تشهد تسمية المواليد في حفر الباطن نقلة كبيرة في المسميات، خصوصا أسماء الاناث، فمن حصة وجوزاء إلى غلا وليان. وفي كل يوم تقريبا يظهر اسم جديد، فالبحث في معاجم اللغة جار والتنافس على أشده، وهناك من يحاول جاهدا أن يسمي (نانسي وإليسا وساندرا) إلا أنه يقابل بالرفض من مكتب الأحوال المدنية بحكم أعجميته. مع ذلك لايزال هناك من لا يعترف إلا بأسماء الآباء والأجداد فمنها ما هو لائق اجتماعيا، ومنها ما هو غير لائق، مثل (نخيلة وصخيلة) ويصر المسمي على هذا الاسم فيسجل. فلك ان تتخيل فصلا من الفصول الدراسية تجلس فيه نخيله إلى جانب غلا. (اليوم) التقت بالدكتور ابراهيم محمد اخصائي النفسية في مستشفى الصحة النفسية بحفر الباطن الذي يقول: اذا كان الطفل يحمل اسما غير لائق فسيسبب له الحرج بين اقرانه، مما يجعله يخشى الاختلاط بهم، فيبتعد شيئا فشيئا عن مجتمعه، خوفا من السخرية الى الانطواء والعزلة وستضعف شخصيته، وسيشعر انه اقل من الاخرين، وجراء ذلك فقد يصاب بمرض الاكتئاب والرهاب الاجتماعي، وقد يشعر بالكره تجاه والديه، وهو لا يعلم سبب هذه الكراهية، لانها تحدث في مجال اللاوعي، فيجب الابتعاد عن الاسماء الغريبة والشاذة ومواكبة المتغيرات. ولمعرفة الضوابط الشرعية للاسماء التقت (اليوم) ايضا بالشيخ حمدان الشمري عضو لجنة الدعوة والارشاد بحفر الباطن يقول من الجاري على ألسنة الناس قولهم (حق الولد على والده ان يختار له أما كريمة ويسميه اسما حسنا ويؤدبه أدبا حسنا) هذه الجملة وان كانت لم تثبت في حديث صحيح، الا ان معناها حسن وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض اسماء الصحابة التي تحمل في معانيها بعض المحاذير كالتزكية والقبح والمعاني الرديئة كتغييره اسم صحابية من عاصية إلى جميلة، وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه (تحفة المودود) بعض الاسماء التي يحرم التسمي كالتي فيها تعبيد لغير الله كعبد الكعبة واسماء الله الحسنى كالصمد واسماء الملائكة كجبريل، والاسماء التي تكرهها النفوس ككلب وحية ومرة ونحو ذلك، كما لايجوز التسمي بأسماء غير المسلمين اعجابا بهم، فمن احب قوما حشر معهم. فعلى الوالدين ان يختارا لأبنائهما وبناتهما الاسماء الحسنة التي تحمل المعاني المحببة الى النفوس والا يخليا عائلتهما من اسماء الانبياء والصحابة والصحابيات وابطال الأمة وقادتها فلكل مسمى من اسمه نصيب.