عزيزي رئيس التحرير ان (شر البلية ما يُضحك).. واستميح القارىء العزيز العذر لأبدأ موضوعي بهذه العبارة ولكن اذا عُرف السبب بطل العجب. استضافت جمعية الثقافة والفنون بالدمام الدكتور/ مبارك راشد الخالدي, للمشاركة في نشاط الجمعية الثقافي لهذا الموسم وكانت محاضرته بعنوان (المرأة في الإعلان التجاري) وذلك مساء الأربعاء الموافق 20/12/1424ه. ولما كان لفارسنا المحاضر الفاضل حضور مميز في الأوساط العلمية والثقافية علاوة على اطروحاته الموضوعية بالصحافة وما أثاره عنوان المحاضرة.. فقد استقطب جمعا غفيرا من الحضور مما شجع حرمنا المصون على الاتصال مع الصديقات والقريبات ممن رغبن في المشاركة في الحضور حتى امتدت الاتصالات الى الجبيل والاحساء للاستماع لهذه المحاضرة القيمة.. وهكذا كان الجميع يُمني النفس بحضور أمسية ثقافية مفيدة وممتعة وبلقاء محبب مع الأقارب, وبتكامل الجميع تم التوجه الى مقر الجمعية وفوجئنا بانتقال الجمعية الى مبنى مستأجر بالشاطئ بالدمام, وصلنا الى الجمعية بطابور من السيارات.. ولكن (يافرحة ماتمت) فقد فوجىء الجميع بان المبنى ليس مجهزا لقاعة خاصة بالنساء وهنا أصيب الجميع بخيبة أمل كبرى للقادمات من الجبيل والاحساء. وتخيل مدى الحرج والإحباط اللذين أصابا الداعين من الدمام!! وتخيل المأساة على هكذا وضع!! بعد دخول الرجال الى القاعة المخصصة للمدعوين وهي كما قلنا منزل مستأجر لا تزيد أبعادها على 6x4 اذا لم تنقص. هنا أصدقكم القول: شعرت بمهانة بالغة تشوبها غبطة شعور متضاد كيف؟ شعور بالمهانة يأتي من حال الثقافة وأهلها بالمنطقة بهذه الأوضاع المزرية اذا اضفنا مبنى النادي الأدبي المستأجر أيضا توأم الجمعية.. اما الغبطة فهي من قدرة هؤلاء الرجال الأفذاذ منسوبي الدارين (الجمعية والنادي الأدبي) على حملهم النفس فوق طاقتها لإبراز وجه المنطقة الحضاري والثقافي في هكذا ظروف, وفي منطقة تتفجر ارضها خيرات بسخاء وافر عم نفعها الجميع, وعجبت وأيم الله من تلطف أمانة الدمام بتخصيص أرض للجمعية على شارع منسي بالشاطئ وكأن مبنى الجمعية سوأة يراد إخفاؤها عن الأنظار, في الوقت نفسه تغدق الأمانة أراضي الواجهة البحرية ذات اليمين والشمال كمنح للاستثمار لاقامة مبان بمراس لليخوت, كما نشر في الصحف قبل أسابيع, وتخصيص الباقي للمستثمرين في المطاعم الأجنبية السريعة وتخصيص المواقف لهم وتحسين كل الجوانب المحيطة بها.. إلخ. وليت الأمر وقف عند هذا الحد من الأمانة. لكنه تعدى منح عقود الاستثمار أيضا لإبراز الحدائق بالدمام لاقامة أسواق استهلاكية تغني عنها بقالة صغيرة في حي مهجور.. وهكذا دواليك.. أما الوجه الحضاري للمنطقة والوطن فهو في أدنى الدرجات في سلم أولويات الأمانة ومجلس المنطقة ورعاية الشباب, والأغرب من هذا كله لا يوجد مركز ثقافي واحد في طول المنطقة الشرقية وعرضها من شمالها الى جنوبها, ومن شرقها الى غربها. ورغم صدور الميزانية فما زالت أوضاع المؤسسات الثقافية كما هي تتلقى الدعم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب, وكان المؤمل ان تأخذ وزارة الثقافة والإعلام المبادرة للاشراف المباشر على هذه المؤسسات, مما يفرض السؤال التالي: متى تتولى وزارة الثقافة والإعلام مسؤولياتها في هذا الأمر؟؟ ومن هنا نسأل وبكل براءة والله: كيف تغيب عن هؤلاء جهود حكومتنا الرشيدة المتطورة لإبراز وجه المملكة هناك في الخارج بكل عز واقتدار وذلك باقامة أحسن وأفضل المراكز التعليمية والثقافية في الغرب والشرق حتى وصلت اليابان, ويهمل هؤلاء او لنقل يجهل هؤلاء تجميل الوجه الداخلي للوطن؟ وهو الأحق. اننا نريد ان نقدم أنفسنا للعالم أجمع من خلال ديننا الحق وسيرة رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم من خلال مشاركتنا في الحضارة الإنسانية بجائزة الملك الفيصل رحمه الله وبمهرجان الجنادرية الثقافي وبمؤسسة الفكر العربي.. وهكذا ونحن في هذه العُجالة لا يسعنا إلا ان نشيد بجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت نايف وما لها من بصمات لتفعيل دور المرأة بالمنطقة وذلك لدعم بناء قاعة للسيدات لكي تتاح الفرصة لهن بالمشاركة لإثراء الحياة العلمية والأدبية والثقافية والفنية بالمنطقة وإبراز وجهها المميز. وإن كان لي من كلمة لوزارة الثقافة والإعلام لانتشال المنطقة وتحقيق مركز ثقافي, فقد حان ان تمارس الوزارة دورها, والمساهمة بجد لجذب الشباب من الجنسين من الممارسات الخاطئة بفعل الفكر المنحرف والفضائيات ولا حاجة للتذكير بصرعة (ستار أكاديمي, على الهوى سوى). وختاما نرجو أن (تتفضلوا) بمنح جمعية الثقافة عشرة آلاف متر مربع فقط على الواجهة البحرية لتتمكن الجمعية من الاستغناء عن ارضها على الشارع المنسي واقامة مقر لها على الواجهة. وليت من يدعون ان مخططاتهم الاستثمارية العقارية هي لتنمية المنطقة كما يتشدقون أمام وسائل الإعلام يسمعون كلامي. @@ عبدالله عبدالله الماجد د. مبارك الخالدي