استعاد رجال الأمن بشرطة جدة مسروقات تفوق قيمتها مليوني ريال متعددة الأنواع ما بين أطقم ألماس ومجوهرات وساعات تحمل ماركات عالمية إضافة إلى العديد من الأجهزة الإلكترونية والحاسوبية بعد أن هربها 6 وافدين باكستانيين إلى بلادهم بشحنها في ست حقائب. وأوفدت شرطة جدة فريقا أمنيا بصفة مدنية تسلم الحقائب من شركة الشحن المرسلة إليها بواسطة الأوراق وكعوب الإرسالية التي اصطحبوها معهم في رحلتهم وهو ما مكنهم من العودة بالحقائب المسروقة. وتعود تفاصيل ضبط العصابة واكتشاف اللصوص الستة بزعامة مسن يدعى «نوري» إلى تسجيل عشرات البلاغات بشرطة جدة حول تعرض العديد من المنازل والفلل السكنية الفارهة للسرقة من مجهولين يركزون على سرقة كل ما خف حمله وغلا ثمنه. ووجه مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي بضرورة العمل على كشف تلك الجرائم ووضع حد لمرتكبيها والقبض عليهم وتسليمهم إلى القضاء ليقول كلمته فيهم، وبالفعل تفرغ فريق أمني لتتبع تلك الحوادث والعمل على متابعة تفاصيلها حتى تم الوصول إلى الجناة والقبض عليهم الواحد تلو الآخر وثبت تورطهم في تنفيذ أكثر من 35 جريمة سرقة لمنازل وفلل فارهة في أحياء النهضة والنعيم والمحمدية والسلامة. معاينة المنازل المسروقة وبدأ الفريق الأمني في الوقوف على المنازل والفلل المسروقة لمعرفة كيفية دخول اللصوص إليها، واتضح من خلال المعاينة الأولية دخول الجناة من خلال فتحات المكيفات غير المغلقة، وكذلك فتحات نوافذ دورات المياه الزجاجية ومناور المنازل والنوافذ الموجودة بها، وكان أكثر عمليات السرقة يتم من خلال الدخول عبر تلك الفتحات خاصة في ظل عدم وجود أي أثر لفزر أو كسر الأبواب أو إصدار صوت قد يفشل خطط الجناة. توزيع الأدوار وتزعم العصابة وافد باكستاني تجاوز عمره 65 عاما يدعى «نوري» وضم معه 6 آخرين إضافة إلى تعاونهم مع ثلاث خادمات من الجنسية الاندونيسية كن يتولين مهمة توزيع المسروقات والعمل في المنازل كخادمات لرصد ما بداخلها من أغراض ثمينة ومجوهرات، وكان نوري يمثل القائد الذي يجب على الجميع الانصياع لتعليماته، ولا يتم تنفيذ أي جريمة سطو أو سرقة إلا بعد عرضها عليه ليتولى هو وضع خطة السرقة وكيفية تنفيذها. تزايد السرقات عمليات السرقة التي نفذها الجناة تزايدت وأصبحت تشكل هاجساً لسكان الأحياء الأربعة (النهضة، النعيم، المحمدية، والسلامة) الذين كانوا يتداولون قصص سرقة المنازل في أحيائهم، ليبدأ الفريق الأمني في تتبع تلك الحوادث والعمل على رصدها وجمع المعلومات والأدلة التي قد تساهم في الوصول إلى الجناة، وأكدت التحريات أن أحدهم يعمل كحارس خاص ولديه علم كامل بوجود الأسرة في المنزل من عدمه خاصة وأن التنفيذ يتم عادة في نهاية الأسبوع عند مغادرة السكان لمنازلهم ومعرفة الجناة بسفرهم بين الحين والآخر. وتم فرض رقابة سرية وتحريات دقيقة أسفرت عن سقوط وافد باكستاني يقيم بصورة نظامية ويعمل حارسا بإحدى العمائر الخاصة تعرضت عمارة مجاورة لها للسرقة قبل أسابيع، فتمت مراقبته ورصد تحركاته ومن ثم القبض عليه والتحقيق معه وبمواجهته بعدد من الأدلة واستجوابه عدة مرات تضاربت الإفادات التي دونها في محضر التحقيق، فتم توجيه تهمة سرقة منزل بعينه إليه، غير أنه دافع عن نفسة بأنه لم يشارك في تلك السرقة وأن من قام بها هم رفاقه الآخرون بتوجيهات زعيمهم نوري، ليتم بعدها تسجيل كامل اعترافات اللص الاول والذي افصح عن رفاقة الآخرين، وهكذا انتقلت الفرق الأمنية إلى المواقع التي يتردد عليها زعيم العصابة ورفاقه حتى تم القبض عليهم واحداً تلو الآخر وإخضاعهم لتحقيقات مكثفة، وحاول زعيم العصابة إنكار التهم الموجهة إليه وإنكاره المشاركة في سرقة المنازل، إلا أنه عاد وسجل اعترافاته بعد أن سمع اعترافات شركائه بالجرائم التي ارتكبوها حيث اعترفوا بتنفيذ 35 حالة سطو وسرقة لمنازل وفلل فخمة في الأحياء الأربعة. تهريب المسروقات وتواصل شرطة جدة تحقيقاتها مع الجناة حيث شكل مدير الشرطة اللواء السعدي لجنة أمنية ضمت عدداً من الضباط لإكمال التحقيقات مع الجناة وكشف كامل الجرائم التي ارتكبوها وتحديد مكان المسروقات والعمل على استعادتها مهما كلف الأمر وهو ما تحقق حيث كشفت التحقيقات أن الوافدات الاندونيسيات كن يعملن على بيع وتصريف المسروقات الخفيفة مثل خواتم الذهب والأساور الصغيرة، فيما عمد الجناة إلى تهريب المسروقات الأخرى إلى باكستان من خلال شحنها عبر 6 حقائب وتسليمها لإحدى شركات الشحن الدولية لإيصالها لبلدهم على أن يتم استلامها من قبل معارفهم هناك. استعادتها من باكستان هنا بدأ الفريق الأمني التفكير في كيفية استعادة المسروقات التي تمكنوا من تحديد مواقعها في باكستان وتأكيد الجناة على تهريبهم لها من خلال وضعهم للمسروقات بين الأغراض الشخصية التي تم شحنها في الحقائب الست، وتم العثور على سندات وإيصالات الشحن الدولي، وألزم رجال التحقيق زعيم العصابة بالاتصال على رفاقه هناك وإبلاغهم بتأخير الإرسالية أسبوعين، وذلك بهدف تمكين الفريق الأمني من السفر إلى باكستان واستعادة الحقائب وضمان عدم تسليمها للمستلمين هناك، وتم إرسال فريق أمني مدني عبر أول رحلة إلى المنطقة التي ستستقبل الحقائب المهربة مصطحبين معهم السندات وكعوب الإرسالية التي تمكنهم من استلام الحقائب هناك. وبمجرد وصول الفريق الأمني تم الانتقال إلى مقر شركة الشحن هناك وتقديم المستندات الخاصة بتسليم الإرسالية، وتم بالفعل استلام الحقائب الست والعودة بها في رحلة اليوم التالي، ليتم إخراج أطقم الألماس والمجوهرات من بين الأغراض التي وضعها اللصوص في حقائبهم وكذلك الأغراض الأخرى التي تم تهريبها. التعرف على المسروقات. وبعد استعادتهم كمية من المسروقات بدأ رجال الأمن في مهاتفة ملاك المنازل التي تعرضت للسرقة وإبلاغهم بضرورة الحضور إلى مقر الشرطة للاطلاع على بعض المسروقات والتعرف عليها واستعادة ما سرق من منازلهم إذا كان بين التي تمت استعادتها. ---------------------- ملاّك المنازل المسروقة: لم نتوقع الوصول للجناة لعدم وجود أدلة كافية أبدى عدد من ملّاك المنازل المسروقة دهشتهم من تمكّن الأمن من استعادة المسروقات بعد أن فقدوا الأمل في عودتها أو الوصول الى الجناة نظراً لطول المدة وعدم وجدود أدلة كافية تقود إليهم. وروى عدد منهم كيفية سرقة منازلهم من قبل أفراد العصابة الباكستانية، مشيرين إلى أن السرقات تم تنفيذها دون إحداث أي كسر في الأبواب، حيث استغل الجناة وجود فتحات صغيرة في المنازل التي تعرضت للسرقة ونفذوا جرائمهم من خلالها!!. وقال عدد من الضحايا إنهم استبعدوا الوصول الى الجناة او القبض عليهم خاصة وأنه لم يكن هناك اي دليل او خيوط قد تساعد في الوصول إليهم. وقال طارق زهير: لم أتوقع أن يتوصل رجال الأمن للجناة لعدم وجود أي دليل، خاصة البصمات التي تم رفعها ولم يتم الوصول الى نتيجة في تحديد بصمة معينة. وذكر أنه قدم بلاغا بالسرقة في شهر شعبان الماضي لدى ضابط الخفر بقسم شرطة السلامة ومنذ ذلك الوقت لم يعد يفكر في الأمر رغم أن المسروقات التي تم سلبها من منزله من بينها أطقم مجوهرات وأجهزة حاسوبية وإلكترونية, غير أنه فوجئ بإتصال رجال الامن يطلبون منه الحضور لمعاينة بعض المسروقات التي تمت استعادتها!!. وأضاف طارق: استغل اللّص ضعف الشبك الحديدي الموجود بنافذه دورة المياه وقام بنزعه والدخول إلى المنزل وتنفيذ سرقته وبعدها خرج وأعاد الشبك إلى مكانه حتى لا يشعر أحد بسرقته!. أنمار القرشي والتي سجلت بلاغها بقسم شرطة السلامة إثر اكتشاف سرقة منزلها تقول: تعرّض منزلي للسرقة قبل خمسة أشهر، وعندما اكتشفت السرقة ابلغت الجهات الامنية التي باشرت الحالة وتم رفع البصمات ومعاينة الموقع. وأضافت ان الجناة دخلوا من فتحات صغيرة لا يتخيّلها أحد، وتمكّنوا من سرقة كل ما هو ثمين في المنزل من مجوهرات واطقم ذهب وساعات ثمينة. وبينت أن منزلها تعرض للسرقة مرتين وتم ابلاغ الجهات الامنية في الحادثة الاولى بينما لم تتقدم ببلاغ في الثانية لأنها كانت تستبعد الوصول للجناة خاصة في ظل عدم ظهور أي نتيجة للبلاغ الاول. وتواصل أنمار: تلقيت الاسبوع الماضي اتصالا من قبل رجال الامن يؤكدون فيه الوصول الى الجناة في البلاغ الاول وأنهم تمكنوا من استعادة بعض المسروقات وكان من بينها مسروقات فقدت في الجريمة الثانية التي لم أبلغ عنها. وقدمت القرشي شكرها وتقديرها لرجال الامن وعلى رأسهم مدير شرطة جدة وكافة العاملين فيها نظير الجهود التي بذلوها في سبيل الوصول الى الجناة والقبض عليهم. وعبرت عواطف حريري عن شكرها لرجال الامن على الجهود التي بذلوها لاستعادة المسروقات، وقالت: فوجئت بفرقة من رجال الامن يصطحبون وافدين معهم وعندما استفسرت عن الوضع أبلغني أحد رجال الامن ان الوافد الذي معه هو من قام بسرقة منزلي وارشدهم إليه. وقالت حريري على الفور: سألت اللص عن فعلته فاعترف لي بأنه من دخل المنزل وسرق ما وقع عليه يده، لتصاب بالذهول وتؤكد حينها انها فعلا قدمت بلاغا بقسم شرطة السلامة حول تعرض منزلها للسرقة خلال سفرها. وقالت : إن الجناة استغلوا أرضًا فضاء خلف الفيلا التي تسكنها بحي النعيم ودخلوا من الباب الخلفي للفيلا وقاموا بتحطيم الخزانة الحديدية وسرقوا كمية من المجوهرات وبعض الساعات الخاصة، إضافة الى جواز السفر الخاص بسائقها الشخصي.