بالرغم من مرور نحو 400 عام على انشائها، تنتصب قلعة تاروت او ما تسمى بقلعة البرتغاليين، التي اقيمت على انقاض اثر اغريقي يعود لسبعة الاف سنة، شاهدة على حضارات واحداث صاخبة عاصرها الخليج. ومن موقعها المطل على الخليج، اشرفت القلعة على حركة ناشطة بالتجارة البحرية، كانت سفن الملاحين العرب والهنود تجوب موانئ دارين والقطيف وسنابس وتتنفس من دارين رائحة العنبر وتتذوق من القطيف طعم الهيل وتسمع من سنابس اصداء "اليامال". وتضاربت الاقاويل حول القلعة فمنهم من اشار الى ان القلعة شيدها البرتغاليون بعد احتلالهم الجزيرة في القرن الخامس عشر.. مؤكدين ان الغزاة البرتغاليين شيدوا القلعة ليحتموا بها ولتعزيز مراكزهم الدفاعية، حماية لاساطيلهم القادمة من وراء البحار الى جانب استخدامها (القلعة) في تكديس الاسلحة والعتاد لمقاتليهم، الذين كانوا يتطلعون، واستطاعوا جزئيا السيطرة على كامل الساحل الخليجي في ذروة المنافسة الاستعمارية بين البرتغاليين والانجليز وغيرهم. في حين تشير رواية اخرى الى ان بعض الاهالي، هم الذين شيدوا القلعة لحماية دفاعاتهم امام اكتساح المد البرتغالي المزود بأعتى السلاح، بيد ان الرأي الاول يمتلك نصيبا اوفر من المصداقية، وان كان الاعتقاد لايزال ساريا بأن الاهالي الذين عملوا لدى البرتغاليين بالسخرة هم الذين شيدوا القلعة، ولكن تحت اشراف وتوجيه وهندسة برتغالية محضة. في ذات السياق، يرى كثير من المهتمين في المنطقة الشرقية ان الوقت قد حان لتوجيهات الاستثمارات المالية عبر نافذة القلعة للوصول الى المحافل العالمية، لاسيما ان القلعة تشهد اقبالا كبيرا من السائحين، الاجانب، باعتبارها معلما اثريا قيما. واشار عدد من المهتمين بالمواقع الاثرية بالمنطقة الشرقية الى ان رجال الاعمال السعوديين غاب عنهم لأزمنة طويلة اهمية استثمار هذه القلعة سياحيا وتطويرها وفق اسس عمرانية حديثة تلبي رغبة السواح الاجانب، الامر الذي سيكون له مردود اقتصادي كبير على الاقتصاد الوطني من جهة ومداخيل مالية للمستثمرين في القلعة. وظلت القلعة منذ سيطرة البرتغاليين واستيلاء الاتراك عليها على حالها دون ان تطالها اياد استثمارية تهتم بالتراث، ولعل حمام الباشا في القلعة يعكس فن التصميم الهندسي التركي في بناء وتشييد الحمامات التي اشتهر بها الاتراك حتى وقتنا الحاضر. واهالي تاروت يتساءلون، الان لماذا لاتكون قلعتهم اداة جذب سياحي بدلا من تسويرها وتطويقها؟ في ظل التوجهات الحالية نحو استثمار المواقع الاثرية كمواقع سياحية، وجعلها اماكن يرتادها سائحو المنطقة الشرقية، التي تكتظ بالمعالم الاثرية الشامخة؟