منح القدر مهلة 120 يوماً لعصابة (2011) بقيادة زعيمهم الملقب (الكويتي)، استطاعت خلالها العصابة سرقة أكثر من (99) منزلاً شمال وشرق العاصمة الرياض، فيما صاحب عمليات السرقة التهديد بالسلاح وضرب الضحايا، وذلك قبل القبض عليهم من قِبل شعبة التحريات والبحث الجنائي. وتعود حيثيات القضية كما رواها عدد من الضحايا في تصريحات إلى «الجزيرة» إلى أن شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة العاصمة الرياض نجحت في تفكيك عصابة (2011) المكوَّنة من (11) شخصاً، من بينهم مقيمان من الجنسية الباكستانية، يتراوح عمراهما بين 45 و50 عاماً، والبقية سعوديون بقيادة الزعيم الملقب ب»الكويتي» البالغ من العمر (26) عاماً، الذي دائماً ينفذ عمليات السرقة وهو مسلح بمسدس صناعة ألمانية، فيما استغل (3) أحداث لتوريطهم في أساليب السرقة والتمويه على الجهات المختصة؛ لعدم الشك في تحركات الأحداث. وكانت العصابة قد شُكِّلت بعد خروج الزعيم من السجن مؤخراً إثر القبض عليه في قضية جنائية، بعدها قام بتكوين عصابة، ورسم لهم خطة للانفلات من قبضة رجال الأمن، ونفَّذت العصابة خلال أربعة أشهر أكثر من (99) عملية سرقة بمنازل تقع ب(18) حياً شمال وشرق العاصمة الرياض، ويتم تقسيم العصابة إلى مجموعات، منهم (3) أشخاص لتحديد الأهداف، واثنان لبيع وشراء مسروقات الذهب، و(4) منفذين للعمليات، كما تخصص المقيمان في شراء الساعات الثمينة التي قُدِّر عددها ب(168) ساعة ذات ماركات عالمية، إضافة إلى ملابس نسائية وإطارات سيارات ومسجلات وأجهزة كمبيوتر من العصابة، واستغلال محل (صيانة التبريد والتكييف) الذي يعملان به في تخزين وتصريف المسروقات. وجاء ضمن مهام المجموعة الأخرى التخطيط للسرقة وتحديد المواقع المستهدَفة، على أن تكون شمال أو شرق العاصمة الرياض. وقد طالت عمليات السرقة (18) حياً، بهدف استهداف رجال الأعمال والمال، كما أن من ضمن الخطط التي تحرص عليها عصابة (2011) الفلل الصغيرة؛ لضمان عدم وجود حراس وخدم بها، كما تأتي الخطوة الثانية بتوفير سيارة بعد أن يتصل الزعيم «الكويتي» بأحد أفراد العصابة، ويطلب منه (لدي دوام غدا واحتاج سيارتك!!) حرصاً من «الكويتي» على عدم كشف أمره؛ حيث تتم سرقتها والقيام بعمليات سرقة المنازل والتخلص منها بعد تنفيذ المهمة، وفي حالة عدم العثور على سيارة يقوم الزعيم بسرقة لوحة وتثبيتها على مكان لوحة سيارة بواسطة لاصق. ويأتي ذلك في إطار تضليل الأجهزة الأمنية حرصاً على عدم انكشاف أمرهم. وكان من ضمن ضحاياهم رجل أعمال بشمال العاصمة الرياض، نجحت العصابة في سرقة مجوهرات وألماس منه تُقدَّر بمليون ريال، وسيدة أعمال تم سرقة مبلغ مالي قدره (120) ألف ريال وطقم ألماس وجوال وذهب من منزلها عندما كانت في اجتماع لإدارة صفقة تجارية بشركتها، كذلك تمت سرقة مبلغ مالي يُقدَّر ب(60) ألف ريال من منزل رجل أمن يحمل رتبة عميد بأحد القطاعات الأمنية بالرياض، وكذلك طالت أيدي العصابة منزل صحفي، وتمت سرقة مجوهرات وأجهزة لاب توب منه وهو في مناسبة عائلية عند أحد أقاربه. وقد دوَّنت شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض بلاغات لعدد من المواطنين عن تعرض (20) قطعة سلاح ناري متنوعة، من بينها أسلحة مرخَّصة للسرقة، وكذلك عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر وشاشات البلازما وتحف وإطار سيارات وملابس نسائية غالية الثمن وأجهزة تكييف. وقد قُدِّرت قيمة جميع المسروقات بأكثر من (9) ملايين ريال، من بينها (500) ألف ريال نقداً، وكذلك سرقة العصابة (168) ساعة ذات ماركات عالمية. وقد قامت شعبة البحث الجنائي بإعادة جزء كبير من المسروقات، خاصة الساعات الثمينة. وبيّنت مصادر موثوقة ل»الجزيرة» أن زعيم عصابة (2011) سبق أن أبلغ أفراد عصابته بأن الزمن الذي المستغرق في كل عملية يجب ألا يتجاوز دقيقتَيْن فقط. وكشفت مصادر ل»الجزيرة» أن أحد الضحايا من المواطنين يقع منزله شمال العاصمة؛ حيث تعرض منزله للسرقة مرتَيْن من عصابتَيْن مختلفتَيْن، وفي كل مره تتم الإطاحة باللصوص وإعادة المسروقات. وكانت العصابة قد اعترفت بالمسروقات، وقامت بتحديد المنازل المسروقة، وشرحت قصصهم مع عمليات السرقة والمواقف التي مروا بها أثناء تنفيذ العملية، واعترفوا بضرب أحد المواطنين بآلة حادة عندما فوجئ أفراد العصابة عند دخولهم المنزل بوجود زوجة صاحب المنزل، التي قامت بالاتصال بزوجها القريب من المنزل الذي اعترض طريقهم؛ ما حدا بالعصابة إلى ضربه ضرباً مبرحاً بآلة حادة أُدخل إثره المستشفى، كما قامت العصابة بتهديد خادمة بسلاح ناري لوجدوها وحدها بالمنزل، وتم السرقة والهروب، كما سرقت العصابة على مدى يومين متتاليين خمسة منازل بحي الحمراء، وأربعة منازل بحي الصحافة خلال يومين متتاليين أيضاً، كما أكد أفراد العصابة أنهم قاموا بسرقة خزنة من داخل منزل، وفروا بها خارج مدينة الرياض، وبعد قرابة ساعتين في محاولة كسرها عثروا بداخلها على ألماس ومجوهرات ومبالغ مالية كبيرة. وكشفت العصابة أن الطريقة الأسرع لسرقة الخزائن هي وضعها داخل بطانية ومن ثم حملها عن طريق الأطراف وبكل يُسر. كذلك تستخدم العصابة في عمليات السرقة أدوات حديدية بهدف تكسير الأبواب في ثوانٍ معدودة؛ حيث تخصص اثنان من العصابة في تحطيم الأبواب مستغلين قوتهما الجسمانية. وفي إطار البلاغات التي قدمها المتضررون من العصابة لم تُسجَّل بحقهم حالات اغتصاب؛ حيث إن أهدافهم كانت جمع الأموال فقط؛ حيث اعترفوا بأن الزعيم «الكويتي» يقوم ببيع المسروقات وتوزيع المبالغ بينهم حسب نسب متفاوتة؛ حيث يكون نصيب الزعيم هو الأكبر من بين العصابة، كما يقوم «الكويتي» بإعطاء الأحداث شرائح جوال وأجهزة جوال نظير جهودهم في المساهمة في تنفيذ عمليات السرقة بهدف عدم إعطائهم مبالغ مالية؛ حتى لا ينكشف أمرهم أمام ذويهم. وفي السياق ذاته كشف متضرر أن الأجهزة الأمنية استغرقت (10) أيام في القبض على جميع أفراد العصابة بعد أن عكفت على وضع خطط للكشف عن أخطر عمليات سرقة مرت بها الجهات الأمنية بشرطة الرياض؛ حيث انتهجوا خطة محكمة في عمليات التنفيذ وتصريف المسروقات من ذهب وألماس وساعات ومسروقات أخرى.