قرر شيوخ ووجهاء مدينة الفلوجة شرق الأنبار اقامة صلاة الجمعة أمس في المساجد بعد عام على إغلاقها وإقامة صلاة موحدة فيها بدلاً من ساحة الاعتصام، في خطوة للتهدئة مع الحكومة، ودعم الاتفاق بمنع المظاهر المسلحة في المدينة مقابل عدم دخول الجيش إليها. إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات بين القوات الأمنية ومسلحي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) أمس في أطراف مناطق واقعة بين الفلوجة وشرق الرمادي، وتحديداً في منطقة البوبالي الخاضعة حالياً لسيطرة «القاعدة» إضافة إلى جزيرة الخالدية. وأعلنت وزارة الداخلية أن «قوة من عمليات بغداد قتلت المدعو عبد الرحمن، وهو السائق الشخصي المسؤول عن إيواء من يسمى ب «أمير دولة العراق الإسلامية» المجرم أبو بكر البغدادي في قضاء الطارمية شمال بغداد». وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ أحمد الجميلي ل «الحياة» أمس، إنه تقررت إقامة صلاة الجمعة في الجوامع بدلاً من ساحة الاعتصام أو الأماكن العامة، وأضاف أن جميع الجوامع في المدينة التي أغلقت منذ عام تم فتح أبوابها أمس. وأشار إلى أنه «بسبب الخوف على المصلين من القصف أو اندلاع أعمال عنف اتخذنا قرار إقامة الصلاة في الجوامع»، وأشار إلى أن الصلاة أقيمت في جوامع الفرقان والجامع الكبير وسعد والشمري. وقال خطيب جامع الفرقان عبد الحميد جدوع في خطبة أمس أمام المئات من المصلين، إن «وسائل الإعلام أصبحت هدفاً مهماً للساسة والكتل الحزبية والسياسية التي تحاول تشويه الحقائق وبث الإشاعات وتسقيط الآخر». وأضاف أن «أهالي الأنبار وجميع الشرائح في المجتمع العراقي تدعو بعض وسائل الإعلام إلى أن تكون مهنية وحيادية في نقل المجازر والإبادة الجماعية ضد أهل الأنبار وخصوصا في الرمادي والفلوجة ونقل الجرائم التي يرتكبها الجيش ضد شعبه». وانتقد جدوع «مبالغات وجود عناصر تنظيم داعش في المدينة»، وأكد أنه «لا وجود لداعش في الفلوجة»، ولفت إلى أن «جميع وسائل الإعلام تصور يومياً وتنقل عبر محطات التلفاز ووكالات الأنباء والصحف الحركة الطبيعية التي عادت للفلوجة بفضل تحرك أهلها من شيوخ ووجهاء وعلماء الدين». وفي الرمادي، قال إمام وخطيب جامع الجليل وسط المدينة الشيخ عدنان مشعل، إن «ساحات الاعتصام باقية لحين تلبية مطالب المعتصمين»، وقال: «نحن لا نريد إطلاق سراح المجرمين والقتلة، بل نطالب بالإفراج عن الأبرياء المعتقلين تحت حجج وذرائع كاذبة، وإلغاء العمل في المادة 4 إرهاب، والمخبر السري، الذي يشي بالأكاذيب من أجل منافع مادية أو عداوة مع آخرين من أجل إلحاق الضرر بهم». وأضاف أن «الاتهامات التي تطلق بين الحين والآخر ضد المعتصمين هي اتهامات باطلة يحاولون من خلالها التغطية على فشلهم في توفير الأمن والمعيشة الكريمة للشعب». أمنياً، احتدمت الاشتباكات منذ فجر امس بين القوات الأمنية وفصائل مسلحة عشائرية وبين مسلحي «داعش» في منطقة «البوبالي» الواقعة بين الرمادي والفلوجة الواقعة تحت سيطرة «داعش» منذ أيام. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار صالح العيساوي ل «الحياة»، إن «العمليات العسكرية الجارية داخل المدن متواصلة وتم تحقيق إنجازات كبيرة في الرمادي»، ولفت إلى أن القاعدة تتركز عند أطراف بعض المدن وهي الآن في موقع دفاعي. وأشار إلى أن «القوات الأمنية وأبناء العشائر هاجموا منطقة البوبالي التي تحيط بها البساتين، فضلاً عن وعورة أرضها»، وأشار إلى أن «القوات الأمنية وبمساعدة العشائر تحقق إنجازات أمنية كبيرة». وشهدت الفلوجة استقراراً أمنياً، وتمكن الجيش من نقل تعزيزات عسكرية على الطريق السريع الذي كان مغلقا منذ عشرة أيام بحسب مصادر أمنية في الأنبار، باستثناء إطلاق نار جرى على الطريق السريع لم يعرف مصدره. وأضافت المصادر أن قوة من الجيش العراقي اتخذت من معمل سمنت الفلوجة الواقع عند أطراف المدينة والقريب من الطريق الدولي، بهدف منع تسلل المسلحين على الطريق أو قطعه.