عدم ظهور بعض اللاعبين المميزين بأدائهم المعروف، حيث إنهم لم يساعدوا المدرب بذلك، كما ان العنصر الاجنبي لم يكن موفقا في مجمل المباريات، وما يحدث للفريق يتحمله الكل اما اللاعبون فلا بد ان يمسحوا الصورة التي ظهروا عليها والتي لا تناسب مكانة فارس الدهناء.