عندما تقع سرقة ضخمة في مكان ما فانها عادة ما تعد حدثا طارئا ..و اذا عاد السارق الى مكان السرقة و تم القبض عليه فسيكون الامر غير مستغرب لكون رجال الشرطة يعولون على المثل القانوني الشهير(السارق لا بد ان يعود لمسرح جريمته).. الا ان الشيء الغريب ان تتكرر السرقة مرة اخرى في نفس المكان و بالطريقة نفسها وربما في التوقيت نفسه ايضا..وكان السارق يقول(مافي هالبلد غير هالولد)..! (اليوم) تعرض تحقيقا هو الاول حول تنامي ظاهرة تكرار سيناريوهات السرقة ..وكأنما اعيدت بواسطة شريط (الفيديو).. و اذا كنا سنعرض لسرقات البحرين باعتبارها نموذجا لظاهرة تكرار السرقات و التي باتت تتفشى في كافة انحاء العالم مع تطور وسائل السرقة.. تكرار سينمائي للسرقات تعرضت شركة مجموعة فيصل الخور للمطاعم والمواد الغذائية لثلاثة حوادث سرقة في العام الجاري لمكتبها في الشارع العام من منطقة الخميس . ويقول متحدث باسم الشركة ان التحقيقات تشير الى ان منفذي السرقات عصابة محترفة ..وفي الحادثة الاخيرة تمكنت العصابة من تحطيم الخزانة الحديدية للشركة و استولت على محتوياتها -البالغة اكثر من نصف مليون دينار بحريني .. و يضيف المتحدث ان احتياطات الشركة التي فرضت حراسات مشددة لم تفلح في تفادي تكرار السرقة التي حدثت للمرة الثالثة على التوالي في عام مالي واحد رغم ان الخزانة الحديدية محكمة الصنع..! وقال مسئول العلاقات العامة في الشركة محمد مكي إن عامل الشركة ذهل بعد أن وجد الخزانة الحديدية ملقاة على الأرض ومحطمة ومفرغة من كامل محتوياتها. ويواصل مكي حديثه..ان هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها مكتب الشركة - الذي يقع في منطقة الخميس - لمحاولة السرقة هذا العام.. إذ تعرضت الشركة منذ نحو شهر لمحاولة سرقة إلا أن المنفذين لها لم يتمكنوا من فتح الخزانة .. واستولوا فقط على ما وجد في المكتب -والذي يعادل حوالي عشرة آلاف ريال. و بطريقة سينمائية تمكنت العصابة التي نفذت العملية هذه المرة من قلب الخزينة التي كانت بحجم متر في مترين ووضعها على الأرض لتحطيمها. وقال مكي إن الطريقة التي تم فيها تنفيذ عملية السرقة تدل على احتراف العصابة وامتلاكها معدات خاصة لتحطيم الخزائن الصلبة. واضاف.. ان ما حدث يدل في الوقت نفسه على أن العصابة تعرفت على الموقع وعلى الخزينة واستعدت لسرقتها من قبل. وتشير الدلائل إلى أن العصابة هي نفسها التي اقتحمت المكتب منذ حوالي شهر ولم تتمكن من فتح الخزينة ولذلك اتخذت احتياطاتها وعادت من جديد. وعن محتويات الخزانة المسروقة قال مكي إنها اشتملت على طقم ألماس ياقوت على شكل ثعبان بقيمة ثلاثة آلاف ديناربحريني ، وطقم ألماس ياقوت مع دبلة بقيمة ألفين و500 ديناردينار بحريني، ومجموعة مجوهرات من أساور وعقود وخواتم وحلق أذن بقيمة ثمانية آلاف دينار بحريني، وساعة شوبارد نسائية بقيمة ألف و 200 دينار بحريني، وألماس غير مركب بأحجام مختلفة من 1 على 15 بنكا بما يقارب 70 قيراطا بقيمة 14 ألف دينار بحريني، ومجموعة الاحجار الكريمة مختلفة الأحجام من الكهرمان وعملات نقدية متعددة. أمر محير..! وأشار مكي على أن الخزانة كغيرها من خزائن المكاتب الادارية للشركات موضوعة أساسا لحفظ أوراق الشركة، وأن المجوهرات هي ملكية شخصية لصاحب الشركة..و ما يدعو للاستغراب اقدام العصابة بكل ما تحمل المخاطرة من معنى على تنفيذ عملية سرقة تتطلب استخدام معدات و اليات من نوع متطور لتحطيم خزانة غير مخصصة لتحصيل النقود و بكل ما تصاحب تلك العملية من ضجيج وأصوات عالية..! ومن المؤكد ان عملية السرقة تطلبت فتح المصابيح في وقت طويل لتحريك الخزنة وقلبها على الارض وتحطيمها بينما يقع المكتب على شارع عام وتحيطه مكاتب أخرى. و الاغرب من ذلك كله أن حادث السرقة هذا - كما يقول مسؤل العلاقات العامة- هو الثاني الذي تتعرض له الشركة خلال 48 ساعة فقط، إذ تعرض مطعم إيزيس كافيه التابع للشركة في منطقة العدلية لحادث سرقة وخسر المطعم في هذا الحادث ما يعادل 9 آلاف ريال ، ولم تكن هذه السرقة هي الأولى أيضا للمطعم، إذ سبق أن تعرض لسرقة أخرى هذا العام أسفرت عن خسارة ما يفوق 13 الف ريال. واكد مصدر أمني بعد وقوع الحادثة مباشرة ان التحقيقات جارية في حادث السرقة، بعد رفع البصمات عن الخزنة موضحا المصدر عدم وجود اشخاص مشتبه فيهم أو شهود عيان. سرقة الماس مكررة وفي حادثة اخرى لم تكن متوقعة تعرض معرض الجواهر العربية الذي اقيم مؤخرا بمركز المعارض بالبحرين وعرض قطعا نادرة لحادثة سرقة عقد تبلغ قيمته 170 الف ريال سعودي حسبما تشير مصادر في الداخلية البحرينية.. و ما اثار الدهشة ان السرقة التي وقعت في اليوم الختامي للمعرض لم تكن الاولى حيث شهد المعرض في العام الماضي سرقة مماثلة في نفس المكان و التوقيت..! واكد متحدث باسم المعرض انه على رغم تشديد الاجراءات الامنية في العام الحالي لتلافي ما حدث في العام الماضي .. و تزويد المركز بكاميرات حديثة للمراقبة الا انها لم تنجح في اظهار وجه السارق المحترف على ما يبدو في التعامل مع اجهزة الرقابة و التي اظهرت صورته الخلفية فقط..! وذكرت وزارة الداخلية ان تحقيقاتها تشير الى تباين في اجابات صاحب العقد المسروق هندي الجنسية حول القيمة والذي زعم انها تزيد على ربع مليون ريال. و يقدر اجمالي قيمة المعروضات باكثر من خمسة مليارات و نصف المليار السعودي عرضتها 500 شركة عالمية من بينها اكبر ماسة في العالم بقيمة سبعة ملايين و نصف المليون ريال سعودي و اثمن خاتم الماس في العالم بنفس القيمة ..مما دعا زوار للتعليق على السرقة بان القطعتين النادرتين نجيا باعجوبة من يدي السارق و الذي كان قنوعا الى حد انه سرق قطعة قيمتها 170 الف ريال و تجاهل قطعا نادرة تعرض للمرة الاولى في الشرق الاوسط بملايين الدولارات..! سرقة خزانة و سجائر! و قبل يومين فقط ..من اعداد (التحقيق) تعرضت الشركة العامة للتجارة و الاغذية (ترافكو) فرع توبلي لحادث سرقة .. كلف الشركة اكثر من 11 الف ريال اضافة سرقة مستودع سجائر.. و تشير التحقيقات الى ان اللصوص تسللوا الى مبنى الشركة اكثر من مرة عبر نافذة التكييف ..! ويروي شهود في موقع الحادثة .. ما حدث هو ان السارقين اقتحموا المكان و توجهوا الى الطابق العلوي للمبنى .. و هناك وجدوا الخزانة الحديدية ..وتعاون اللصوص على ازاحتها و تهشيمها ..ثم سرقوا الخزانة و هربوا مرة اخرى عبر نافذة التكييف.. و يقول الموظف المسئول حسن علي يحيى ما يدعو للحيرة فعلا ان المحل نفسه تعرض قبل سنوات للسرقة ..وبالطريقة نفسها وكانما اعيدت تم تسجيلها ب(الفيديو) .. ويضيف يحيى ان الادارة ابلغت شرطة المنطقة فور علمها بالسرقة و تم وضع الشركة رهن المراقبة الامنية و مازال البحث جاريا عن المجرمين..! مصنع يسرق يوميا وفي سيناريو مختلف .. انتشل لصوص آخر ما تبقى في مصنع شهير للورق الواقع في منطقة البا الصناعية جنوبالبحرين ..! و هذا المصنع ظل يثير التساؤلات -حسبما يفيد مجاوروه-..لكون اصحابه تخلوا فجأة عما حصلوا عليه من سمعة و زبائن.. لينتهي به الحال خلال سنوات قليلة الى مكان فارغ اشبه بمراتع للصوص و الكلاب الضالة.. ويقول محمد حمدي العامل في مصنع مجاور.. كانت بداية النهاية.. عندما نشب خلاف بين الشركاء في المصنع و تطور للحد الذي اوصل القضية للقضاء و ظلت سنوات تحت المداولة والطعن و الاستئناف..و لم يحسم الخلاف الى حين كتابة التحقيق.. وطوال هذه الفترة غفل اصحاب الشركة عن المصنع الذي تعرض لسرقات متكررة ..الى حد ان اصبحت شبه يومية..! و قبل يومين فقط ..رأى حراس لشركة قريبة من المصنع سائق شاحنة نقل يقف امام المصنع و يقوم بمساعدة آخرين بسرقة ما تبقى فيه من ادوات كهربائية و مفاتيح و معدات قديمة ..وعندما حاول الحراس الاقتراب من الشاحنة اسرع اللصوص بالهرب.. و عندما اقترب الحراس لم يجدوا أية معدات داخل المصنع في حين ان بابه الرئيسي لم يعد موجودا بعد ان تم كسره في محاولة سرقة سابقة. من المسئول؟ وفي محاولة لتفسير تكرار السرقات بنفس الطريقة و المكان و التوقيت يقول اخصائي الجريمة المنظمة محمد كمال ان تكرار الحوادث يشير الى ان عددا من العصابات تعتمد اسلوب الاقتحام الاستكشافي.. ويفيد هذا الاسلوب بمعرفة افضل الوسائل الخاصة بفتح الصناديق او الخزائن و استكشاف المكان و التاكد من خلوه من الموظفيين للتمكن من السرقة بهدوء باستخدام الآلات الثقيلة و ذات الصوت العالي.. ويضيف كمال ان الغريب ليس فعل الجناة بقدر التعامل الضعيف و عدم اخذ الحيطة من بعض المسروقين.. و يقول المحامي احمد العبد العال انه فيما يبدو لي ان الحالات المذكورة و غيرها لا تستبعد شبهة ضلوع اصحاب المحال او موظفيهم في السرقة او تسهيلها.. للحصول على نسب من السرقات او تعويضات من شركات التامين الا ان الجزم بالنوايا غير ممكن دون توافر القرائن القاطعة او الادلة المحققة.. مشيرا الى أن التحقيقات كفيلة بفضح الجناة الحقيقيين.. ويتناقل البعض قصصا حول مسئولية صاحب محال عن اشعال كافة محاله الاثنى عشر لكي تسدد شركات التامين ديونه الا ان المغامرة انتهت به الى السجن.. و يرى المواطن خالد الاحمد ان تكرار هذه الحوادث يحتاج لدراسة موضوعية ممتدة تستند لوقائع التحقيقات لتحديد معالم تلك الظاهرة و مدى خطورتها .. متمنيا ان تكون (اليوم) اشعلت (الشرارة .. ليتواصل التحقيق..