تراجع احتمال شن هجوم وشيك للجيش العراقي على مدينة الفلوجة، فيما حاول مفاوضون التوصل إلى اتفاق ينسحب بموجبه مسلحو القاعدة الذين يسيطرون على المدينة منذ عشرة ايام، ويفسح المجال لزعماء العشائر لاستعادة السيطرة على مقاليد الامور، ويسود هدوء مشوب بالتوتر في الفلوجة وتشير تكهنات الى مواجهة طويلة، من جانبه أعلن مجلس الأمن عن دعمه لحملة المالكي على الأنبار. وقال الجيش وسكان: إن الدبابات والمدفعية والقوات الموجودة حول المدينة التي تقع على بعد 70 كيلو مترًا غربي بغداد لن تهاجم فيما تستمر الجهود لإنهاء الأزمة سلميًا. وبدأ السكان العودة إلى مدينة الفلوجة العراقية المحاصرة، فيما بدأ المسلحون وقوات الحكومية يستعدون لمواجهة طويلة. وهناك مقاتلون ذوو صلة بالقاعدة ورجال العشائر على مشارف المدينة، في حين إن قوات الجيش والشرطة العراقية ترابط في مكان قريب. وخيم هدوء مشوب بالتوتر على المدينة، رغم المعارك المتقطعة التي تهز الرمادي والمناطق المحيطة في محافظة الأنبار. واتخذ الجنود العراقيون مواقعهم داخل وحول المدينتين، لكنهم لم يشنوا أي هجمات كبيرة، خوفًا من أن يؤجج سقوط أي ضحايا في صفوف المدنيين الغضب، ويدفع زعماء القبائل المعتدلين إلى دعم المسلحين. غير ان المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري قال للاسوشيتدبرس: إن صبر الحكومة لن يستمر الى الأبد. وقال العسكري: "سنتحلى بالصبر طالما كانت هناك حاجة لذلك، ولكن ما لم يكن هناك حل آخر، سوف تدخل قوات الأمن والمقاتلون العشائريون هاتين المدينتين". اشتباكات ضارية وتجددت اشتباكات ضارية، بين القوات العراقية الخاصة ومتشددين ينتمون الى القاعدة في قرية البوبالي بين الفلوجة والرمادي. وقال ضابط شرطة تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه ليس مسموحًا له بالتحدث الى وسائل الإعلام: إن العديد من مركبات الجيش في البوبالي لحقت بها أضرار جراء انفجار عبوات ناسفة زرعها المتشددون في جانب الطريق. مدينة أشباح ويقول ضاري العرسان، نائب محافظ الأنبار والذي يعيش في الفلوجة: "الخدمات الحكومية والوضع الطبي في الفلوجة سيئ للغاية، بسبب غياب الموظفين الحكوميين وعناصر الشرطة.. مسلحو القبائل هم الذين يسيطرون على المدينة". وأضاف العرسان "الرمادي تتحول إلى مدينة أشباح بعض الغروب. تشريد 11 ألف أسرة من جهتهم، حذر مراقبون دوليون من نقص الغذاء والوقود وغيرها من الحاجات الضرورية، لاسيما في الفلوجة. وتظهر مراجعة للأمم المتحدة أن أكثر من 11 ألف أسرة تشردت جراء القتال في الأنبار. ووصف مبعوث الأممالمتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف، الوضع في الفلوجة بأنه "متقلب للغاية"، مشيرًا إلى أن المدينة لا تزال تخضع لسيطرة جماعات عديدة مسلحة. وأضاف ملادينوف "استعادة النظام في الفلوجة، وطرد العناصر الإرهابية من المدن وتقديم المساعدات الانسانية، كلها قضايا تحتاج إلى أولويات فورية". مجلس الأمن وأعرب مجلس الامن الدولي عن دعمه للحكومة العراقية في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من القطاعات بالقرب من بغداد، والتي كانت سقطت بأيدي إسلاميين مرتبطين بالقاعدة. وأعرب اعضاء مجلس الامن ال15 في بيان عن دعمهم لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. المالكي يتهم من جهته، اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، امس السبت، بعض السياسيين بالوقوف وراء تنظيم القاعدة، معتبرًا ان وصف ضرب الارهابيين بالعمل الطائفي "وباء كبير". وأكد المالكي في كلمة ألقاها خلال احتفالية لكتلة الوفاء العراقي لدعم الأجهزة الأمنية، ونقلها موقع "السومرية نيوز" الإخباري أن قضية دعم الجيش والاجهزة الامنية في محاربة الإرهاب لا تتحمل الخلاف، مشيرًا إلى أن الحكومة لن تسمح أو تقبل الصوت الرافض لذلك. وقال المالكي: إن "قضية الوقوف الى جانب القوات المسلحة وهي تخوض غمار مواجهة دامية ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين الذين تجاوزوا على كل المقدسات ليست قضية سياسية عادية حتى نأخذ منها موقف مؤيد أو معارض"، معربًا عن امله ان "تكون هذه المبادرة هي مبادرة كل القوائم والكتل وجميع مؤسسات المجتمع المدني والعشائر والعلماء وكل الذين يعنيهم أمر العراق". وأضاف المالكي ان "مسألة دعم الجيش العراقي في قتاله ضد الارهاب لا تتحمل الخلاف"، مشيرًا الى ان "محاربة الارهاب ليست قضية مصالح متعارضة، وإنما قضية مبادئ وقيم ووطن".