يسيطر المسلحون على مدينة الفلوجة العراقية في محافظة الأنبار بشكل شبه كامل، بعد أن أجبروا أفراد الشرطة بالمدينة على الانسحاب من مراكزهم وسيطروا عليها، وأطلقوا سراح السجناء بداخلها. وتنذر الأوضاع في المدينة بقتال وشيك بين المسلحين التابعين لدولة العراق والشام الإسلامية التابعة لتنظيم القاعدة من جهة، والمسلحين من أبناء عشائر الفلوجة من جهة أخرى. وكان مسلحو دولة العراق والشام الإسلامية تسللوا إلى الفلوجة في الليل تحت ستار الظلام، واستهدفوا مراكز الشرطة وسيطروا عليها بسهولة، حيث إنها لم تكن مؤهلة للقتال حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية". والفلوجة بها 20 مركز شرطة، ومركز قيادة واحد، جميعها تحت سيطرة المسلحين حاليا. وأفاد مصدر في شرطة الفلوجة بأن شيوخ العشائر يسحبون أبناء العشائر المسلحين من شوارع المدينة، معتبرين من يبقى في الشارع من تنظيمات القاعدة، وأضاف المصدر أن شيوخ العشائر توعدوا بمواجهتهم بالسلاح، تلبية لدعوة العلامة عبد الملك السعدي رئيس مجمع العلماء. وأصدر السعدي بيانا طالب فيه شيوخ العشائر وأهالي الفلوجة بإعادة رجلا الشرطة المحلية إلى أماكنهم، ودعمهم من قبل العشائر وحرم استهدافهم. كما اعتبر السعدي القوات القادمة من خارج محافظة الأنبار "قوات احتلال"، وحرم التعدي على الأملاك العامة في الأنبار وخصوصا الفلوجة. وطالب السعدي العشائر بالوقوف أمام المجموعات المسلحة ومنعها من استباحة الفلوجة ودماء أبنائها، حسب بيانه. وفي بيان تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه، حذر وزير المالية السابق رافع العيساوي من خطورة الوضع في الفلوجة، مؤكدا دخول تنظيمات مسلحة إلى المدينة. ودعا العيساوي عشائر الفلوجة إلى مواجهة "هذة التنظيمات التي لا تنتمي إلى الفلوجة"، بحسب البيان. ويبقى الجيش بعيدا عن المشهد حتى الآن، وقالت قيادة عمليات الأنبار إن الجيش "لن يتدخل إلا إذا طلبت منه العشائر ذلك". وفي الرمادي أحرق مسلحون 4 مخافر للشرطة، بعد فرض سيطرة تامة عليها وإطلاق سراح المعتقلين فيها، وسط اشتباكات متقطعة بين هؤلاء المسلحين والجيش لليوم الثالث على التوالي. وأفاد مصدر في قيادة شرطة الأنبار أنه تم فرض حظر التجوال في مدينة حديثة غربي الرمادي، حتى إشعار آخر، بعد حدوث اشتباكات بين المسلحين وقوات الجيش. وتشهد الرمادي اشتباكات متقطعة في غربها بين مسلحين والجيش، منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات على الطريق السريع قرب الرمادي يوم الاثنين الماضي. ومن جهته، قال رئيس الوزراء نوري المالكي إن ساحة اعتصام الأنبار أصبحت ملاذا للإرهابيين، وأوضح أن العمليات الأمنية ستستمر لملاحقة ما تسمى بدولة العراق والشام. وأبدى المالكي استعداده للتفاوض مع أهالي الأنبار "لحمايتها من الأجندات الخارجية والأفكار التكفيرية" على حد تعبيره، وقال إنه "لا يريد التفاوض مع من صنع الأزمة لتوظيفها لأغراض انتخابية". وأعلنت السلطات العراقية بعيد فض الاعتصام، أن عناصر من تنظيم القاعدة فروا نحو مدينتي الفلوجة والرمادي، في إشارة إلى أن بعض من يقاتلون الجيش حاليا ينتمون إلى هذا التنظيم.