دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه أمس الفلسطينيين إلى تبني مبادرة جنيف خطة السلام غير الرسمية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال عبد ربه، الذي أعد الخطة بمشاركة وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، في حديث إلى صحيفة القدس الصادرة في الأراضي الفلسطينية انه يتوجب عقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل لتبني وثيقة جنيف كحل سياسي متوازن، تفصيلي، وشامل لتكون بمثابة مد يد سلام جدية إلى الرأي العام الإسرائيلي . و أضاف دفاعا عن خطة السلام هذه، ومن أجل أن تبقى كل فرص الحل متاحة يجب صدور إعلان عن حملة مقاومة شعبية غير مسلحة على أوسع نطاق ضد بناء جدار الفصل العنصري. واعتبر المسؤول الفلسطيني انه بدلاً من تضييع الوقت كل شهرين في تشكيل حكومة جديدة أو في الخلاف على منصب وزاري معين في الوقت الذي تستمر فيه الحكومة الإسرائيلية ببناء جدار الفصل العنصري وتقرير مصيرنا بشكل حاسم ونهائي ينبغي أن نقوم بخطوة استثنائية على المستوى السياسي والوطني وإلا سيكون المصير المقبل مظلما للغاية. وحصلت المبادرة على دعم ضمني من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حين ادانها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون معتبرا أن على إسرائيل العمل بقوة لمنع اعتمادها. وسيتم توقيع الخطة في الأول من ديسمبر في جنيف بحضور وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي-راي. وتزامنت تصريحات عبد ربه مع إطلاق حملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية للترويج للخطة التي يرى منتقدوها أنها تقدم تنازلات فلسطينية لا سيما في قضية اللاجئين. وأعرب عبد ربه عن خشيته من أن تكون هذه هي الفرصة الأخيرة للحل بين الجانبين لأنه إذا تم إهدار الفرصة التي توفرها وثيقة جنيف سنكون أمام الحل الأخر: وهو جدار الفصل العنصري وتكثيف بناء المستوطنات على نطاق واسع لمنع قيام دولة مستقلة ومترابطة، وإحلال نظام (الكانتونات ) بدلا منها. . وقال أخيرا لا اعتقد أن مسألة النزول بالسقف الفلسطيني نظرية صحيحة لأننا من خلال هذه الوثيقة وضعنا هيكلاً لحل متوازن يشبه البناء المتكامل للبيت وأي نزع لعمود واحد أو قاعدة من قواعده فان هذا سوف يؤدي إلى انهيار البيت بكامله . وكان وزير التخطيط الفلسطيني نبيل قسيس ونائبه سميح العبد قد بحثا في الخطة الجمعة مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج والموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ريتشارد بيرنز. و أعلن احمد داود المسؤول في مركز الأعلام الفلسطيني أن المسؤولين الفلسطينيين عقدا لقاءات بناءة. وأوضح انهما بحثا مبادرة جنيف وكيفية التوصل من خلالها إلى إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ووضع حد للعدوان والاحتلال. ونبيل قسيس هو من الأعضاء الثلاثة في الحكومة الفلسطينية الذين ساهموا في وضع هذه الخطة مع شخصيات إسرائيلية. وتلقى الوزيران السابقان يوسي بيلين والفلسطيني ياسر عبد ربه اللذان لعبا دورا أساسيا في صياغة الخطة أخيرا رسالة تشجيع من وزير الخارجية الامريكي كولن باول.