يَحلو للقَلَم أحيانًا أن يَتناول شَيئًا مِن المَناهي اللفظيّة، التي تَدور عَلى الألسُن، دون أن يَتصدَّى لَها نِظام مِن أنظمة سَاهر اللغويّة، التي «تقفش» كُلّ مُتجاوز، وتَلسعه بغَرامة مَاليّة، تَتضاعف كُلّ شهر، دون الالتفات إلى ما يَقوله أهل الفَتوى مِن تَحريم هذه المُضاعفات، وأنَّها نَوعٌ مِن أنواع الرِّبا..! تَقول قَناة المَناهي اللفظيّة في أسمَاء ك«نافع وأفلح وبركة»: إنَّها غَير مُحبّبة، وقَد قَال أبوبكر بن أبي شيبة: حَدَّثنا محمد بن عبيد عَن الأعمش؛ عَن أبي سفيان عَن جابر قَال: قَال رَسول اللّه -صلّى الله عليه وبَارك-: (إن عشت إن شاء الله أنهي أُمّتي أن يُسمّوا نَافعًا، وأفلح، وبركة). قَال الأعمش: لا أدري أَذَكَرَ نَافعًا أم لا..؟! وفي سُنن ابن مَاجة بسندهِ إلى عمر بن الخطّاب قَال: قَال رَسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إن عشت إن شاء الله لأنهينَّ أُمّتي عن أن يُسمّوا رباحًا ونجيحًا، وأفلح ويسارًا)..! كَما أنَّ هُناك أسماء اشتهرت، بالرّغم مِن مَنع التَّسمية بِها، مِثل: نائلة، فقَد مُنع المُسلم مِن تَسمية ابنته «نائلة» ونحوه، لأنَّها مِن أسمَاء أصنام الجَاهليّة..! أمَّا أسماء مِثل: جبريل وميكائيل وإسرافيل، فيقول عَنها ابن القيّم في مَبحث الأسمَاء المُحرّمة والمَكروهة مِن كِتَابه «تحفة المودود»: إنَّ أسماء المَلائكة كجبريل وميكائيل وإسرافيل، يُكره تَسمية الآدميين بِها. قال أشهب: سُئل مَالك عَن التَّسمية بجبريل فَكَرِه ذَلك، ولَم يُعجبه، وقَال القاضي عيّاض: قَد استظهر بَعض العُلمَاء التَّسمّي بأسماء المَلائكة، وهو قَول الحَارث بن مسكين، قال: وكَرِه مَالك التَّسمِّي بجبريل وياسين وأباح ذلك غيرُه..! لقد سُئل فَضيلة الشّيخ محمد بن عثيمين -رَحمه الله- عَن حُكم إطلاق لَفظ «السيّد» عَلى غَير الله تَعالى، فأجاب بقَوله: إطلاق السيّد عَلى غَير الله تَعالى إن كَان يُقصد مَعناها وهي السّيادة المُطلقة فهَذا لا يَجوز، وإن كَان المَقصود به مُجرَّد الإكرَام، أو كَان المُخاطَب به سيّد أو نَحو ذَلك، أو كَان لا يُقصد به السّيادة والإكرَام، وإنَّما هو مُجرَّد اسم، فهَذا لا بَأس به..! حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول: إن الاسم لا يَدلُّ دَائمًا عَلى المُسمّى، والأسمَاء لا تُظهر دَائمًا الصَّحيح مِن الأنباء، رَغم أنَّ مِن حَق كُلّ مَولود عَلى وَالده أن يَختار لَه اسمًا حَسنًا، كَما أوصَى بذلك نَبي الرّفق والرّحمة -صلّى الله عليه وبَارك-، فمَا أجمل الاسم إن دَلّ عَلى المُسمّى..!.