استعادت الصحافة المكتوبة مبادرة القيادة خلال بطولة العالم للشباب بعد مرور خمسة أيام على البداية وعادت الى بؤرة الاهتمام الذي كان قد ابتعد عنها بمزاحمة من الاعلام الفضائي الثري بألوانه وابهاره وامكانياته. وأخشى أن تكون شهادتي مجروحة عندما أثني على صحافة البطولة والمادة الوفيرة التي تقدمها لنا صباح كل يوم ولوفرتها نظل نطالعها طوال اليوم وكأننا نشاهد فيلما تسجيليا عن البطولة، وقد كنت من الشركاء المتواضعين في أسرة صحافة الامارات الرياضية. وفي مونديال الشباب استعادت الصحافة المكتوبة زمام المبادرة من وجهة نظرنا وتفوقت على الاعلام المرئي الذي سقط في هوة التشفير فأضاع مساحة كان يمكن ان يضيفها الى انتصاراته، وللحق فان الملاحق الصحافية الصادرة خلال البطولة تميزت بالتنظيم وتقسيم العمل وقدمت خدمة نراها افضل مما سبق من حيث الصورة والمضمون وبعيدا عن الأسماء، فان الجهد المبذول واضح للعيان وبحكم معايشتي لهذه الأجواء أعرف ان الزملاء في صحافة الامارات يتفرغون تماما لهذه المهمة على حساب أمورهم واحوالهم الشخصية والهدف تقديم المعلومة والخبر والعنوان الجاذب والصورة المبهرة. وعندما انطلق البث الفضائي في بلادنا العربية مطلع التسعينيات انبهرنا به واندفعنا اليه بكل حواسنا ومازلنا مشغولين به، لكن الاعلام المرئي اغراه النجاح فسقط في مصيدة التشفير والمبالغة في تحديد قيمته وهو ما يهدده بحق، واخشى أن يتكرر الموقف مع صحافتنا المتفوقة فالمبالغة لم تعد سلاحاً ايجابياً والمطلوب العودة الى الرصانة والتركيز حتى يقرأها الناس من الغلاف الى الغلاف. جريدة البيان الإماراتية