ناقش مؤتمر "مستقبل الصحافة الورقية في عصر الفضائيات" الذي عقد بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وعلى هامش حفل توزيع جائزة البحرين لحرية الصحافة، بالجلسة الاولى والتي كانت بعنوان ( هل انتهى عصر الصحف الورقية؟ ) حيث ترأس الجلسة الكاتب والصحفي بجريدة الحياة اللندنية جهاد الخازن الذي أشار إلى أن الارقام العربية للقراء غير دقيقة ولكن الارقام التي تناولتها صحف الاممالمتحدة وفرنسا وبريطانيا دقيقة جدا حيث أوردت إحصاءات توزيع الصحف اليومية في بريطانيا التي اتضح أنها تقل عنها في العام السابق ما يعني اننا وصلنا اليوم الى مستقبل قد لايكون فيه جرائد موضحا بان الانترنت اصبح اليوم عبارة عن تعويض عن الصحف الورقية خاصة أن بعضها اصبح يفرض ثمنا على دخول الانترنت، كصحيفة الرأي والتايمز متساءلا هل يمكن لهذا الطريق أن ينجح ام لا. فيما أكد رئيس تحرير مجلة زوايا الثقافية بيار ابي صعب ان النقاش حول التحدي الذي تطرحه الفضائيات على الصحافة المكتوبة واسع ويجر للدخول في متاهات، وتساءل "هل حكمت الفضائيات على الصحافة المكتوبة بالموت ام اعطتها الفرصة للولادة من جديد لان تكون اكثر عصرية"؟، وحاول خلال ورقته الدفاع عن دور الصحافي الفرد في اعادة اعتبار هذه المهنة المهددة بالتكنولوجيا اكثر منها من الفضائيات . واضاف اذا أردنا كعاملين في الصحافة المكتوبة أن نحافظ على حرفيتها، وعلينا أن نعيد الاعتبار الى الصحافة وجعلها صحافة رأي لأنها تعبر عن القارئ من خلال التجديد مشيراً إلى أن المشروع مفتوح أمامنا، فالصحافة المكتوبة لا تزال أساسية وضرورية ولابد ان ندافع عن حريتنا وحرفيتنا . واضاف بيار أبي صعب أن الصحافة المكتوبة تستطيع أن تذهب إلى الناس كي يقول المسكوت عنه وتطرح المواضيع الحساسة التي تلفت نظر وسائط الاعلام الجماهيرية لها وأن تشترك النخب الفكرية والاقتصادية والعلمية والسياسية والثقافية في النقاش العام الذي يشغل الحاضر والتي تعد صحافة رأي أو صحافة نقدية على كافة المستويات مؤكداً أننا في هذه الحالة نستطيع أن نستعيد اهتمام القراء ونقاشهم. هؤلاء الذين انفضوا من عن الصحافة الورقية لاسباب كثيرة ليست مرتبطة فقط أو مقتصرة فقط على التحديات التكنولوجية . من جهة اخرى طالب رئيس القسم الثقافي بجريدة الحياة عبده وازن بضرورة الاعتراف بان الصحافة المكتوبة اصبحت تعاني من مشكلة بل ازمة لكن الازمة لا يمكن حصرها في انحسار عدد القراء محاولا معالجتها من خلال ورقته التي تطرق فيها خلال الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر وقال إن احد اسباب تراجع الصحافة الورقية بسبب المواقع الالكترونية والطبعات الالكترونية التي سرقت القارئ مؤكدا بان القارئ بدأ يقرأها على الانترنت ولابد من التوفيق بين الطبعة الالكترونية والورقية مطالبا في الوقت ذاته ضرورة تعاون الصحفيين وأن يتعاونوا لكي يجدوا نوعا من التوازن بين هاتين الطبعتين منوها بأن هذا ممكن مستشهدا بصحيفة ليموند الفرنسية والاندبندت في هذا الشأن . جانب من حضور الجلسة الأولى أما الجلسة الثانية من اعمال مؤتمر الصحافة الورقية في عصر الفضائيات فقد تناولت عنوان "الصحافة والفضائيات صراع ام تعاون" حيث ترأس الجلسة عضو مجلس امناء الجائزة الدكتور صلاح فضل مشيرا الى ان الفضائيات استثمرت جماليات الصورة وهي من ارقى واكثر الوسائل تأثيرا في المتلقين واستثمرت الفورية والعفوية المباشرة لتخلق مناخا فعالا بين المتلقي والمادة الاعلامية موضحا بانه لم تعد العلاقة قاصرة على من يستطيع ان يقرا أو يكتب لان عصر الصورة الغى الامية وجعلها غير ذات منظور ولكنها مثلت تحولا جذريا في الخارطة الاعلامية . واشار الى انه لا ينبغي ان نتوهم علاقة صراع وتبادل بين وسيلة اعلامية واخرى وان التواصل الاعلامي يشمل دوائر تتسع يوما بعد يوم وان هذه الوسائل الاعلامية السريعة والعاجلة التي تنهمر على الناس قد توفر لهم البيانات ولكنها لا توفر المعرفة بالضرورة لان المعرفة تحتاج لتأمل ونظرة فلسفية وتعمق. من جهة اخرى قال الشاعر والصحافي المصري احمد عبد المعطي حجازي انه يشفق على الصحافة المكتوبة وانه ليس محايدا ولا يستطيع معالجة هذه المسألة معالجة موضوعية ويشعر انه ليس علينا فقط ان نصف ما هو حادث وانه يجب الدفاع عن الصحافة المكتوبة . وقال "ان التقدم التقني ليس داعما خطرا على العمل الذي نمارسه وان الصحافة المكتوبة تعرضت الى تهديدات متتالية منذ أواخر القرن التاسع عشر عندما ظهرت السينما ثم الراديو ثم التلفزيون وهذه الوسائل الاكثر حداثة لم تستطع ان تزحزح الصحافة المكتوبة عن مكانها ويذكرني هذا بما يقال من عبارات لا تخلو من تشاؤم بأن كل فن من الفنون يرث الاخر" . من جهة اخرى قال الصحافي والاعلامي المغربي ياسين عدنان ان هناك اشتباكاً بين الفضائيات وبين الصحافة المطبوعة معبرا عن إحساسه بأن الفضائيات وما تتبعه من طريقة تقارب بها الاحداث وتغطي بها الوقائع التي تتناول قضايا الامم. وفي الجلسة الختامية التي بعنوان تجديد الصحافة في عصر الفضائيات ضرورة أم ترف وشاركت فيها الصحافية اللبنانية بارعة علم الدين والصحفي الدكتور حسن مدن وترأست الجلسة الكاتبة والإعلامية سوسن الشاعر حيث تطرقت بارعة الى تجربتها الصحفية مؤكدة على اهمية ان تكون التصريحات الصحافية اكثر فعالية وان تكون واضحة وبها رسالة هادفة . المشاركون في الجلسة الثانية من جانبه اشار الدكتور حسن مدن الى تجربته في مجال الصحافة واكد أن البحرين قد شهدت نقلة كبيرة في مجال حرية الكلمة منذ تسلم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم واطلاق مشروعه الاصلاحي .مضيفاً ان النتيجة الرئيسة لتعميم الفضائيات هو انتفاء الطابع الوطني أو القطري للاعلام.واضاف بأن من اهم التحديات هو مقدار الحرية والشفافية في تقديم الخبر من قبل الصحافة الورقية وفي نهاية المؤتمر ثمن المشاركون التوجيه الملكي السامي لملك البحرين باعتبار حرية الصحافة أولوية وطنية تكفل تضافر جهود ابناء الوطن بوعي ومسؤولية في بناء المستقبل ويرون في ذلك تتويجا لسياسة رشيدة تضع البحرين في مقدمة الداعمين للحريات واوصى المجتمعون بأهمية اطلاق حرية المواقع الالكترونية بما ينسجم مع التوجهات الملكية المحفزة لتوسيع دائرة الحريات ورفع سقفها والاحتكام الى القضاء في منع المواقع التي تهدد الامن الاجتماعي او تمس القيم الثابتة ورأى المشاركون في المؤتمر ضرورة العمل على جعل اليوم العالمي للصحافة مناسبة احتفالية لحرية التعبير وحث وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية للحفاوة بها والمشاركة فيها وضمان حضور أكبر عدد من العاملين بالاعلام . عدد من القيادات الإعلامية العربية تتبادل النقاش المشاركون في الجلسة الثالثة متابعة عدد من الإعلاميين للجلسة الثانية