بدأت فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بمحاضرة خاصة للأهالي، عرضت فيها حالات لأطفال يعانون من هذه الإصابة، بالإضافة إلى نقاش بعض التفاعلات الدوائية والسلوكيات الاجتماعية التي تساعد الأسرة أولا لفهم أبنائهم، وبالتالي دفعهم لتصحيح الكثير من تصرفاتهم السلبية، لأنه من الصعب تغير جميع سلوكياتهم، وإلا أصيبت الأسرة بالجنون لو سعت إلى تغير جذري ايجابي لسلوكياتهم، وهذا ما ذكرته كريس ازريغلر دندي كاتبة وتربوية سابقة حاضرت في دورة الأهالي بالمؤتمر. وكانت "الرياض" قد التقت مع الأمهات والضيفات اللاتي حرصن على حضور المؤتمر، لأسباب عدة منها أسرية كإصابة أبنائهم باضطراب الحركة أو أسباب تربوية بالإضافة إلى طبيبات، للحديث حول تجربتهم منذ اكتشافها طبيبا مع ذكر العقبات التي اعترضهم عند تطبيق خطتهم العلاجية. نعتهم بالغباء أم سلطان أم لخمسة أبناء منهم ثلاثة ذكور يعانون من فرط الحركة وتشتت انتباه، قالت: قبل عامين كثرت الشكوى المدرسية من قصورهم الدراسي وهم في المرحلة المتوسطة، وعرضتهم وقتها على مستشار دراسي فاخبرني بأنهم يعانون من اضطراب الحركة وتشتت انتباه، وكانت الخطوة الأولى هي اطلاع المدرسة على تقارير طبية توضح حالتهم الصحية، ولكن للأسف تحول التقرير من صالح أبنائي إلى ضررهم، لان المعلم اخبر ولدي بأنه "غبي" بناء على التقارير الطبية، مما اضطرني لنقلهم إلى مدرسة أهلية ليتفهموا وضعهم، وبالتالي يتحسن مستواهم الدراسي، وأضافت أم سلطان أولادي بحاجة ماسة إلى مراكز لتنمية مهارتهم الاجتماعية والسلوكية وتحسين الذاكرة وهذه المراكز قلة جدا ولا تقدم الدعم الكافي للإسهام في تغير سلوكياتهم. فقر مراكز التدريب وتأكيدا لحديث أم سلطان قالت أم سعد: طفلي في سن الرابعة لاحظت عليه تصرفات غريبة مثل الحزن الشديد لمواقف غير مؤثرة والعناد وكثرة الحركة وغيرها من التصرفات السلبية والغريبة، ونتيجة الفحوصات الطبية هي إصابته باضطراب الحركة وتشتت الانتباه، ثم كانت الخطوة الثانية وهي تسجيله بمركز لتدريب والتنمية، مما حملنا أعباء مادية جديدة على الأسرة فالرسوم ثلاثة آلاف شهريا أي ستة وثلاثون ألفا سنويا، بالإضافة إلى إني تركت عملي حتى أتمكن من رعاية ابني والاهتمام به، وطالبت أم سعد بخصومات فعلية للمراكز التدريبية الخاصة بأطفال فرط الحركة وفتح مراكز أكثر إذ لا يوجد في مدينة الرياض إلا مركز واحد، أو صرف إعانات شهرية لمساندة الأهالي. توجيه دراسي وذكرت الأستاذة شيخة الماضي مديرة مدرسة وإحدى الحاضرات في المؤتمر إن التواصل مع المؤتمرات والندوات الخاصة بسلوكيات الأطفال أو التربويات هامة جدا يقدم للتربويين المعلومة التي تسهل تعاملهم مع الطلاب وفهم كثير من التصرفات المبهمة على المعلم من البعض من الطلاب، وأضافت أنه يجب على الأمهات التواصل المستمر مع المرشدة الطبية في المدرسة حتى يكون تعاونا مثمرا في صالح الطالب، وأكدت على انه من خلال خطة علاجية ناجحة وبتهاون الأهالي مع المدرسة يمكن رفع مستوى الطالب دراسيا وسلوكيا، وهذا ما طبقنا على بعض الحالات اضطراب الحركة التي وجهنها في المدرسة. ملاحظات الأم مهمة وتابعت تغريد المشعان فقالت ابني أصيب بتشتت الانتباه بعد أن أجري عملية لورم في المخ وتعاطيه للأدوية الكيميائية فترة من الزمن، وأشارت إلى أن تشتت الانتباه قد يكون عارضا بسبب تعرض الطفل لمرض معين وقد يكون مرض يعانيه الطفل منذ ولادته وفي جميع الحالات نحن نحتاج إلى هذه المؤتمرات والمراكز التأهيلية حتى نتمكن من مساعدة أبنائنا وفهم احتياجاتهم وتفسير تصرفاتهم. ترجمة كتاب وتفاعلا مع أطفال اضطراب الحركة وتشتت الانتباه قررت الأستاذة مي المطيري أن تختار كتابا عن فرط الحركة وتشتت الانتباه لمشروع تخرجها، فترجمت كتابا نادرا يعرض حلولا مستخلصة من حالات واقعية مصابة بداء منذ الطفولة إلى سن البلوغ، وقالت هذه خدمة اجتماعية تحقق النفع لفئة معينة، وتساعد الأهالي على تحسين وضع أطفالهم المصابين ودعت الطالبات للتوجه إلى الكتب النادرة والتي يمكن الاستفادة منها بعد الترجمة على نطاق واسع.