عندما تسمع عما يحدث في الفصول الدراسية خاصة الابتدائية منها من قسوة مفرطة من جانب المعلمين في اسلوبهم في التعاطي مع الطلاب تشعر وكانك في غرف تحقيق وليس في صف دراسي, وعندما تتساءل لماذا لايتحرك الاهل لشكوى من ذلك المعلم او المعلمة يقولون لك لاجدوى من الشكوى فاقصى عقوبة يمكن ان تلحق به او بها هي نقله من مدرسة الى اخرى, هذا اذا لم تعط الشكوى اذنا من طين واذنا من عجين. لكن التساؤل الاكثر اهمية هو ذاك الذي نطرحه على الضمير الوطني بهذا البلد.. من المسئول عن تخريج المزيد من الاجيال التي لا يزيدها التعليم الا تخلفا وتشتتا في شخصيتها وتفكيرها مما يجعل السواد الاعظم من ابنائنا عبئا على الوطن بدل ان يكونوا السواعد التي تسهم في بنائه؟؟ ليست المناهج وحدها هي المسؤولة ونحن بصدد النقاش حولها وحول تطويرها في الساحة هذه الايام فذلك المعلم الذي يتحمل العبء الاكبر في صياغة المعلومة وتفعيلها في ذهنية الطالب وعالمه تحول الى جلاد يدفع بالطلاب في احسن الحالات للهروب من الدراسة ومن المدرسة وفي اسوأها دفعه الى كره التعلم والتعامل مع مايتلقاه من علوم على انها مجرد وسيط للحصول على وضع اجتماعي او وظيفي ولا تتعدى ذلك لتخترق نسيجه الفكري وتسهم في تطوره وتوسيع مداركه الى آفاق رحبة تسهم في صياغة شخصية مستقيمة. لذلك نحن بحاجة الى اعادة هيكلة وصياغة الجهاز التعليمي برمته ان اردنا تحقيق انجاز حقيقي يذكر فالتعليم اختصار للمهمة الاخطر والاهم لأنها الحاضنة الحقيقية للاجيال والتي تتشكل فيها البنية التحتية الاساسية للمجتمع فلا يمكن التعاطي مع مجال المشاكل في هذا المجال بالتراخي او التهميش معتقدين ان الحل في المنهج الدراسي فاذا تغير يتغير كل شيء كالعصى السحرية.