تركزت مداخلات ممثلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية المشاركة في أشغال الندوة التي احتضنتها تونس حول التحديات المستقبلية للصحافة المكتوبة في ظل المستجدات والتطورات التي يشهدها العالم اليوم والتي طرحت على صناعة الصحافة المكتوبة رهانات من أهمها تنامي منافسة المحامل الالكترونية والمضامين الرقمية وهي رهانات شكلت القاسم المشترك للمتدخلين. وأكد وزير الاتصال التونسي أسامة الرمضاني على ضرورة أخذها بعين الاعتبار تبعا للتطورات المسجلة في العالم،والتحديات المتعلقة بانحسار عدد قراء الصحافة المكتوبة وبروز سلوكيات جديدة لدى أجيال الشباب من أبرزها الاستخدام الواسع لشبكة الأنترنت وتفضيل الصورة على النص المكتوب والميل الى الصياغة الاتصالية التفاعلية وكذلك الاهتمام بالمشاغل العملية أكثر من المضامين النظرية والإيديولوجية. وبيّن الوزير التونسي أن رفع هذه التحديات وغيرها ضروري كي تواصل الصحافة المكتوبة الاضطلاع بدورها الأساسي في المشهد الاعلامي على أفضل وجه وذلك بتأهيل المؤسسات الصحافية ورفع مستوى الممارسة المهنية من أجل الاستجابة لتطلعات القراء وتوظيف التقنية الحديثة للطباعة والبحث عن صيغ للتفاعل والاندماج مع وسائل الاتصال الحديثة وتطويعها بهدف إبراز مضامين الصحافة المكتوبة في ظل احترام الضوابط المهنية الأساسية. وأعرب أسامة الرمضاني عن أمله في أن تتوفق الصحافة المكتوبة في مجابهة هذه التحديات مثلما استطاعت مواجهة الثورات والتحولات الاعلامية والاتصالية السابقة مبرزا العناية الفائقة التي تونس لقطاع الاعلام والاتصال عامة وللصحافة المكتوبة على وجه الخصوص من إجراءات تتعلق بالخصوص بمزيد دعم صحافة الأحزاب وصحافة الرأي وتطوير الأطر القانونية والتنظيمية للقطاع وإحداث صندوق التنمية الصحفية ومواصلة النهوض بالمهن الصحفية وبالعمل الإعلامي وتكريس أخلاقيات المهنة. وخلص المشاركون في خاتمة أشغال هذا اليوم الدراسي الى ضرورة مواكبة القطاع للتحولات العميقة التي تشهدها المجتمعات في ظل الثورة التقنية المتسارعة ودعم صحافة القرب والاهتمام بمشاغل المواطن. كما تم التأكيد على دور التكوين الأكاديمي والتخصص في النهوض بالإعلام المكتوب.