اثار انتباهي لدى قراءتي لاحدى الصحف المحلية (المواجهة التي حدثت بين مواطن سعودي وأهله) حينما سمى ابنته (ماريا) لكون الاسم أعجميا وكان بعد ذلك ينوي تسميتها (جنى).. لا أريد الاسترسال في بقية القصة لأنه ما يهمني فيها هو الجزء الذي ذكرته. فالمتفحص يرى اليوم ان كثيرا من الناس يسمي ابناءه بمسميات لا يعلم مدلولاتها الدينية والاجتماعية واللغوية وكلها تصب في مجرى نهر واحد. وسأعرف هنا باسم (ماريا) لغويا ودينيا: اولا: يطلق الماري على ولد البقر الأملس الأبيض.. اما المارية وهو (مربط الفرس): هي القطة الملساء والمرأة البيضاء الرقيقة، ومن اعلامهم. (مارية بنت ارقم) وفيها المثل: (خذه ولو بقرطي مارية). وهو أعجمي. اما دينيا: فهو لمارية القبطية ام المؤمنين زوج خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وقد اسلمت مع اختها ميرين, ولو كان في الاسم ما يعيب لقام الرسول عليه السلام بتغيير الاسم. يروى البخاري عن جد سعيد بن المسيب قال: أتيت الى النبي فقال: (ما اسمك؟ قال: (حزن) قال: أنت سهل, قال: لا أغير اسما سمانيه أبي, قال ابن المسيب: فمازالت تلك الحزونة فينا بعد). (الحزونة, الغلظة), من هذا نعلم ان الاسم لا يعيب اذا كان معناه جميلا وذا دلالة جميلة آخاذه وان الاسم او بمعنى اصح معناه مرتبط بصاحبه فكأن معناه مأخوذا منه وكما يقال هو (اسم على مسمى) فيروى عن البخاري في مناقب قريش (أسلم) سالمها الله, و(غفار) غفر الله لها, و(عصية) عصت الله ورسوله. لقد دأب الناس اليوم على تسمية أبنائهم أي اسم يوافق نفوسهم دون النظر في المعنى فالاسم الجميل يثير الأمل والبهجة في نفس صاحبه وكل من يناديه به واسماؤنا الصق شيء بنا وهي احب شيء للانسان واذكر هنا ان احد الحكام الغربيين الذي لا يحضرني اسمه كان مما يميزه ويزيد من شعبيته انه لا يعني اسم اي شخص يلتقيه مهما كانت مكانته الاجتماعية بما يدل على اهمية الاسم لصاحبه. ومن المعلوم قديما ان الاسماء لم تكن تعطى لشخص الا حين تتفتح شخصيته فيصبح اسما على مسمى كقولنا كريم وهو كريم الخلق وحسن حسن الفعال وصادق وهو لا يكذب وجميلة وهي كذلك قلبا وقالبا. وهذا لا يعني بالضرورة ان يوافق الاسم معناه على المسمى فهناك من هو محمد ولا تحمد اخلاقه ومن هي حنان وهي في منتهى الغلظه والعشرة! يروى عن أبي داود باسناد حسن: (إنكم تدعون يوم القيامه بأسمائكم, وبأسماء آبائكم, فاحسنوا اسماءكم). وقد ادركت فيما بعد من خلال معرفتي لمعنى اسمي سر صحبة القطط لي ومحبتي لهم لانه بيننا صلة قرابة في معنى اسمي والله اعلم. على العموم احب ان اقول ختاما ان الشخص مهما كان اسمه جميلا وذا نسب رفيع وذا شكل بديع وهو ذو خلق وضيع فلن يشفع له لا اسمه ولا غيره, فالأخلاق الحميدة المستقاة من تعاليم ديننا الحنيف هي التي ترفع الشخص فحسن الخلق خير قرين يدل على صاحبه: (ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا), وارجو أن اكون كأسمي بيضاء القلب ان شاء الله. وعلى فكرة هناك مسلمون كثر يتسمون باسم يوسف وهو اعجمي! مارية السبيعي